ليحسموا أمر رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالبقاء او الرحيل -وان كان الأقرب ان يكون الحسم بالرحيل- لكن قبل لقاء الغد ثلاثة أحزاب ظلت تدعم الرجل تعقد اليوم اجتماعات لهياكلها لتقرر موقفها وأي صف تتخذ.
اليوم ثلاثة احزاب تعقد اجتماعات اما لمجلس شوراها كحركة النهضة، او هياكلها المركزية كالمجلس المركزي، حزب المسار او المكتب السياسي حزب المبادرة، لتناقش موقفها من مسالة رحيل الشاهد الذي تتمسك به 5 من أطراف وثيقة قرطاج.
هذا الثلاثي وان كان في لقاء الجمعة الماضي دافع عن الشاهد ورفض تغييره وحث على الاكتفاء بتحوير وزاري، فان كواليسها الداخلية تشهد اختلافات في التصور والاصطفاف، فحزب المسار ينقسم بين شقين، الاول يعبر عنه الأمين العام وهو وزير في حكومة الشاهد، سمير الطيب ويرفض تغيير الرجل، والثاني يضم قيادات مخضرمة للحزب سبق لها وان دافعت من اجل خروج الحزب من الحكومة.
المبادرة بدوره وان كان موحد الصفوف اكثر من غيره فان قراره سيتخذ بعد ان يناقش مكتبه السياسي المكسب والخسارة في الفرضيتين، الدفاع او التخلي، وهذا يعني ان الحزب قد يتجه للتخلي عن الشاهد لضمان بقائه جزءا من الصورة العامة.
الحزب الثالث الذي سيكون له كلمة الفصل في الخلاف، هو حركة النهضة التي قررت منذ أسبوع عقد مجلس شوراها للنظر في ثلاث نقاط، الأولى والثانية تتعلقان بتقييم الانتخابات البلدية وبرئاسة البلديات، أما الثالثة فهي موقف الحركة بشان الحكومة.
الأخيرة أشار إليها رئيس الحركة في لقاء الجمعة وقال بشكل صريح ان حركته ضد تغيير الشاهد ولكن سيعيد طرح الأمر عليها لتحدد موقفها، والموقف هنا غير واضح على كل الفاعلين في الحركة. التي ينصح مكتبها التنفيذي والسياسي بالإبقاء على الموقف، وهي رفض تغيير الشاهد.
لكن هذه النصيحة قد لا يؤخذ بها في أشغال مجلس شورى الحركة الذي يشقه موقفان، الأول هو التمسك بموقف الحركة القائل بالاقتصار على تحوير ضيق، والثاني مع تغيير الموقف ورحيل الشاهد لتجنب تداعيات التمسك به. مع ميل اوسع للخيار الاول في صفوف الحركة.
لكن هذا الميل قد ينقلب في النقاشات والكشف عن التفاصيل، على غرار موقف رئيس الحركة والمعطيات التي لديه، سواء في لقائه برئيس الجمهورية او في لقائه مع نور الدين الطبوبي، ووفق ما سيقدمه «الشيخ» سيتخذ القرار.
فان كان الموقف متباينا في علاقة ببقاء رئيس الحكومة، فان الشورى وكل مؤسسات الحركة موحدة على قراءة المشهد السياسي، وهي الحرص على الإبقاء على التوافق وأساسا مع رئيس الجمهورية، اي ان ما قاله الباجي قائد السبسي لراشد الغنوشي سيكون محددا.
كما ان موقف الاتحاد وتلويحه بالانسحاب سيكون له دور اذ ان الحركة ووفق قادتها «معنية بوثيقة قرطاج وعدم تمزيقها»، اي انها حريصة على ان لا ينسحب منها الاتحاد، فان قام بذلك انعدمت الوثيقة، لكن هذا الحرص مقترن بـ«المحافظة على التوازنات» والاستقرار، والتشديد على ان الذهاب الى المجلس ليس بالخيار السهل.
النهضة وبحثها عن اي صف تتخذ، ليس بالامر الهين على الحركة وقادتها، فلكل خيار ثمنه، فان اختارت صف النداء واتحاد الشغل، فانها تقر لهم بالقيادة وهذا امر بات يزعج الكثيرين في الحركة، خاصة في ظل ضبابية مستقبل النداء والخشية من تغول الاتحاد، الثاني هو الخشية من ان تصطف النهضة خلف الشاهد وتنخرط في صراع مباشر مع الاتحاد وربما مع الرئيس ان هو اصطف ضد الشاهد.