الطبوبي في مؤتمر الجامعة العامة للسكك الحديدية بالحمامات: وثيقة قرطاج لـم تكن شهوة ..ولن نتسامح مع الإضرابات العشوائية

• الطاهري: الاتحاد لن يمضي على وثيقة فيها إجراءات مختلفة عن روح وثيقة قرطاج الأولى


حافظ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في خطابه في مؤتمر الجامعة العامة للسكك الحديدية أمس بالحمامات على ذات مفردات خطاباته السابقة سواء في علاقة بحكومة يوسف الشاهد ووثيقة قرطاج 2 أو المؤسسات العمومية واستبسال الاتحاد في الدفاع عن المكتسبات الوطنية، فالطبوبي ما فتئ يؤكد في كافة خطاباته وتصريحاته الإعلامية وحتى يوم الاحتفال بعيد الشغل في قبة المنزه أن أمام التفويت في القطاع العام سبعين خطا أحمر، وفي خطابه أمس أكد أن «الحكومة بصدد صناعة رأي عام يقوم على شيطنة القطاع العمومي في حين أن الرهان الحقيقي اليوم هو إبراز الحقيقة والحفاظ على المكتسبات».

لئن أنهت لجنة خبراء الموقعين على وثيقة قرطاج أشغالها وبات مشروع وثيقة قرطاج 2 جاهزا في انتظار عرضه على رؤساء الأحزاب والمنظمات أي في اجتماع لجنة الرؤساء بإشراف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والذي من المنتظر أن يكون الموعد بداية الأسبوع المقبل، فإن اتحاد الشغل قد أبدى بعض الاحترازات على مشروع الوثيقة في علاقة خاصة بالنقاط الخلافية التي تمّ ترحيلها إلى لجنة الرؤساء للحسم فيها والمتمثلة بالأساس في تنفيذ الحكومة المقبلة للاتفاقيات التي أبرمتها الحكومات السابقة من 2011 إلى الآن، اتفاقيات لئن لم يحصر الاتحاد عددها فإنه يؤكد أن عددها كبير وهي تخص خاصة عمال الحضائر والتعليم وغيرها من المجالات، اتفاقيات يطالب الاتحاد بضرورة تطبيقها من منطلق المحافظة على هيبة الدولة والالتزام الأخلاقي بتطبيق ما تمّ الالتزام به.

احتراز اتحاد الشغل بسبب ترحيل النقاط الخلافية
النقطة الخلافية الثانية التي تمّ ترحيلها إلى لجنة الرؤساء وأثارت حفيظة اتحاد الشغل تكمن في مسألة التحوير الوزاري وهيكلة الحكومة المقبلة، مسألة وفق بعض المصادر النقابية أراد الاتحاد حسمها في إطار أشغال لجنة الخبراء وذلك لربح الوقت والانطلاق مباشرة بعد الانتخابات البلدية واجتماع القادة والمصادقة على مشروع الوثيقة في التفعيل أي في تغيير الحكومة، وأضافت مصادرنا أن الاتحاد كان قد قدم ضمن وثيقة المقترحات تصوره حول هيكلة الحكومة القادمة بحذف كتابات الدولة لكن أعضاء اللجنة ارتأت ترحيلها إلى اللجنة العليا لرؤساء الأحزاب والمنظمات، وقد أكد الناطق الرسمي باسم الاتحاد سامي الطاهري خلال مؤتمر الجامعة العامة للسكك الحديدية أن الكثير من النقاط الخلافية ما تزال قائمة ولم يتم الاتفاق إلا على بعض منها، مبينا انه تقرر إحالة مخرجات أعمال اللجنة الفنية إلى رؤساء المنظمات والأحزاب الذين سيجتمعون قريبا للبت فيها ليشدد على أن الاتحاد لن يمضي على وثيقة فيها قرارات وإجراءات مختلفة عن روح وثيقة قرطاج الأولى، في الأولويات ولا على نقاط يمكن أن تكون مخالفة لمصالح الشغالين والتونسيين بصفة عامة.

