فإن الاحتجاجات مازالت متواصلة في عدد من الجهات، حيث تعمد عدد من المحتجين في بعض الأحياء مساء أول أمس، ساعات متأخرة من الليل غلق الأنهج بالحجارة وإشعال العجلات المطاطية، وقد تدخلت الوحدات الأمنية لتفريق المحتجين باستعمال الغاز المسيل للدموع، وحسب المحتجين فإن الوفد الوزاري لم يأت بمشاريع جديدة بل جاء ليتابع انجاز المشاريع القديمة.
زيارة الوفد الوزاري رافقتها العديد من الاحتجاجات حتى أنه سبقها إصدار عدد من المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية بمعتمدية الرقاب وتنسيقية اعتصام الحسم والتنسيقية المحلية لعمال الحضائر بالجهة بيانا عبروا فيه عن رفضهم زيارة الوفد الوزاري التي وصفوها بالاستعراضية والكرنفالية لهذه المعتمدية.
اجتماع منتظر في شهر جانفي
أكد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي لـ«المغرب» أن الوفد الوزاري تحول إلى سيدي بوزيد في زيارة دامت ليومين وبقطع النظر عن ذكرى 17 ديسمبر، زيارة جاءت في نطاق توصيات رئيس الحكومة يوسف الشاهد بمتابعة مشاريع التنمية في الولايات، وقد ضمّ الوفد 5 وزراء إلى جانب شخصه وزير الفلاحة سمير الطيب ووزير التجارة عمر الباهي ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية مبروك كورشيد ووزير الطاقة خالد قدور، وقام بزيارة بعض مناطق الولاية على غرار بئر الحفي والرقاب والمكناسي..، مشيرا إلى أن الوفد كان قد تحادث مع المحتجين والمعتصمين خاصة بالرقاب والمكناسي، اعتصام الحسم، حول مطالبهم بالتشغيل وبالنسبة للمكناسي فقد تمّ توزيع 164 عقدا للناجحين في المناظرة .
تحادث الوفد الوزاري أيضا مع معتصمي الحسم بالرقاب واطلع على مختلف مطالبهم للنظر في الإمكانيات المتوفرة للحكومة لمساعدتهم، وفق الوزير وقد تمّت مصارحتهم بخصوص الانتداب في الوظيفة العمومية أنه لم يعد من الممكن ذلك بالنظر إلى الضغوطات الموجودة عليها لكن في نفس الوقت تمّ الاتفاق معهم على حلول أخرى مع مواصلة الحوار في جلسات أخرى في العاصمة. كما أضاف الوزير أنه تمّ خلال الزيارة أيضا الاطلاع على المشاريع المعطلة سواء في مجال الصحة أو التطهير أو البنية التحتية والشباب والثقافة وقد تمّ في هذا الصدد إعداد روزنامة في الغرض للنظر فيها خلال الاجتماع المنتظر انعقاده في شهر جانفي المقبل والذي سيخصص للنظر في كيفية التسريع في نسق انجاز المشاريع المعطلة وإزالة كل العراقيل التي تحول دون إنجازها من إشكالات عقارية أو تمويل أو إدارية.
مجالس وزارية مرتقبة
تمّ وفق الوزير حصر كافة القضايا والإشكاليات الموجودة في الجهة على أن تتم متابعتها في الاجتماع الخاص مع الوزارات المتداخلة، الزيارة لم تقف عند حدّ الوقوف على المشاكل بل تمّ أيضا تدشين بعض الانجازات في الفلاحة والتجارة والمناجم. هذا وشدد وزير الشؤون الاجتماعية على أن اجتماعات دورية ستعقد لمتابعة المشاريع في الولايات وإعطاء دفع للتسريع في نسق الانجاز لاسيما المشاريع التي كانت نسبة الانجاز فيها ضعيفة بالرغم من وجود التمويلات الضرورية لها، هذه الاجتماعات ستكون بحضور نواب مجلس نواب الشعب عن الولايات المعنية وممثلين عن المجتمع المدني. الأسبوع القادم سيخصص لولاية قبلي ثمّ قابس فولاية سليانة علما وأن مجلسا وزاريا سيخصص لهذه الولاية، إلى جانب مجلس وزاري آخر مرتقب حول ولاية بنزرت واجتماع آخر حول صفاقس.
العديد من المشاريع اتخذت لفائدة سيدي بوزيد ولكن الاعتصامات مازالت متواصلة وقد أمضى وزير الاستثمار والتعاون الدولي زياد العذاري على اتفاقية قرض سيخصص لانجاز طريق تربط بين جلمة والقصرين والقيروان مع تونس وطريق آخر مبرمج من الحدود الجزائرية إلى صفاقس عبر القصرين وسيدي بوزيد، وهذه أبرز المشاريع الكبرى للجهة بخصوص البنية التحتية حسب تعبير محمد الطرابلسي. وبالنسبة إلى إحياء ذكرى 17 ديسمبر انطلاق الشرارة الأولى من الثورة يتم الاحتفال بها في جميع أنحاء الجمهورية التونسية وليست في سيدي بوزيد فقط ولكن في هذه الولاية لهم برنامج خاص بحضور السلطات الجهوية والمجتمع المدني، وبين ألا علم له إن كان وفد وزاري آخر سيتحول إلى الولاية اليوم.
الحكومة تتفاعل ..
وفي ما يتعلق بالاحتجاجات الموجودة في عدد من الجهات على غرار سجنان من ولاية بنزرت وبوعرادة من ولاية سليانة والكرم وغيرها من الجهات، أكد الوزير أن الحكومة تتحاور مع المحتجين الذي يطالبون بالتنمية والتشغيل وليس مع الاحتجاجات التي تقف وراءها أسباب أخرى على غرار الكرم وبوعرادة ولذلك يجب ألا يتم تحميل المسؤولية إلى الحكومة لغياب التنمية والتشغيل، مشددا على ضرورة عدم تسييس وابتذال التحركات الاحتجاجية ورميها على حساب الوضع الاجتماعي والتسويف والمماطلة، فالحكومة تتفاعل وتحترم كل التحركات الاحتجاجية ذات المطالب الشرعية، وتتفاوض مع المحتجين في محاولة للبحث عن الحلول المناسبة بين الطرفين.