الطبوبي في مؤتمر المهدية: «عن أي حكومة وعن أي وحدة وطنية تتحدثون.. والتفاوض هو الصدق وإذا فقد فهي القطيعة»

مع اقتراب موعد اجتماع لجنة الرؤساء للموقعين على وثيقة قرطاج بإشراف

رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي المقرر يوم الاثنين القادم 14 ماي الجاري والذي سيخصص للنظر في النقاط الأربع الخلافية المرحلة من قبل لجنة الخبراء أهمها التحوير الوزاري وهيكلة الحكومة المقبلة، يصعّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في مفردات خطابه وفي توجيه رسائل انتقادية ضدّ حكومة يوسف الشاهد وفشلها الذريع، وفي خطابه أمس لدى إشرافه على أشغال المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية شدد على أن الاتحاد متمسك بالالتزامات الأخلاقية بعدم ترشح الحكومة للانتخابات واعتبر أن هذه الحكومة لم تخلف إلا الأوجاع والانتهاكات.

نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل جدد تأكيده أن التفويت في القطاع العام سبعون ألف خط أحمر والاتحاد منفتح على إصلاح كل مؤسسة على حدة، منتقدا توجه الحكومة بإحداث بنك الجهات والحال أن هناك بنك التضامن وبنك تمويل المؤسسات الصغرى ..، مشيرا إلى أن إرادة الإصلاح غير موجودة، فالجميع أنظارهم مشدودة نحو قصر قرطاج والاتحاد سيكون أول طرف سيكون ضدهم. وبين أن هناك التزامات أخلاقية بعدم ترشح الحكومة للانتخابات ولذلك فإنه في الحكومة القادمة لا بدّ أن تكون كل المسائل واضحة ومسطرة بشفافية تامة ولا بدّ ّأن يقع الاختيار على الهامات القادرة على صنع ربيع تونس وقادرة على توجيه الشعب. وصرح أن 70 بالمائة من مداخيل الجباية متأتية من العمال و30

بالمائة المتبقية منقسمة بين المؤسسات ورجال الأعمال الذين يمثلون 10 بالمائة فقط من المداخيل، أي عدالة تتحدثون عنها وأي تنمية تريدون القيام بها وأي شعب تريدونه أن يضحي.

«الحكومة تتحيل على الشعب»
وأضاف الطبوبي أن الدولة تقتل شعبها، مشددا على أن الحكومة تتحيل على الشعب في إشارة إلى الأسعار، قائلا «هذه الحكومة لم تخلف إلا الأوجاع والانتهاكات لهذا السبب، الاتحاد لا يريد المقايضة وسياسة الهروب إلى الأمام..»، وأشار في ملف التعليم الثانوي إلى أنه تمّ خلال جلسة التفاوض بحضور بعض الوزراء الاتفاق على 4 نقاط بما فيها مسألة التقاعد وتمّ حتى التطرق إلى الجانب المالي ولكن هناك تراجعات في نقطة التقاعد والاتحاد دائما يتمسك بموقفه لأن التفاوض هو الصدق وإذا فقد وانعدمت الثقة فهي القطيعة ولم نعد نتعامل وهذا ينعكس سلبا على المناخات العامة في البلاد وعلى الاستثمار والتوترات الاجتماعية. كما شدد الطبوبي على أن المناصب العليا في الدولة تُسند وفق الكفاءة وليس المحاصصة الحزبية لان ذلك لا يستقيم.

انتقد الطبوبي الأطراف التي انتقدت دعوة الاتحاد إلى تحوير وزاري، مؤكدا أن الاتحاد موجود في وثيقة قرطاج و يرفض أن يكون مجرد صورة بل يريد أن يكون فاعلا ومن حق المنظمة الشغيلة أن تطالب بذلك، فهي طرف اجتماعي رئيسي في البلاد وعنصر توازن، وأبرز أن أعضاء وثيقة قرطاج أقروا جميعهم بالفشل الذريع لحكومة الشاهد أما الفرق بينهم وبين الاتحاد أن صوته عال بينما هناك من يتحدث في الكواليس، قائلا» الاتحاد لن يكون شاهد زور والجميع أقروا بفشل الحكومة ولكننا لسنا بحزب سياسي وليس من الأغبياء السياسيين، فالاتحاد له نضج سياسي في قراءة الواقع وتحديد الخيارات والأولويات..».

