في ظل تنافس محتدم بين ثلاثي، حركة النهضة، القائمات المستقلة، وثالثا نداء تونس، في اغلب البلديات. ولئن كانت البدايات الموفقة من صالح النهضة فان بقية الأطراف تسعى لتحقيق للظفر بأكبر عدد ممكن من رؤساء البلديات.
لم يعد من عمر الآجال القانونية لانعقاد المجالس البلدية المنتخبة غير 10 ايام، تسعى بعض القائمات الفائزة الى استغلالها لضمان تحالفات أوسع توفر لها رئاسة البلدية، لكن بعض الدوائر البلدية حسم الأمر فيها اما كليا او قارب ذلك. سواء كان بانعقاد جلسة تنصيب المجلس البلدي المنتخب واختيار رئيسه ونائبه، او بحسم التحالفات.
عدد الدوائر التي عقدت بها جلسات التنصيب لم يتجاوز العشرين دائرة موزعة على العديد من الولايات، جلها انته الى اختيار مرشح النهضة كرئيس للبلدية، على غرار تطاوين حيث فازت الحركة برئاسة ثلاث دوائر وهي تطاوين المدينة ، الذهيبة واخيرا غمراسن كما فازت في بلدية سيسب من ولاية القيروان، و بلدية قابس المدينة والحامة من ولاية قابس، وغيرها من الداوئر خاصة في الجنوب التونسي.
هذه البداية الجيدة للنهضة في عقد تحالفات واسعة بالدوائر التي فازت بها، ففي الدوائر الثلاث السابقة تحالفت الحركة مع قائمات مستقلة في الدور الاول قبل ان تحصد في الدور الثاني، بالنسبة لقابس المدينة كمثال، أصوات ممثلي التيار الديمقراطي.
هذه التحالفات يشدد القيادي بحركة النهضة وعضو مكتبها السياسي سامي الطريقي على انها وليدة المحليات، حيث ان الحركة أطلقت يد أبنائها في البلديات لعقد التحالفات التي يرونها مناسبة لمصلحة الجهة، اي انهم منحوهم هامشا من المناورة يسمح لهم بحسن ادارة التفاوض، وهو ما تم فالنهضة أدارت الملف بمنطلق، الربح المشترك على غرار ما تم في بلدية سيسب بالقيروان، اذ آلت رئاسة البلدية للنهضة فيما عاد منصب نائب الرئيس لقائمة الاقلاع المستقلة الفائزة بثلاث مقاعد.
النهضة والى غاية أمس نجحت في قطع خطوة جيدة تجاه تحقيق هدفها وهو ترؤس اكثر من 100 بلدية، خاصة وان الحركة حسمت ملف 50 بلدية لصالحها، اما لفوزها باكثر من 50 % من الأصوات او اقترابها من ذلك وعقدت تحالفات مع فائزين قريبين من توجهاتها.
فمقاربة الحركة وفق ما اشار اليه سامي تتمثل في التعاطي مع كل ملف على انه حالة خاصة، ففي النهاية هو شان محلي له منطلقاته واكراهاته، على ان تقع العودة للهيكل المركزي لاستشارته ان تعلق الامر بالتحالفات في البلديات الكبرى، وهي اساسا 24 بلدية، بلدية مركز الولاية. النهضة وفق القيادي بمجلس شوراها تبحث عن بالفوز باكثر ما يمكن من رئاسة البلديات لكن مع مجلس بلدي متناغم، وفق اشارته.
وإن ضمنت الحركة رئاسة الـ50 بلدية حتى قبل اعلان النتائج النهائية، فانها تعمل اليوم على تعزيز موقعها، بعقد تحالفات تحقق لها رئاسات عدد اكبر من البلديات، وهي تدرك ان الحسم لن يكون في الدور الاول، بل الثاني اين تراهن الحركة على ان يفوز مرشحها بفضل اصوات المعارضة لممثلي نداء تونس.
مقابل وضوح الرؤية للنهضة وقربها من حسم تحالفات جديدة لا يزال المشهد ضبابيا لنداء تونس، الذي لم تحسم لصالحه غير بلدية رمادة التي نجحت قائمتها في الجهة في عقد تحالفات مع قائمتي الحرية، مستقلة، وقائمة مشروع تونس، لتفوز بالرئاسة. لكن هذا لن يكون ممكنا لها في مناطق اخرى بالجنوب، حيث تقل حظوظ الحركة بشكل كبير.
نداء تونس انحصرت حظوظه في الفوز برئاسة البلديات في اقل من 60 بلدية، سواء التي فاز بها باغلبية الاصوات او اقترب او يرفض الفائزون معه التصويت للنهضة، وهنا على الحركة ان تحسن التفاوض ان ارادت ان تحقق ما يعلنه قادتها وترؤس 150 دائرة بلدية، وهذا صعب جدا.
بلدية تونس المدينة... سيناريو المرشح الثالث يهدد النداء والنهضة
بعيدا عن عدد رؤساء البلديات لكل طرف سياسي يحتدم التنافس في البلديات الكبرى، وخاصة بلديات المدن الهامة من بينها سوسة، صفاقس، منوبة، بن عروس، اريانة، قابس، مدنين، والاكثر رمزية بلدية العاصمة التي تشهد تنافس محتدما بين النهضة والنداء ومرشح توافقي ثالث لم يحسم امره بين بقية القائمات الفائزة.
حيث اشار رئيس قائمة الاتحاد المدني المهدي الرباعي ان المشاورات بين القائمات الفائزة غير نداء تونس والنهضة، متقدمة وبلغت مرحلة الاتفاق على تقديم مرشح مشترك يقع الدفاع عن حظوظه.
هذا السيناريو الذي يعده التيار الديمقراطي والجبهة الشعبية والاتحاد المدني، وقائمة مستقلة، يهدد الحركتين بجدية، حيث سيكون للمرشح التوافقي 26 صوتا، فما يدعم مرشحة النهضة 21 عضوا مجلس بلدي ويبقى 17 يدعمون مرشح النداء، اي انه في صورة المرور للدور الثاني بين مرشح توافقي ومرشحة النهضة يبدو ان حظوظ الاول اوفر.
لكن هذه السيناريو لم يحسم بشكل نهائي وقار فالخلاف بين القائمات الاربع على هوية المرشح المشترك من بينهم لا يزال، وهذا يغري النداء للتحرك والبحث عن تغير المعادلة لصالحه. قبل حلول تاريخ 3 جويلية موعد انعقاد جلسة تنصيب المجلس المنتخب.