مراجعات شجاعة وجريئة بات بعد اقل من أسبوعين يبحث عن مخرج يضمن له الإيفاء بتعهده أمام ناخبيه ولكن بالأساس عدم الذهاب إلى المجهول ، مجهول ينطلق ان أعلن عن قطيعته مع حركة النهضة.
أكدت مصادر عدة داخل نداء تونس أن الحركة ستعقد يوم السبت القادم ندوتها الوطنية وستخصصها لثلاثة محاور كبرى وفق ما أكده خالد شوكات القيادي بالحركة، محاور تنطلق من الانتخابات البلدية وما أعدته الحركة لها وتقييم العمل الحكومي ولكن بالأساس تقييم علاقات حركة نداء تونس بحلفائها بالحكومة في وثيقة قرطاج وأساسا بحركة النهضة،
تقييم يقول عنه شوكات انه سيكون من اجل الوصول إلى طريقة تقوم على التنافسية ما بين الحركتين لا على التماهي دون أن يعني هذا انها ستعلن القطيعة مع حركة النهضة أو تخص شراكة الحكم كما اكده القيادي.
مثله ايضا يؤكد الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس منجي الحرباوي ان الحركة في لقائها القادم يوم السبت ستناقش هذه الملفات تباعا. الانتخابات البلدية سيكون هو المحور الأساسي لها حيث ستنظر للاستعدادات وما وصلت اليه الى حد الآن من فصل القائمات ومن إستراتيجيتها لخدمة الانتخابات .
هذا وقد أضاف الحرباوي أن الحركة كلفت 28 قيادة بالإشراف على مرافقة الجهات في إعداد القائمات الانتخابية كما ان الملف سيصبح مركزيا حيث ستتولى القيادة المركزية الإشراف عليه ومتابعته أولا بأول إلى حين تقديم القائمات الانتخابية الـ350 لكل الدوائر البلدية وفق ما أكده الحرباوي
الملف الثاني الذي يقول عنه الحرباوي انه أساسي في الحركة هو مناقشة علاقات نداء تونس بحلفائها في الائتلاف الحاكم بالأساس الممضين على وثيقة قرطاج اثر التطورات السياسية الحاصلة، حيث اكد الحرباوي ان الحركة ستنظر في علاقاتها بحركة النهضة والنظر وفق قوله هو مراجعة بعض تفاصيلها لا مراجعتها كلها فهو كما خالد شوكات كغيره من القيادات يؤكد على ان نداء تونس لن يفك شراكة الحكم باعتباره امرا ضروريا لاستقرار تونس وان فضها سيؤدي بالبلاد الى المجهول والى سيناريو غير معلوم .
الحرباوي ايضا يؤكد ان الحركة وكتلتها التي ستجتمع من بينها المكتب التنفيذي الموسع والكتلة النيابية وقيادات مكتبية ستنظر في كيفية تعديل هذه العلاقة من علاقة تقارب وهو لا يشير هنا الى تحالف بل إلى علاقة شراكة حكم وتنافس من اجل الوضوح من اجل أن تصبح صورة نداء تونس أوضح لدى منخرطيه وأنصاره خاصة وان صورة الحزب باتت تتسم لدى أنصاره كما المتابعين للشان العام بأنه بات في تحالف استراتيجي كان قاب قوسين أو أدنى من الذهاب إلى تحالف انتخابي في الانتخابات البلدية.
اليوم يعود نداء تونس الى قواعده بخطاب جديد أوضح الحرباوي وخالد شوكات بعضا من ملامحه ملامح تقوم على ان نداء تونس ليس حركة النهضة وان ما يجمع الطرفين هو شراكة حكم فرضتها الانتخابات وواقع البلاد لا تقارب في الفكر أو الايديولوجيا.
لكن هذا الخطاب لن يقنع كثيرا أنصاره على ما يبدو حيث ان الحركة التي كنت طوال سنتين ونصف من شراكتها مع حركة النهضة في الحكم تتبع خطابا يقلل ويقلص من الفوارق الإيديولوجية والفكرية ويعتبر أن ما يهم التونسيين في إدارة البلاد هو المسالة الاقتصادية لن يستطيع العودة اليوم إلى خطاب الاستقطاب الثنائي باعتباره افتقد مكانه لغيره لكنه أيضا لن يستطيع الحفاظ على هذا المكان لكنه أيضا مطالب بان يبحث عن حل جديد حل يبدو انه نوقش يوم أمس في لقاء الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية مع رئيس حركة النهضة الغنوشي قبيل ساعات من عقد لقاء يجمع رئيس الجمهورية بالأحزاب الممضية على وثيقة قرطاج اجتماع اعتذر عنه البعض وسيشارك فيه إلى حدّ الآن 8 أحزاب و3 منظمات وطنية من بينها حركتا نداء تونس والنهضة.حركتان التقى كبيراهما الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي يوم أمس ويبدو أن اللقاء الذي تكتمت المصادر عن محتواه الأساسي ناقش مسالة الوفاق والتوافق وضرورة الإبقاء عليهما وهو ما أكده كل من الحرباوي وشوكات اللذين شددا على أن البلاد تظل تدار بالتوافق اليوم وان لا غنى في تونس عن التوافق اليوم .