الوحدة الوطنية ليست عنوانا
هذا وأفاد الأمين العام للاتحاد أنه من غير الممكن الحديث عن حكومة وحدة وطنية في ظل التدهور الكبير للمؤشرات الاقتصادية والمقدرة الشرائية للمواطنين، قائلا «اليوم عندما نقيم غلاء الأسعار عن أي حكومة وعن أي وحدة وطنية تتحدثون».. وبين أن المحاصصة الحزبية لم تعد تستقيم فالبلاد في فترة فاصلة تجاوزت فيها نسبة التضخم 7 بالمائة وجدد توجيه انتقاداته ضدّ الرئيس المدير العام لمعهد الإحصاء إلى جانب انزلاق الدينار وتداعياته المباشرة على المقدرة الشرائية وانخفاض الاحتياط من العملة الصعبة وارتفاع الأسعار، فعن أين حكومة وحدة وطنية تتحدثون . الطبوبي، قال أيضا في خطابه إنّ «الوحدة الوطنية ليست عنوانا وإنّما مضامين وتحديد خيارات وأولويات.. ولهذا السبب يدعو العديد من المناضلات والمناضلين داخل المنظمة الشغيلة للخروج من وثيقة قرطاج».

التونسي بدأ في فقدان الأمل
«البلاد لم تعد تتحمل الانتظار أكثر ويجب بعث رسائل ايجابية للشعب»، هذا ما أكده الطبوبي في المؤتمر، واعتبر أن المواطن التونسي بدأ في فقدان الأمل في الحصول على الخدمات الصحية والإدارية والمعيشية وهو ما يمثل خطرا على المسار السياسي والديمقراطي في البلاد، كما أن نتائج الانتخابات البلدية التي جرت يوم 6 ماي الجاري رسالة واضحة من الشعب التونسي إلى الطبقة الحاكمة، مطالبا الأحزاب الفائزة في الانتخابات بتطبيق وعودها. وبين الطبوبي أن «معركة الاتحاد اجتماعية واقتصادية أمام القضايا المطروحة الشائكة والكبيرة في هذه المرحلة»، مضيفا أنه بعد إجراء آخر قراءة لوثيقة قرطاج 2 من قبل رؤساء الأحزاب والمنظمات الوطنية لم يبق غير تحديد ملامح الفريق الحكومي القادر على قيادة المرحلة المتبقية.

الاتحاد ترك بصمته
وأضاف الطبوبي أنّ الاتحاد ترك بصمته خلال الفترة النيابة السابقة وعند دخوله إلى وثيقة قرطاج في صياغة المضامين وتحديد والأولويات بأكثر من 90%»، متسائلا «على أيّة أرضية سيكون العقد الإطاري الذي سيربط اليوم المواطنين بهذه الحكومة أو غيرها من الحكومات ومدى الانجاز والتقدم في الالتزامات؟». ليشدد على أن الاتّحاد كان من بين الأوائل الداعمين للاستقرار السياسي في البلاد خاصة في ظل تعاقب حوالي 7 حكومات على الحكم.. وإذا كانت هناك وحدة وطنية الاتحاد سيكون أوّل من يمدّ يده لتتقدّم البلاد. وصرح أن الاتحاد ليس له أي مشكلة مع أي طرف ويتقاطع مع كل من يتقاطع مع الاتحاد في المبادئ والثوابت التي تأسس عليها حتى ولو اختلف مع الآخرين فيختلف بأخلاقيات ولكن المشكل أن الاتحاد يبني على مؤشرات ومن أكبر الداعمين للاستقرار السياسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115