بعد قرار تعليق العمل بوثيقة قرطاج 2: الطبوبي يؤكد أن الإتحاد لـم يعد ملزما بشيء في انتظار حسم هيئته الإدارية الوطنية

أثار قرار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تعليق العمل بمفاوضات قرطاج 2

إلى أجل غير مسمى بسبب تواصل الخلاف حول النقطة 64 من وثيقة قرطاج 2 المتعلقة ببقاء يوسف الشاهد من عدمه، ردود فعل غاضبة والتسريع في عقد اجتماعات لمناقشة هذا القرار، ردود فعل قد تزداد تعقيدا في الأيام القليلة القادمة لا سيما الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لئن عبّر عقب الاجتماع عن غضبه من خلال التصريح الإعلامي لأمينه العام نور الدين الطبوبي بقوله «انه ليس ملزما بأي شيء بدءا من اليوم»، محملا المسؤولية إلى الأطراف التي تمسكت بالشاهد، فإنه ينتظر أن يحسم موقفه النهائي خلال اجتماع هيئته الإدارية الوطنية في غضون الأيام القادمة واتخاذ القرارات المناسبة من بينها حسب ما رجحته بعض المصادر النقابية الانسحاب من وثيقة قرطاج.
الساعات القادمة ستكون حبلى بالّأحداث والقرارات من قبل المشاركين في وثيقة قرطاج والذين سارعوا بعقد اجتماع مكتبهم التنفيذي بصفة استثنائية على غرار نداء تونس الذي سعى جاهدا رفقة اتحاد الشغل إلى إزاحة الشاهد، ولم يعد الحديث في الفترات الأخيرة إلا عن فشل الحكومة والمؤشرات الاقتصادية السلبية والقائمات السوداء، فتعليق وثيقة قرطاج كشف عن التباين الكبير بين مكونات اللجنة العليا والفشل في صياغة وثيقة تحظى بالتوافق في جميع النقاط وكذلك إعادة تكوين المشهد السياسي.

الانسحاب من وثيقة قرطاج بين التهديد والتطبيق
الطبوبي الذي طالما خصص مؤتمراته الجهوية وتجمعاته العمالية لانتقاد الحكومة والدعوة إلى ضخ دماء جديدة في كافة مفاصل الدولة، قد بات الآن في موضع محرج أمام قواعده ومنخرطيه في انتظار قرار رفع التعليق، ويبدو أن الانسحاب من وثيقة قرطاج لم يعد مجرد تهديد أو احتمال، وقد يتجه إليه، فتصريح الطبوبي أمس كان واضحا، حيث أكد أن المنظمة الشغيلة وإن تحترم قرار رئيس الجمهوريّة فلها رأيها أيضا في إطار سلطات القرار التابعة له، ملاحظا أنّ من تمسك بموقفه المتعلّق ببقاء حكومة يوسف الشاهد «هو من يتحمّل مسؤولية ونتيجة قراره» قائلا في هذا الصدد «الإتحاد لم يعد ملزما بشيء». وشدد على أنه يحترم كل الأفكار والآراء.
مازال موعد الهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل لم يتحدد ولكن رجحت مصادرنا أن الموعد سيكون قبل 3 جوان المقبل أي قبل التحول إلى جنيف للمشاركة في المؤتمرات النقابية، علما وأن 7 أعضاء من المكتب التنفيذي هم حاليا في جنيف، هيئة ستكون حاسمة بالنسبة لاتحاد الشغل الذي طالما هدد في المؤتمرات الأخيرة بالانسحاب من وثيقة قرطاج في حال لم تقع الاستجابة إلى مقترحاته، تهديد كان في مناسبة أولى بمثابة لي الذراع والمقايضة، إما الموافقة على كل خياراته (في علاقة خاصة بالتحوير الوزاري الشامل لكن جوبه بمعارضة شديدة من قبل بعض الأطراف المشاركة في وثيقة قرطاج وخاصة النهضة، وبالتالي فإن الاتحاد سيعيد خلط أوراقه من جديد) وقد يكون الانسحاب من وثيقة قرطاج هو قراره في ظلّ هذه المستجدات، وهذا يعني انهيار وثيقة قرطاج باعتبار أن اتحاد الشغل من أكبر الداعمين لها بتأكيد رئيس الجمهورية في حوار سابق له كون وثيقة قرطاج لا معنى لها دون دعم أكبر المنظمات الاجتماعية المتمثل في الاتحاد العام التونسي للشغل.

«الاتحاد ليس محكوما عليه بالبقاء»
بخروج الاتحاد العام التونسي للشغل من وثيقة قرطاج وفقدان الحكومة أكبر داعم لها، ستكون البلاد في قادم الأيام في حرب باردة بين السلطة التنفيذية والاتحاد في مرحلة جد حساسة لا تتحمل فيها البلاد المزيد من التصادمات والصراعات، وحسب تصريح سابق للأمين العام المساعد بوعلي المباركي لـ«المغرب»، فإن للاتحاد مؤسسات تجتمع على غرار الهيئة الإدارية التي قررت الدخول في وثيقة قرطاج هي أيضا تجتمع لأخذ القرار بالبقاء من عدمه وكل شيء وارد، مشددا على أن موقف الاتحاد واضح فهو يبحث عن تحوير كبير وعميق في الحكومة ويريدها أن تكون حكومة مصغرة منسجمة تضم كفاءات تنجز أولويات الوثيقة وإذا كان المشاركون في الوثيقة غير ملتزمين بهذا فليس محكوما عليه بالبقاء. وأشار أيضا إلى أن موقف الاتحاد منطلقه مصلحة البلاد وما اجتمعت الأحزاب والمنظمات إلا لإدراكها بان هناك فشلا وانه لم يقع الالتزام بوثيقة قرطاج من قبل الحكومة التي فشلت في أداء مهمتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115