لقد اعلن المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي في بلاغ نشر على الصفحة الرسمية ردا على الحزب الجمهوري جاء فيه ان النداء لن يقبل بالتواجد معه في نفس الاطر السياسية «فضلا عن اتهامامات عدة وجهت للجمهوري ونعته بالحزب الفاشل في الانتخابات وان له اذدواجية الخطاب وانه في منزلة بين منزلتين، وهو ما يذكر هنا بما كان يقال في عهد الترويكا على احزاب المعارضة عندما كانت تنقد الحكومة «احزاب الصفر فاصل»
عصام الشابي الامين العام للحزب الجمهوري قال في تصريح لـ«المغرب» ان ما نشره حافظ قائد السبسي لا يليق بسياسي ولا يليق بمدير تنفيذي لحزب نداء تونس ، كما اضاف انه لا يوجد مبرر لغضب «السيد» حافظ قائد السبسي كما لا يحق له ان يغضب على موقف صادر من أي حزب في اطار الديمقراطية وممارسة حق التعبير عن الراي.
وللتذكير فقد نشر الجمهوري على صفحته الرسمية بعد اعلان حركة نداء تونس عن مرشحها للانتخابات الجزئية في المانيا فيصل الحاج طيب ان تونس تحقق انتصارا ضد محاولات الرداءة والعودة بالوضع السياسي الى مستنقع التوريث إذ أجبر الأحرار حزب نداء تونس على التراجع عن قرار بشرنا به مسؤول التضليل الاعلامي في العهد النوفمبري بترشيح ابن الرئيس والمدير التنفيذي للإنتخابات الجزئية بالمانيا وان تونس الجديدة كانت حققت ايضا انتصارا معنويا على محاولة تمرير قانون المصالحة في المجال الإداري ووضعت صاحب المبادرة في موقف محرج وصعب سيكون الإنتصار فيه بطعم الهزيمة»
موقف الجمهوري اعتبره المدير التنفيذي للنداء ورد في شكل شتائم بالجملة في حق نداء تونس وقيادته بالرغم من ان الحزب الجمهوري يوجد في نفس الحكومة واضاف «للأسف تصل درجة النفاق السياسي للقائمين على أمر هذا الحزب مستوى غير مسبوق بتمسحهم على أعتاب السلطة وفي نفس الوقت ادعاء لعب دور المعارض، انفصام مرضي في الشخصية باللهاث وراء التواجد في الحكومة ونيل امتيازها والصراخ بلسان المعارضة وادعاء قيمها ورفض قانون المصالحة الذي بادر به رئيس الدولة باعتباره من المبادرات المضيئة لمستقبل تونس الذي لا يرونه إلا بعيون الحقد وروح الانتهازية المقيتة...»
مخطئ ويهذي
الشابي اعتبر في رده على ما جاء من حافظ قائد السبسي، انه يدل على ان النداء ليس في احسن احواله مستغربا مما نشره مشددا على انه ليس له أي حق في تحديد مواقف الحزب الجمهوري «وان كان يعتقد ذلك «فهو يهذي» على حد قوله
كما قال ان من يعتقد ان الجمهوري بضغط من اطراف نوفمبرية ترعرعت وتعودت على تمجيد السلطان وتقديم خدماتها عادت للنداء بثقلها، سيكون في منزلة بين المنزلتين فهو مخطئ ، او يعطى لنفسه حق مؤاخذة الحزب على مواقفه التى طالما صدح بها طيلة سنوات مضت ومازل على نفس العهد فهو واهم ، وذكر الشابي ان الجمهوري عبر عن موقفه من ان يتحول استحقاق انتخابي الى مهزلة سياسية تحت غطاء التوافق المغشوش الذي قد يعصف بالانتقال الديمقراطي في حين ان منطق الانتخابات يحكمه التنافس وليس ابرام التوافقات.
اما فيما يتعلق بموقف الحزب من قانون المصالحة واعتراض حافظ قائد السبسي عن ذلك باعتبارنا طرفا في حكومة الوحدة الوطنية فهو ايضا «واهم» بان يعتقد ان الجمهوري سيساير النداء في مسار خاطئ وفق الشابي.
«عيرنا» بفشلنا في الانتخابات نحن نبارك له نجاحه
في كلمتين «اضاف الامين العام للحزب الجمهوري « حافظ تهجم على حزب عريق وأصيل و«عايرنا» بفشلنا في الانتخابات ونحن نبارك له، له نجاحه منقطع النظير ، في فرقعة النداء وفي خسارة رصيده الانتخابي وفي خسارة نواب .. ولذلك نقول له اولى واحرى بك وبالمنتدبين الجدد ترتيب بيتك وان تكنس امام النداء على ان تتطاول على احزاب مثل الحزب الجمهوري».
وللاشارة فقد كتب حافظ قائد السبسي ان الحزب الجمهوري تكاد تجربته أن تدرس في الجامعات كمثال نموذجي لمعنى الفشل السياسي الممزوج بالنفاق المركز، رأسماله نائب وحيد في البرلمان، ويسمح لنفسه أن ينتصب موزعا الدروس والشتائم لحركة تأسست منذ خمس سنوات فقط وفازت في استحقاقين انتخابيين وأعطاها الشعب التونسي ثقته ولايزال .
لقد وجه حافظ قائد السبسي المدير التنفذي للنداء «تهديدا» للجمهوري» عندما قال لقد صبرنا طويلا» لمستوى النفاق والرياء السياسي الذي يمارسه هؤلاء لذا فإننا نعلن بوضوح أننا لن نقبل مستقبلا بالتواجد معه في نفس الأطر السياسية حتى يعلم من يهمه العلم بأن نداء تونس لا يمكن أن يتعامل مع من جعل من النفاق السياسي برنامجا سياسيا يتخيل فيه نفسه وهما ومرضا بأنه أذكى من الجميع حين يكون في نفس الوقت مع الحكومة ومع المعارضة ويزيد على ذلك بتجاوز حدود اللياقة والاحترام»...
أعطى لنفسه موقعا أكبر من حجمه وعليه مراجعة حساباته
في المقابل اعتبر الشابي ان تهديدات وهجومات حافظ لم تقتصر على الجمهوري فقط بل طالت امس ايضا كل من يفكر في مساندة الكتلة البرلمانية الجديدة من نواب النداء وبالتالي هذا الخوف دليل على حالة الانهيار التى يعيشها الحزب ومن كان في مثل هذه الوضعية السياسية الافضل له ان لا يفكّر في تهديد غيره، لكن السيد حافظ اعطى لنفسه موقعا اكبر من حجمه وعليه مراجعة حساباته.
الجمهوري سيظل دائما يدافع على مواقفه ومبادئه «ويا جبل ما يهزك ريح» ومشاركته في حكومة الوحدة الوطنية من منطلق مسؤولياته ولن يملى عليه أي طرف المبادئ التي طالما دافع عنها وسيواصل دوره في الحياة السياسية ولا احد يمكنه ان يحدد له ما ذا يفعل او أي نهج سياسي يتبع.
لم يكتف النداء بما نشره مديره التنفيذي بل واصل الى غاية الامس تعليقه على ما جاء من الحزب الجمهوري واعتبرها ازدواجية قد تكون ضمن التجربة التونسية الجديدة ولكنها من سلبيات ونقائص هذه التجربة .