الطبوبي في خطاب قوي متجدد ضدّ حكومة الشاهد: «المركب إذا كثر «ريّاسه» يغرق.. ونحن اليوم نحتاج إلى ربّان سفينة قادر على التحدّي...»

قبل يومين من الاجتماع المرتقب بين الموقعين على وثيقة قرطاج ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي

والمبرمج يوم الثلاثاء القادم، وبعد 5 أيام من اللقاء الذي جمعه برئيس الحكومة يوسف الشاهد، يواصل الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي خطابه التصعيدي ضدّ رئيس الحكومة، تصريحات تصعيدية متتالية وغير مسبوقة جعلت العلاقة بين الطرفين تدخل طورا جديدا، تصعيد الطبوبي يشير إلى تآكل الحزام السياسي المساند للشاهد الذي كان يستمد قوته من المركزية النقابية، الطبوبي وبعد أن وجه انتقاداته إلى أعضاء الحكومة وطالب بضخّ دماء جديدة فيها، وجه أمس وبصفة مباشرة انتقاده إلى الشاهد ليقول «إن البلاد في حاجة اليوم إلى ربان سفينة قادر على التحدي وأن يرسم مستقبل تونس وآفاقها وأن يبعث برسائل الطمأنة وزرع الأمل في هذا الشعب».

في تصعيد متجدد للطبوبي على هامش المؤتمر العادي للجامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية، قال إن «الأيادي المرتعشة لا تبني مستقبل تونس ونحن نريد قيادات قادرة على التحدي واليوم لا أرى فيما هو موجود تلك المواصفات وقد عبر الاتحاد عن رأيه بكل وضوح وجرأة دون استهداف لذوات الناس أو أي طرف كان» ، مشددا على أن تونس تحتاج اليوم إلى قيادات سياسية قادرة على رسم المستقبل وعلى أن تقدم حلولا للقضايا «الحارقة» وفي مقدمتها القضايا الاقتصادية والتشغيل ومقاومة الفقر.

أطراف تخطط من وراء البحار من يكون الرئيس ومن يكون الوزير..
الطبوبي جدد انتقاداته ضدّ الحكومة وكرر تصريحه بأن هناك تفككا في أجهزة الدولة، وهذا التفكك حسب تعبيره له تداعيات خطيرة وسلبية على المسار الديمقراطي، مضيفا أن ما نلاحظه اليوم هو وجود خلافات بين أجهزة الدولة والوزارات وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أنه لا نعرف من يحكم تونس ومن يسيرها، قائلا «المركب إذا كثر رياسه يغرق ونحن اليوم نحتاج إلى ربان سفينة قادر على التحدي وقادر أن يرسم مستقبل تونس وآفاقها وان يبعث برسائل الطمأنة والايجابية وزرع الأمل في هذا الشعب»، مشيرا إلى أن أجهزة الدولة لا تقتصر على الوزارات فحسب بل هي أجهزة متكاملة بين الإدارات والمنشآت العمومية والمسؤولين على المستوى المحلي والجهوي والنتائج التي تمت معاينتها طيلة 7 سنوات قائمة على المحاصصة، وأضاف أن المنظمة الشغيلة ليست ضدّ السياسيين، فالخيار الديمقراطي كان بناء على إرادة الشعب أي حسب الصندوق وهذا لا رجعة فيه ولكن كل مسؤول من واجباته أن يكون مؤتمنا على مصير الشعب والبلاد، والتي أصبح يرتع فيها من يشاء، ومصيرها لم يعد مرتبطا بأيدينا بل هناك أطراف من وراء البحار تخطط من يكون الرئيس ومن يكون الوزير ومن يكون المسؤول وهذا وصمة عار على كل هؤلاء السياسيين الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع المخزي ولكن إرادة الشعوب لا تقهر .

