في ظل تغيب رئيس الجمهورية عنه وهو الذي كان سيلقي كلمات عدة بشأن التجربة التونسية سواء في الانتقال الديمقراطي او المساواة بين الجنسين والحريات، لكن الرئيس اعتذر ليترك هامشا للتأويل والاجابات التي تنفيها رئاسة الجمهورية وتشدد على ان الوضع العام لم يكن يسمح بغياب الرئيس 4 أيام عن البلاد.
تعددت اللقاءت التي عقدها وزير الخارجية خميس الجهيناوي رئيس الوفد التونسي الى اشغال منتدى دافوس الدولي، واخرها كان مع وزير الخارجية الروسي، في المقابل كانت صور رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اثناء لقائه بقياديين حاليين او سابقين لدول تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام التونسية، على غرار صور لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني السابق «طوني بلار».
في ظل هذه الصور برز غياب الرئيس عن المنتدى خاصة وان مؤسسة الرئاسة أعلنت في الـ3 من جانفي الجاري على صفحتها الرسمية ان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي سيشارك في أشغال المنتدى الإقتصادي العالمي بدافوس أواخر شهر جانفي الجاري، وذلك اثر لقائه بوزير الخارجية خميس الجهيناوي الذي اشار عقب لقائه برئيس الدولة الى ان المنتدى سيخصص لأول مرة جلسة خاصة بمسار الانتقال الديمقراطي في تونس وخصوصيّات التجربة التونسية. كما اعلن الجهيناوي يومها ان رئيس الجمهورية سيلقي مداخلات في عدد من الاجتماعات المتعلّقة بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقضايا الحريات الفردية والمساواة بين الجنسين.
غياب الرئيس اقترن بتأويلات بعضها ارتبط برئيس حركة النهضة، التي اشار أصحابها إلى ان الرئيس رفض المشاركة بسبب تواجده في المنتدى وهو ما نفته مصادر متطابقة برئاسة الجمهورية شددت على ان غياب الرئيس عن المنتدى نتج عن التزامات وطنية وعن ازدحام جدول اعماله.
حجة الغياب من قبل رئاسة الجمهورية تتضمن ايضا تأكيدا على ان السبب الرئيسي لغياب الرئيس عن منتدى دافوس كان الاحتجاجات واعمال الشغب التي شهدتها تونس في النصف الاول من شهر جانفي الجاري، ليشير مصدر من الرئاسة طلب عدم الكشف عن هويته٫ الى ان الوضع العام المتسم بالاحتقان حال دون ان يشارك الرئيس بل ودفعه الى الاعتذار عن المشاركة بعد ان سعى في وقت سابق الى تقليص مدة المشاركة الى 24 ساعة، وهو ما اعلنت الجهات المنظمة للمنتدى انه غير ممكن.
الاوضاع العامة والاحتقان السياسي والاجتمـــاعي الذي شهدته البلاد استندت إليه رئاسة الجهمورية لشرح اسباب اعتذارها عن المشاركة التي كانت مقررة والاكتفاء بايفاد وزير الخارجية وعفيف شلبي لتمثيل تونس في المنتدى، تناقضها معطيات تتناقل في كواليس الاحزاب والمقربين من قصر قرطاج، تشير الى ان الرئيس اختار الاعتذار عن المشاركة بسبب الاوضاع السياسية والازمة الراهنة المتمثلة في تتالي الانسحابات من وثيقة قرطاج ومن الحكومة وهو ما سيضعه في موقف صعب في المنتدى وفق ما تشير اليه.
لكن هذه الرواية ايضا تنفيها رئاسة الجمهورية التي تشدد على ان الرئيس اشار في لقائه بقادة احزاب وثيقة قرطاج في 13 جانفي الى امكانية عدم المشاركة بسبب الاوضاع العامة، بعد ان سبق له واشار الى مشاركته في لقاء سابق معهم، كما تشدد الرئاسة على انها استعدت للمشاركة بصياغة مضمون كلمات خطاب الرئيس في الجلسات المخصصة له. من هذه الخطابات خطاب عن الانتقال الديمقرطي في تونس ومسارها الذي لا تنفي الرئاسة انه يشهد صعوبات وتعثرا في بعض النقاط منها تركيز الهيئات الدستورية، كما ان الرئاسة أعدت خطابا حول تجربة المساواة بين الجنسين في تونس منذ دولة الاستقلال ومساعيها لتنزيل المساواة في الميراث.