في إطار الاستعدادات الأمنية للاحتفال برأس السنة الميلادية: استنفار كافة الإمكانيات المادية والبشرية مع عقد جلسات تنسيق يومية مركزيا وجهويا

• خليفة الشيباني: العنصران الإرهابيان من أخطر القيادات ومتحصنان بجبال القصرين منذ 6 سنوات ويعدان كنزا من المعلومات

3 أيام فقط تفصلنا عن موعد الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، وكما هو معروف فإن المجموعات الإرهابية تتخذ المناسبات الاحتفالية والدينية توقيتا لتنفيذ عملياتها الإرهابية، توقيت تدرك حساسيته المؤسستان الأمنية والعسكرية لتستعد جيدا بتعزيزات أمنية إضافية مكثفة مع رفع حالة التأهب على مستوى المرور وبالتحديد مفترق الطرقات والأمن العام

والحدود والمنشآت السياحية، استعدادات استثنائية أمنية تمّ اتخاذها لتزامن الاحتفال بهذه المناسبة مع العطلة المدرسية وكذلك انطلاق بعض التظاهرات الثقافية، فالعمل الاستعلاماتي والميداني واللوجستي للتوقي من الإرهاب متواصل ودائما في أعلى درجاته.

بالرغم من تأكيدات المؤسسة الأمنية تحسن الوضع الأمني فإن الحذر يبقى دائما واجبا لاسيما وأن العناصر الإرهابية، تعتمد في عملياتها الإرهابية على عنصر المباغتة والغدر، فالتهديدات الإرهابية مازالت قائمة وستبقى كذلك سواء في البلاد أو خارجها، وأمام هذا الوضع فإن الوحدات الأمنية متيقظة بصفة كاملة وتمّ اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الأمنية المشددة لتأمين مختلف المواعيد الوطنية، فالجاهزية الأمنية هي عمل متواصل ومستمر للتصدي لأي محاولة إرهابية من شانها زعزعة أمن واستقرار البلاد.

تنسيق بين الداخلية والسياحة
الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني أكد لـ«المغرب» أن الجاهزية الأمنية مستمرة والاحتفال برأس السنة الميلادية تزامن مع العطلة المدرسية وباعتبار أن الجماعات الإرهابية تستغل المناسبات الاحتفالية والدينية على غرار شهر رمضان والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ورأس السنة الميلادية للقيام بمخططاتها ومن هذا المنطلق فإن إجراءات أمنية كثيفة يتم اتخاذها وتمّ استنفار كافة الإمكانيات المادية والبشرية لتأمين العطلة المدرسية والتظاهرات الثقافية على غرار التظاهرة الثقافية بدوز التي تنطلق اليوم ومهرجان الواحات بتوزر، مشيرا إلى أن هذه التحضيرات والاحتياطات تمّ اتخاذها على جميع المستويات، فإلى جانب هذا الاستنفار الأمني فإن جلسات تنسيق تعقد بين الأطراف المعنية وآخرها جمعت وزير الداخلية ووزيرة السياحة من أجل وضع خطة لتأمين الفضاءات والمواقع السياحية ، وحسب المؤشرات الأولية فإن نسبة الحجوزات كبيرة جدا، وبذلك فإنه في إطار التنسيق تمّ وضع خطة أمنية مشتركة بين الداخلية والسياحة .

تأمين الحدود البرية والبحرية
الجاهزية الأمنية تمّ رفعها أيضا على الحدود البرية والبحرية سواء على مستوى الأمن العام عبر تأمين الفضاءات التي يقصدها المواطنون من السياحة إلى الترفيه وغيرها من الفضاءات وكذلك على مستوى الطرقات في محاولة لتجنب أكثر ما يمكن من حوادث المرور التي في العادة تشهد ارتفاعا نسبيا في مثل هذه المناسبات خاصة رأس السنة الميلادية وهناك مجهودات كبيرة في كافة شبكات الطرقات في كامل تراب الجمهورية، شرطة مرور وحرس، لتأمينها وتحسيس مستعملي الطريق لتجنب الحوادث القاتلة، وقد تمّ تسجيل إلى غاية موفى نوفمبر الفارط أكثر من 1000 قتيل، وفق الناطق الرسمي لوزارة الداخلية الذي شدد على ضرورة عدم تحويل هذه المناسبة إلى فاجعة.
خليفة الشيباني تحدث أيضا عن وجود تنسيق على مستوى جهوي بين جميع الوحدات، السلط المحلية والجهوية والسلط الأمنية وكذلك العسكرية، إلى جانب التنسيق اليومي المركزي لضمان سير هذه الاحتفالات في كافة تراب الجمهورية في أحسن الظروف. وبين من جهة أخرى أن الجماعات الإرهابية تعتبر مثل هذه الاحتفالات «بدعة» ومنسوب التهديدات بطبيعته أصبح موجودا في جميع دول العالم وبذلك فإن احتياطات استثنائية تؤخذ في هذا الشأن، وأضاف أن العملية التي قامت بها وحدات الحرس في القصرين مؤخرا وإلقاء القبض على عنصرين إرهابيين تشير إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة «اصطياد» العناصر الإرهابية وهم على قيد الحياة ويعتبر ذلك كنزا على مستوى الحصول على المعلومات وإفشال العديد من المخططات، كما أن هذه العملية جاءت في توقيت جيد.

نقلة نوعية في «اصطياد» العناصر الإرهابية
العنصران الإرهابيان اللذان تمّ إيقافهما يعدان من أخطر العناصر القيادية الخطيرة لتنظيم جند الخلافة متحصنان بجبال القصرين منذ حوالي 6 سنوات، وفق الناطق الرسمي باسم الداخلية، مضيفا أن العنصرين متورطان في جلّ العمليات الإرهابية منها عمليتا ذبح الأخوين مبروك وخليفة السلطاني ومقتل بعض العناصر العسكرية والأمنية، وما يمكن قوله حاليا دون الدخول في التفاصيل باعتبار سرية التحقيقات، فإن العنصرين الإرهابيين يمثلان نقلة نوعية وكنزا للمعلومات للكشف عن المخططات الإرهابية، إضافة إلى ذلك فقد حجز لديهما سلاحان من نوع شطاير تحصلا عليهما في إحدى العمليات التي استهدفت الوحدات العسكرية والأمنية باعتبار أن هذا النوع من السلاح حكر على المؤسستين الأمنية والعسكرية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115