رئيس الحكومة وحافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لنداء تونس، انطلقت فترة التلميحات والتحركات المستترة بحثا عن حسم الصراع بين الرجلين لصلاح احدهما، في انتظار التحوير الجزئي الذي سيكون اختبار ا لكل منهما لمعرفة خطواته القادمة.
اختار المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي ان يتحرك على الأرض ويحشد في صفه الفاعلين في جهازي الحزب المتبقيين، الكتلة والمنسقون الجهوين، وقد كان له ذلك خلال الأيام الفارطة، لكن خطوة رئيس الحكومة لم تتأخر كثيرا، ليعقد الشاهد لقاء جمعه بنواب من النداء ووزراء الحزب في حكومته، وذلك كان يوم الأربعاء الفارط.
لقاء يبدو انه سيكون احدى النقاط المفصلية في الصراع بين الرجلين، فاللقاء جمع الشاهد باعضاء لجنة تقييم العمل الحكومي التي بعثها الحزب في ظل إستراتيجية يهدف منها المدير التنفيذي الى المزيد من عزل الشاهد ومنعه من اختراق الكتلة.
لكن حسابات الحقل غير حسابات البيدر، إذ أن اللقاء انتهى بإعلان أعضاء من اللجنة أنهم يدعمون بقاء الشاهد كرئيس للحكومة، أو القول بأنه خصص للنظر في القوانين المستعجلة ونفي وجود حالة غليان في كتلة الحزب بسبب الصراع بين المدير التنفيذي ورئيس الحكومة، كما قال سفيان طوبال رئيس الكتلة.
مواقف تحمل في ثناياها تغييرا صريحا او بوادر مراجعة للموقف من الصراع بين الرجلين في نداء تونس، الذي بات الانقسام فيه بشان مصير يوسف الشاهد واضحا للعيان، مما دفع بالمدير التنفيذي حافظ قائد السبسي الى رد الفعل عبر تدوينتين على حسابه الخاص على الفايسبوك، الأولى خصصها للرد على المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية والثانية بمناسبة مرور 6 سنوات على تأسيس نداء تونس.
في التدوينتين بحث قائد السبسي الابن عن كسب نقاط على حساب خصمه، ففي الاولى اعتبر ان ما أعلنه المستشار الإعلامي هو موقف شخصي لا يلزم رئيس الجمهورية، والقصد ان ما قاله المستشار من ان الرئيس لن يتدخل في الصراع الحزبي او يستعمل صلاحياته الدستورية لتغيير رئيس الحكومة.
موقف استشف منه الندائيون ان الرئاسة لن تتدخل لصالح المدير التنفيذي مما هدد الاخير بفقدان ورقة لعب هامة، حرص على ان يضمنها بتدوينته التي اتهم فيها المستشار بانه اراد توظيف صفته في الصراع لصلاح طرف فيه والقصد هو الشاهد.
التدوينة الثانية خصصها قائد السبسي الابن لانتقاد الحكومة من جديد واعتبار ان فشلها تسبب في خسارة الحزب لعدد هام من الاصوات في الانتخابات البلدية دون ان يغفل عن اعتبار ان النتائج ايجابية للحزب، وينتهي بدعوته لمناضلي حزبه الى العمل على استكمال استعدادات المؤتمر الثاني للحزب.
مؤتمر سيكون محل تنازع بين المدير التنفيذي ومجموعته ورئيس الحكومة ومن يناصرونه او يتقاطعون معه في رفض هيمنة نجل الرئيس على الحزب، وهؤلاء يعتبرون ان الطريق الى المؤتمر يجب ان يمر عبر الهيئة السياسية للحزب، التي لم تنعقد منذ 2016، فهذه الاخيرة يمكن ان تحسم التوازنات صلبها الصراع لغير مجموعة قائد السبسي الابن.
لكن قبل الوصول الى هذه المحطة البعيدة يراهن طرفا الصراع على محطة التحوير الوزاري الجزئي، التي ستكون اختبارا لقياس مدى جاهزية الطرفين للجولة الكبرى، فالشاهد الذي يعمل منذ فترة على حشد داعمين له في مجلس النواب، ابتداء بكتلة حزبه وحركة النهضة وباقي الكتل المؤثرة، لضمان تمرير تحويره الجزئي وتوجيه ضربة لنجل الرئيس مفادها ان الاول يحتكم إلى اوراق اللعب الرابحة.
هذا ان تم سيشجع عددا من الندائيين على الاصطفاف خلفه في الصراع وبهذا يكون أقرب للفوز به.