لتجعل من الرؤية ضبابية على الجميع، إلى حلول المساء، حيث أعلن نور الدين الطبوبي عن انفراج للازمة وعودة الدروس قبل تتعقد الأمور ويعلن اليعقوبي التمرد واستمرار الصدام مع الحكومة .
مع حلول مساء أمس اختارت الحكومة أن تصمت بعد أن أطل أعضاء منها وأعلنوا عن موقف حكومتهم من الأزمة ومما يتوقعونه من الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل المنعقدة بالحمامات، دون أن يغفلوا عن اعتبار ما اقترحته نقابة التعليم الثانوي من حل للازمة «خطوة إلى الوراء».
فنقابة التعليم التي اقترحت أن تنطلق مفاوضات مباشرة مع الوزارة تمتد إلى غاية الخميس القادم وتنتهي بالاستجابة لمطالبة الأستاذة، على أن يقع استئناف الدروس ورفع حجب الإعداد لاحقا، قابلها اعلان عضوان من الحكومة ان هذه المبادرة «خطوة للوراء» بل واعتبروها أسوأ مما كان مقترحا قبلها.
رفض لم يقابله تعديل للموقف الحكومي او تقديم مبادرة جديدة، فالحكومة ظلت متمسكة بان التفاوض المباشر مع نقابة الثانوي لن ينطلق طالما ان هنالك حجبا للإعداد وتعليقا الدروس، مع تشديدها على ان التفاوض ان انطلق سيكون محكوما بضوابط أهمها أن لا يكون مشروطا.
القصد بهذا هو ان يقع التفاوض بين الطرفين مع التشديد على ان الزيادة في الأجور سيقع مناقشتها في المفاوضات الاجتماعية العامة، اي انه لن يقع فتح باب تفاوض خاص باي قطاع على هذا الملف، إلا بعد انتهاء المفاوضات الاجتماعية، وما عدى ذلك فهو محل تفاوض.
حكومة الشاهد التي ظلت تراقب ما قد تثمره مناورتها وعمليات الضغط على المركزية النقابية، وتمني النفس بان تحقق كسبا في صراعها من الاتحاد، إلى ان جاءت هدية العيد من قبل الأمين العام نور الدين الطبوبي ويعلن عن انفراج للازمة مساء أمس.
انفراج الأزمة تمثل في دعوة وجهها الأمين عام نور الدين الطبوبي إلى جامعة التعليم الثانوي لاستئناف الدروس ورفع حجب الأعداد ، مع إمهال الحكومة حيزا زمنيا للانطلاق في التفاوض الذي ينطلق اليوم، بين المكتب التنفيذي للجامعة التعليم الثانوي ووفد حكومي بمقر وزارة المالية.
مفاوضات ستكون تحت مراقبة الهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل، التي أعلن انها ستظل مفتوحة لـ 3 أيام، وستتخذ قرارات تصعيدية ان سجل تعامل غير جدي من قبل الطرف الحكومي في حل الازمة.
إعلان لم يدفع اي مصدر حكومي للتعليق او إعلان الانفراج، فلا احد من أعضاء الحكومة تقدم ليعلن عن اي موقف جديد لها، بل عن موعد وطبيعة الوفد الذي سيشارك في التفاوض، فهم ووفق تصريحات عضوين منها، دون تسجيل، يعلنان ان حكومتهما انتصرت في معركتها، ان وقع تقييم الامر برابح ومنهزم، خاصة ان تعلق الامر مع نقابة الثانوي، التي اعتبر ان المعركة معهم فرضت على حكومتهم وان اي رضوخ من الحكومة للنقابة كان سيكون ايذانا بانتشار المطلبية النقابية من جديد واستعمال المواطنين والخدمات التي تقدم اليهم كورقة ضغط.
إنهاء الأزمة سيعيد خلط أوراق الحكومة واستراتيجيتها لتجد نفسها تبحث اليوم عن رسم سقف جديد للمطالب الممكن الاستجابة لها من ضمن مطالب نقابة التعليم الثانوي وذلك لتفادي تحمل مسؤولية أية انتكاسة يشهدها الملف.
لكن الوزيرين يشددان على ان هذا النصر، ان نظر اليه كنصر، ليس لحكومتهما فقط بل لاتحاد الشغل مع حفاظهما على الحذر والتوجس مما تخفيه نقابة الثانوي في جعابها. وكان حذرهما في محله اذ ساعة ونصف بعد اعلان الطبوبي انفراج الازمة اطل اليعقوبي واعلن عن العصيان وتمسك نقابته بتعليق الدورس وحجب الاعداد٫ لننتقل الى مرحلة جديدة في الازمة عنوانها صراع داخلي صلب الاتحاد .