الطبوبي أكد في خطابه أن وثيقة قرطاج لم تكن شهوة وبنيت على أساس الوحدة الوطنية ومن أجل برنامج واضح ولكن لم يطبق منها إلا الجزء القليل، وأضاف وفق ما جاء على الصفحة الرسمية للاتحاد أن قيادات المنظمة الشغيلة لم تستعرض عضلاتها في غرة ماي أي خلال اليوم العالمي لعيد الشغل بل كانت شعاراتها واضحة كاتحاد قوة بناء وقوة خير، مشددا على أن «الاتحاد قدم للجميع درسا في الوحدة من أجل تونس ... وحدة من أجل حقوق العمال ... الوحدة حول استحقاقات الشعب التونسي ....». كما أوضح أن أعضاء المكتب التنفيذي الوطني قاموا بإحياء تجربة الاجتماعات والتجمعات العامة واليوم على النقابات العودة إلى هذا التقليد المهم والذي يجب أن يعود فالقرارات تؤخذ بصفة ديمقراطية وتشاركية ، وتابع قوله «أمامنا مسؤولية كبيرة مع طبيعة المرحلة الحالية وكيفية تعاملنا معها وذلك بحسن تنظيم العمل النقابي ونحن لن نسمح بتخريب الاتحاد العام التونسي للشغل ومرجعنا العمل المؤسساتي بعيدا عن منطق توقيف العمل دون الرجوع إلى هياكل المنظمة والى القوانين المنظمة ولن نتسامح مع الإضرابات العشوائية وغير القانونية وعلى بعض النقابيين الوعي بهذا وعدم الانجرار في إضرابات فجئية دون العودة إلى الهياكل النقابية».

«شبهات فساد في الصفقات العمومية في السكك الحديدية»
الأمين العام للمنظمة الشغيلة أبرز أيضا أن الاتحاد يتحمل مسؤوليته في التعامل مع طبيعة المرحلة و«لا يزايد أحد على وطنيتنا» ، مشيرا إلى وجود بعض الصفقات العمومية تحوم حولها شبهات فساد في السكك الحديدية وأن الإتحاد سيفاجئ الحكومة، وشدد على ضرورة محافظة الحديديين على مؤسستهم العريقة ، كشركة عمومية وعلى العمال والنقابيين التفطن إلى أهمية المحافظة على المكاسب الوطنية للشركات العمومية، قائلا «اليوم لا أحد يمكن أن يزايد علينا على محبتنا للوطن كما أن صورة المنظمة هي من أولوياتنا وذلك بتكوين النقابيين في جميع المجالات..علينا التفكير في تطوير الأشكال النضالية بالمحافظة على صورة منظمتنا وإشعاعها...اتحادكم صمام الأمان لتونس وضمانة وعنصر توازن....نحن في دفاع مستمر عن الوطن ولا نستهدف لا أشخاص ولا أطراف ولكن نتقارب أو نتباعد معهم حسب مصلحة تونس قبل كل شيء فالاتحاد خيمة الجميع.... خيمة المظلومين...».

اتحاد الشغل يستنكر...
رسائل وانتقادات عديدة جدد توجيهها الطبوبي إلى الشاهد منها أن الاتحاد ليس ضد أي حزب وينحني لإرادة الصندوق لكنه لا يصمت في صورة عدم الالتزام بالمسؤوليات والوعود، إلى جانب استنكاره تمكين الحكومة منظمة أخرى للأعراف من أرقام ومعطيات حول القطاع العام بينما لم تسندها لبقية الأطراف الاجتماعية قائلا «سيحين الوقت لنقدم موقفنا ومشاريعنا ورؤيتنا حول مستقبل المؤسسات العمومية». وشدد الطبوبي على أن الاتحاد في دفاع مستمر عن الوطن قائلا «نحن لا نستهدف لا أشخاص ولا أطراف ولكن نتقارب أو نتباعد معهم حسب مصلحة تونس قبل كل شيء». هذا وكالعادة لم يغفل الطبوبي في ختام كلمته عن دعوة النقابيات والنقابيين والشغالين وكل أفراد الشعب التونسي الى التوجه اليوم الأحد 6 ماي الجاري بكل كثافة إلى صناديق الاقتراع للقيام بواجبهم الانتخابي لخدمة وطنهم ولتقديم المثال الأسمى في الممارسة الديمقراطية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115