حوالي ثلاثة اسابيع مضت على غرق مركب صيد اثر اصطدامه بخافرة للجيش الوطنى في عرض البحر مما تسبب في وفاة اكثر من 45 شخصا وعدد من المفقودين فضلا عن انقاذ عدد اخر، هذه الحادثة كانت سببا في احتجاجات بمناطق عدة في البلاد على غرار قبلي التي تحولت الاحتجاجات فيها الى اعمال عنف وحرق وكذلك في سيدي بوزيد وتنفيذ اضراب عام بمنطقة بئر الحفي وجندوبة ... منطقة بئر علي بن خلفية من ولاية صفاقس نظمت امس اضرابا عاما شمل مختلف المؤسسات العمومية والخاصة وتم استثناء القطاعات الحيوية فقط كالصيدليات .... والمخابز ...
اغلقت المؤسسات التربوية والعمومية والخاصة والمحلات ابوابها يوم امس بمنطقة بئر علي بن خلفية تطبيقا لقرار الاتحاد المحلي للشغل بتنفيذ اضراب عام بيوم وإعلان الحداد على خلفية هلاك عدد من ابناء الجهة في «عملية الحرقة» ليوم 8 اكتوبر الجاري وفقدان اثنين اخرين.
وقد انطلقت مختلف الاطراف المشاركة في الاضراب في التجمع أمام مقر الاتحاد المحلي للشغل ببئر علي بن خليفة ثم خرجت في مسيرة جابت شوارع المدينة للمطالبة بفتح تحقيق جدي وشامل في ملابسات الحادث الى جانب معرفة مصير المفقودين وتحمل كل طرف مسؤوليته.
الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بالجهة الحبيب لطيف في تصريح لـ«المغرب»، اكد ان الاضراب كان ناجحا في القطاعين والتجاوب كان كبيرا من قبل الاهالي، واضاف ان الاشكال المطروح الان هو معرفة اسباب غرق المركب ومعرفة مصير بقية المفقودين وكذلك معالجة اسباب الهجرة غير الشرعية والابتعاد عن الحلول الامنية فقط والبحث عن حلول اخرى تنموية مشيرا الى ان نسب البطالة في الجهة مرتفعة لانعدام فرص العمل.
اكثر من 500 شخص
الكاتب العام المحلي لاتحاد الشغل بالمنطقة بين ان بئر علي بن خليفة دفت 8 من ابنائها ومازال مصير اثنين اخرين مجهولا ، في حين نجا 3 افراد فقط من المنطقة واكد ان عدد الذين خاطروا بحياتهم في الاشهر الاخيرة- من شهر جويلية - في مراكب الموت يتجاوز 500 شخص ، وامام اغراء الذين تمكنوا من الوصول الى الضفة الاخرى فان عدد الشباب الراغب في الهجرة يزداد يوما بعد يوم. وأفاد نفس المصدر ان وضع التنمية متردّي جدا ، وحتى المستشفي الجهوي الذي كان من المنتظر افتتاحه في الاونة الاخيرة لم يفتح باب الانتدابات الى غاية اليوم ولم يتم افتتاحه في حين تزخر الجهة باصحاب الشهائد العليا.
في انتظار رد
المطالب يلخصها في عقد مجلس وزاري خاص بالجهة يتم فيه اتخاذ القرارات وليس الوعود لمعالجة الظاهرة ، ولئن شدد الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بالجهة على ان المسؤولية الاولى تتحملها العائلات للشباب الذي هاجر بطرق غير شرعية فانه اشار الى هناك جانبا من المسؤولية يعود الى السلطات باعتبار ان واقع الجهات الداخلية مهمش وعلى الدولة ان تنتبه لمثل هذه المعتمديات التى تستغلها لوبيات وسماسرة ولذلك الحلول التنموية يجب ان توجد قبل الحلول الامنية على حد تعبيره حتى يغير شباب في مقتبل العمر نظرته .
وفي انتظار رد فعل الحكومة والسلطات الرسمية فان الاتحاد المحلي سيجتمع بهياكله لتقييم التحرك الذي انتظم كما دعا نواب الجهة للتحرك والتدخل.