كشفت معطيات متفرقة نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على موقعها، عن المشهد الانتخابي في كل الدوائر البلدية 350، وفي هذا المقال سيقع التطرق الى 144 دائرة انتخابية تتوزع على الولايات الشمالية الـ11 وقراءة الأرقام والمؤشرات التي تقدمها.
بعد غد الاربعاء، 4 أفريل، تنشر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في كافة فروعها الـ27 القائمات المرشحة رسميا لخوض الاستحقاق الانتخابي، على ان تنطلق الحملة في 14 أفريل، وتستمر 22 يوما تسعى خلالها اكثر من 2070 قائمة إلى اقناع 5.369.843 ناخب للتصويت لأحدها في 6 ماي القادم.
هذا المشهد العام، تصبح عملية فهمه ايسر ان وقع تفكيكه الى اجزاء، من ذلك تفكيكه الى ثلاثة، تتعلق بالمجال الجغرافي، شمال -وسط -جنوب، في الاطلاع على المعطيات التي نشرتها الهيئة خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس الفارط يكشف الكثير من المعطيات.
من ذلك ان ولايات الشمال الـ11، المتضمنة لكل من تونس، اريانة، بن عروس، منوبة، بنزرت، باجة، جندوبة، الكاف، سليانة، نابل وزغوان، والتي تمثل 13 دائرة انتخابية جهوية، وبها 144 دائرة بلدية اي ما يعادل 41 % من إجمالي الدوائر البلدية.
تجاوز الثلث في عدد الدوائر يقترن بارتفاع عدد الناخبين المسجلين بهذه الولايات، حيث يبلغ وفق معطيات متفرقة نشرتها الهيئة 2.587.005 ناخب، في ولايات تونس الكبرى والشمال الشرقي والشمال الغربي، وهذا يمثل أكثر من 48 % من عدد الناخبين المسجلين على الصعيد الوطني، كما ان عدد القائمات المرشحة والبالغ 864 تمثل هي الاخرى 41 % من القائمات المترشحة.
الشمال الذي يمثل اكثر من ثلث الدوائر والناخبين والقائمات لا يمكن ان تسحب كل المؤشرات التي قدمها على بقية البلاد، لكنها تقدم صورة يمكن من خلالها فهم المشهد الانتخابي القادم وحدة الحملة الانتخابية، حيث راهنت جل الاحزاب على ان تكون مرشحة في احد دوائره.
مراهنة الأحزاب على التواجد في دوائر ولايات القسم الشمالي لتونس، جعل المعدل العام لعدد القائمات المترشحة في مجاله، يبلع 6 قائمات عن كل بلدية، وهو مقارب للعدد العام الوطني الذي يبلغ 5.9 قائمة.
كما ان اكبر كثافة انتخابية توجد في بلدية تونس المدينة باكثر من 300 الف ناخب في حين ان اقل كثافة انتخابية هي في بلدية منزل سالم بولاية الكاف، حيث سجل 905 ناخبا سيختارون من بين ثلاث قائمات مترشحة، تمثل حركتي نداء تونس والنهضة، اللتين ترشحتا في كل دوائر الشمال الـ144، إضافة الى قائمة مستقلة.
المستقلون سيكونون المنافسين المباشرين لحركة النهضة والنداء في 26 دائرة بلدية، مع الاشارة الى ان عدد الدوائر التي ترشح بها المستقلون هي 129 دائرة، اي ان القائمات المستقلة غطت قرابة 90 % من الدوائر الانتخابية بولايات الشمال، باستثناء 15 دائرة لم يتقدم فيها المستقلون، تنوعت نسب مشاركتهم في بقية الدوائرـ فاكبر عدد قائمات مستقلة قدم كان بكل من بلدية اريانة وبلدية زغوان بـ8 قائمات فيما سجل تقدم قائمة مستقلة وحيدة في 34 دائرة.
اللافت ايضا ان عدد الدوائر الانتخابية التي ترشحت فيها 3 قائمات فقط يبلغ 17، في جلّها نافس المستقلون النهضة والنداء، فيما انحصرت المنافسة بين الحركتين في بلديتين، هما الخمايرية بولاية جندوبة وازمور بولاية نابل.
الشمال لم يكن مهما فقط لحركتي النهضة ونداء تونس، بل للجبهة الشعبية، التي قدمت في الولايات الـ11 اكثر من نصف قائماتها المترشحة على الصعيد الوطني، اذ ترشحت الجبهة في 70 دائرة بلدية، وبعدد اقل منها ولكن بذات النسبة تقدم الاتحاد المدني بـ20 قائمة، واللافت ان دائرتين ترشحت فيهما 3 جبهات انتخابية، الجبهة الشعبية، الاتحاد المدني وجبهة القوى الديمقراطية التي تضم التيار وحراك تونس الارادة وهذان الاخيران كان انتشارهما في الشمال، كالتالي التيار تقدم في 25 دائرة بلدية وتقدم حراك تونس الارادة في 5 دوائر انتخابية.
اللافت في المعطيات التي قدمتها الهيئة هو وزن المستقلين الذين يمثلون قوة ثالثة من حيث الانتشار والعدد، فالقائمات المستقلة، وهذا ليس مقارنة، غابت عن 15 دائرة فيما تغيب الائتلافات عن 69 دائرة، وبقية الأحزاب مجمعة لم يكن اي منها، باستثناء النهضة والنداء، مرشحا في 53 دائرة.
في قراءة عامة للمعطيات يتضح ان كلا من النهضة والنداء هما الاكثر انتشارا، فكلاهما تقدم في 144 دائرة، ليمثل كل منهما ثلث القائمات الحزبية المرشحة، حيث يمثل الثلث الباقي بقية الاحزاب التي تقدمت معا بـ150 قائمة، فيما تقدمت الجبهات الانتخابية معا بـ92 قائمة، ويتفوق عليهم عدد القائمات المستقلة التي بلغت 323.