لا تزال الاحتجاجات والاعتصامات تلقي بظلالها على مراكز الحوض المنجمي، ليتعطل الإنتاج مرة أخرى بكل من أم العرايس والمظيلة والمتلوي والرديف احتجاجا على نتائج مناظرة انتداب 1700 عون تنفيذ في شركة فسفاط قفصة، والتي تقدم إليها 31 ألف شخص، الأمر الذي يؤثر على نشاط الشركة التي لم تنجح إلى اليوم في استعادة نسق نشاطها بنسبة 100 % بل لم يتجاوز مستوى 30 في المائة.
ما إن تمّ الإعلان عن نتائج مناظرة الانتداب في دفعتها الأخيرة الأسبوع الفارط حتى انطلقت الاحتجاجات وغلق الطرقات ونصب الخيام إلى جانب إقدام عدد من المحتجين على اقتحام مقر إدارة شركة فسفاط قفصة وسرقة عدد من الحواسيب وحرق وثائق إدارية إلى جانب حرق جرار لتتدخل وحدات الجيش الوطني لحماية مقرات الشركة والمنشات العامة. وحسب المحتجين فإن نتائج المناظرة لا ترقى إلى تطلعات الشباب العاطل عن العمل بل وتمّ إقصائهم، مهددين بالتصعيد ما لم يتم التعاطي ايجابيا مع ملف تشغيلهم.
نتائج المناظرة ايجابية جدا
هاشم الحميدي كاتب الدولة المكلف بالطاقة والمناجم والطاقات المتجددة أكد لـ«المغرب» أن المناظرة تمت وفق الشروط القانونية وبصفة منظمة ومن له دليل على تجاوز فيها فليقدمه، مشيرا إلى أن هناك ثقة في اللجنة التي قامت بالمناظرة وليس هناك أي إشكال أو تشكيك في نتائجها بل بالعكس فإن هذه النتائج تعتبر ايجابية جدا، وأضاف أن هذه المناظرة قد شارك فيها 31 ألف شخص لاختيار 1700 وبطبيعة الحال فإن العدد الباقي، حوالي 30 ألف سيكونون من الغاضبين على عكس الـ1700 شخص الذين تمّ اختيارهم لتوفر الشروط المطلوبة فيهم. كما بين أن الشركة لا يمكنها انتداب هذا الكمّ الهائل وللتعبير عن غضبهم تعمد المئات منهم الاعتصام وإيقاف الإنتاج وسيتم التعامل معهم بالقانون لمخالفتهم له والإضرار بالملك العام والأمن العام وبشركة فسفاط قفصة وهم كذلك معروفين بتعمدهم تكرار عملية تعطيل الإنتاج.
كاتب الدولة للمناجم أكد أيضا ان إنتاج الشركة من الفسفاط حاليا في مستوى 30 بالمائة، ومع هذه الاحتجاجات فقد تعطل في كافة أقاليم الحوض المنجمي، معربا عن أمله في تجاوز التوترات القائمة وتهدئة الوضع وشدد على أنه لأول مرة يتم انتداب 1700 عون تنفيذ عن طريق مناظرة شفافة مائة في المائة وحسب الكفاءات عبر وكالة التكوين المهني والتشغيل، حيث أن الانتدابات كانت تتم حسب الحالات الاجتماعية والملفات، مناظرة مرت بجميع المراحل وبمراقبة وتسلم النتائج والمصادقة عليها بحضور عدل تنفيذ ومراقب الدولة واللجنة ليتم فيما بعد الإعلان عن النتائج دون إدخال أي تغييرات على القائمة وما يمكن قوله ان كل شخص يثبت أن هناك تجاوزا وأن المناظرة تمت بطريقة غير شفافة فليتوجه إلى القضاء الإداري.
المترشحون أضعاف أضعاف العدد المطلوب
الدفعة الرابعة التي تمّ الإعلان عنها هي آخر دفعة وتخص أعوان التنفيذ، والاحتجاجات التي وقعت ليست لأنها الدفعة الأخيرة بل لأن هذه الدفعة تخص الأشخاص الذين لهم أقل مستوى تعليمي على غرار أعوان الحراسة وقد كان عدد المشاركين فيها أضعاف أضعاف العدد المطلوب على عكس الدفعات الثلاث التي تمت سابقا ولم تنتج عنها مثل هذه الاحتجاجات، ذلك أنها تخص أصحاب الشهائد العليا، وفق ما أكده الحميدي، هذا ووصف محدثنا وضعية شركة فسفاط قفصة بالحرجة جدا نتيجة هذه التعطيلات ورغم ذلك فإن الشركة تقوم بمجهود كبير على مستوى الانتدابات وكذلك على مسؤوليتها الاجتماعية وفي المقابل فإنها لم تجد تجاوبا ايجابيا من الأهالي بل فقط اعتصامات وتعطيلات لا تخدم مصلحة الشركة وهم يطالبونها بمزيد القيام بمجهودات إضافية وهذا غير ممكن إلا في صورة العودة إلى مستوى إنتاجها العادي وتحقيق مرابيح.
الشركة تعمل بنسق 30 بالمائة حاليا
مازالت شركة فسفاط قفصة وفق كاتب الدولة لم تتمكن من العودة إلى مستوى إنتاجها العادي، 30 بالمائة نسق نشاكها الحالي، فإقليم الرديف معطل وكذلك أم العرايس والمظيلة وجزء من إقليم المتلوي، والشركة تخسر في أقل شيء منذ انطلاق الاحتجاجات ضدّ نتائج المناظرة يوميا معدل 10 آلاف طن من إنتاج الفسفاط أي 2 مليون دينار في اليوم . أما بخصوص إنتاج النفط، فهناك استقرار على مستوى معدل الإنتاج، 44 ألف برميل يوميا. ويشار إلى أنه وفق ما أكده سابقا مصدر من شركة فسفاط قفصة فإن الإعداد للمناظرة كان منذ سنة على أن يتم الإعلان عن النتائج على 4 دفعات وهذه هي الدفعة الأخيرة، مشيرا إلى أن المراقبين لم يكونوا من الجهة وتم إجراء الاختبارات في معاهد الولاية والإصلاح كان في العاصمة، مبينا أن الوضع الآن يسير نحو تعطيل الإنتاج بعد أن كان في شلل شبه تام في الأقاليم الأربعة للحوض المنجمي.