تونس ليست «مخبر تجارب»
وأضاف الطبوبي في السياق ذاته أن «الاتحاد لا يستهدف أحدا عندما يصدح بالحقيقة بل انه حذر في أكثر من مناسبة من تفكك أجهزة الدولة الذي يبرز في الخلافات داخل الوزارات وحتى في علاقتها بعمل الحكومة ومن تداعياته الخطيرة والسلبية على المسار الديمقراطي في تونس»، حسب تعبيره، ونبّه السياسيين إلى أن تونس ليست «مخبر تجارب» بل نريد أشخاصا قادرين على تقديم نتائج حقيقية وتجاوب مع القضايا الحارقة وفي مقدمتها التشغيل والفقر ، مشددا على أن الساحة السياسية تتطلب ما أسماه حكاما لهم الحنكة والدراية والقدرة على إيجاد الحلول وتجاوز كل الصعوبات الاقتصادية لإدارة ما اعتبره «أم المعارك» ، معركة اقتصادية تتطلب كفاءات سياسية قادرة على تجاوز كل الهنات والصعوبات وهناك قيادات قادرة أن ترسم مستقبل تونس البلاد. هذا وأوضح الأمين العام للاتحاد أن المركزية النقابية ستكون دائما مع مصلحة الشعب، فالبلاد تعاني اليوم من التجاذبات الحادة دون أن تكون لها رؤى حقيقية تعمل على تحديد الخيارات والأبعاد التي ستؤسس لدولة ديمقراطية واجتماعية، «فالاتحاد سيكون حجر عثرة اللي يطيح فيها يكسر خلايقو لان الاتحاد مبني على قيم حقيقية وعلى حق ودم الشهداء وأنا أكرر دائما لن نكون شاهد زور أمام مصلحة البلاد ومصلحة الشعب والعمال.. وأكرر لسنا كراية في البلاد رانا أصحاب باي بالفم والملا ماهيش مزية وهذه المنظمة قدمت ومازالت تقدم التضحيات من أجل سيادة هذا الوطن».

لقاء مرتقب غدا مع سمير ماجول
الطبوبي لم يفوت الفرصة خلال هذا المؤتمر للحديث عن التعليم الثانوي ومطالب القطاع والإصلاح التربوي ووضعية القطاع وكذلك تتالي عمليات حرق المبيتات المدرسية والتي باتت حسب تعبيره لعبة في يد الناس، مشددا على أنه رغم هذه الظروف الصعبة لا بدّ من إنجاح السنة الدراسية وأنه لن تكون هناك سنة بيضاء إضافة إلى قطاع الصحة العمومية وكذلك المفاوضات في القطاع العام التي ستنطلق الشهر المقبل والمفاوضات في القطاع الخاص المنتظر انطلاقها موفى الشهر الجاري، وأشار إلى أنه سيلتقي يوم غد الاثنين 12 مارس الجاري رئيس منظمة الأعراف سمير ماجول، هو الثاني من نوعه، من أجل تحديد تاريخ لانطلاق هذه المفاوضات والاستعداد الجيد لها، كما تحدث الطبوبي أيضا عن المؤسسات العمومية وجدد رفضه التفويت فيها وبين أن هذا موقف المركزية النقابية بأكملها، و70 ألف خط أحمر تحت التفويت في أي مكسب وطني، فالاتحاد مع إصلاح القطاع العام ولكن بعيدا عن منطق البيع والتفويت، فهو منفتح على كل سياسة ترنو إلى التطوير وتحقيق المردودية والربح وهو كذلك منفتح على حلّ ملفات الدعم والصناديق الاجتماعية. كما حثّ على الإقبال بأعداد كبيرة على الانتخابات البلدية القادمة لتصويب البوصلة لمستقبل تونس وردا على رغبة عدة أطراف بأن يكون الإقبال ضعيفا، فالمشاركة لا بدّ أن تكون أكثر من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وأكثر من الانتخابات التشريعية السابقة.

اجتماع الثلاثاء.. فارق
من جهة أخرى، وبخصوص الاجتماع المرتقب يوم الثلاثاء القادم بين الموقعين على وثيقة قرطاج ورئيس الجمهورية، قال الطبوبي إن هذا الاجتماع سيكون فارقا، خاصة وانه سيكون لقاء المصارحة والوضوح بعيدا عن المجاملات والمحاباة، مشددا على أن الدعوة لهذا الاجتماع جاءت في الوقت المناسب بالنظر إلى «الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد على جميع المستويات خاصة الاجتماعية والتربوية والصحية والاقتصادية لاسيما منها العجز التجاري وتراجع الاحتياطي من العملة الصعبة»، معربا عن أمله في أن تكون مصلحة البلاد هي التي تقود الحوار حول جملة الملفات المطروحة على طاولة النقاش. هذا وأوضح أن الاتحاد سيتفاعل مع ما سيطرح الثلاثاء من آراء ومواقف يمكن أن تنقذ البلاد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115