بكل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير الخارجية وبالأمين العام لاتحاد الشغل، وهذا الأخير يعتبر أهم لقاء له من الجانب السياسي، فهو يأتي عقب تعليق نقاشات وثيقة قرطاج بـ10 أيام شهدت تطورات عدة أبرزها الحرب بين الشاهد وقائد السبسي الابن.
يوم أمس عقدت رئاسة الجمهورية أربعة لقاءات متتالية، توسطها لقاء جمع الباجي قائد السبسي رئيس الدولة بنور الدين الطبوبي الامين العام لاتحاد الشغل، لقاء حرص الرجلان على ان يكون في جو من التناغم الكلي، انطلاقا من كلمات الترحيب الى غاية نهاية اللقاء وإدلاء الطبوبي بتصريح مقتضب.
أهم عناصر هذا التصريح كانت إعلان الطبوبي ان اللقاء «تناول الوضع السياسي المتأزم والذي ألقى بظلاله على كل الأوضاع والمسائل الاقتصادية والاجتماعية» مع إشارته إلى وجود تقارب في وجهات النظر مع رئاسة الجمهورية بشأن سبل تجاوز الوضع الصعب في أقرب الآجال، ليشير بشكل جلي أن البلاد في حالة انتظار ولا يمكن أن تطول هذه الأزمة أكثر من اللازم» لذلك فعلى الجميع «تبجيل المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية»، وفق قوله.
الطبوبي ذهب في تصريحه بعيدا ليعلن انه في «الايام القادمة تنفرج الأمور نهائيا في الوضع السياسي» مشددا على ان الامر سيكون قريبا. في تلميح الى ان ملف الخلاف بشأن تغيير كلي للحكومة سيحسم اثر شهر رمضان، دون القول ان كان الحسم لصالح تصور الاتحاد السابق ام مناقض له.
هذا اللقاء الذي تكتم الطبوبي عن تفاصيله جاء بطلب من رئاسة الجمهورية التي استعجلت اللقاء فدفعت الامين العام للاتحاد الشغل الى تسريع عودته لتونس بعد ان كان من المفترض عودته اليوم، لكنه عاد قبل موعده بأكثر من 36 ساعة ليلتقي برئيس الجمهورية عقب لقاء الشاهد به.
ووفق التطورات الأخيرة في المشهد التي لا يبدو انها تمت دون موافقة من الرئيس، أساسا إقالة وزير الداخلية لطفي براهم، الذي يعتبره الشاهد مقربا من حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للحزب تختلط الاوراق كثيرا.
اختلاط مرده ان إقالة الوزير تتنافى مع مبدأ قرب حل المسائل العالقة الذي أشار إليه الأمين العام للاتحاد والقصد هنا ان الإقالة توحي بان مسالة تغيير كلي للحكومة ليست هي ما قد ينتظر خلال الأيام القادمة.
لكن في المقابل لا يزال موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من مسالة بقاء الشاهد على راس الحكومة على حاله، فهو لا يزال يعتبر الاخير قد فشل في ادارة الملفات الاجتماعية والاقتصادية وان بقاءه هو استمرار لنهج الفشل، غير انه خفف من حدة انتقاداته العلنية للرجل اثر اعلان الاخير، يوسف الشاهد الحرب على المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي واستهدافه هو والمجموعة المقربة منه.
اختبار الاتحاد ان لا يقحم نفسه في هذا الصراع مع خفض حدة انتقاداته لا يعنى ضرورة انه قد يقبل بعودة لمناقشة نقاط وثيقة قرطاج2 وتأجيل ملف الشاهد الى مناسبة أخرى، ولكن في لقاء الامس بين رئيس الجمهورية والامين العام يبدو ان الاوراق قد خلطت من جديد وان تكتم الطرفان عن الافصاح فان تحركاتهم خلال الساعات القادمة ستكشف جزءا مما وقع الاتفاق عليه.