لا يزال ملف المهاجرين غير الشرعيين يشدّ اهتمام الشارع التونسي خاصة بعد غرق مركب الصيد يوم الاحد المنقضي ووفاة ثمانية اشخاص وعدد من المفقودين ، حيث تواصلت الى غاية الامس احتجاجات اهالي المفقودين وأهالي الذين لقوا حتفهم وفي المقابل افادت مصادر رسمية أنه لا جديد حول المفقودين وتواصل عمليات محاولات الهجرة غير الشرعية.
رسميا كلف سفير تونس بروما معز السيناوي قنصل بلارمو بايطاليا بالتحول الى جزيرة لامبادوزا التي عرفت في السنوات الاخيرة بتوافد عدد كبير للمهاجرين غير الشرعيين اليها، لمتابعة الملف عن كثب والتثبت من هوية هؤلاء المهاجرين.
السيناوي اكد في تصريح لـ«المغرب» انه اعطى تعليماته الى قنصل بالارمو من اجل التحول رفقة وفد الى جزيرة لامبدوزا للتثبت اولا من هويات المهاجرين غير الشرعيين التونسيين الى جانب الاحاطة بهم.
اما فيما يتعلق بحادثة غرق المركب فقد اشار السفير الى ان الحادثة لم تحصل في ايطاليا ، ولكن حسب المعلومات المتوفرة ومن خلال التواصل المستمر واليومي مع السلطات الايطالية لم تبلغ الى غاية الان اخبار عن مفقودين وان الوفد المكلف سيقوم بالتثبت من الهويات والعناية بكل المهاجرين ولما يكون هناك أي جديد سيتم الاعلام به، مشيرا الى ان القنصل قام بمراسلة مختلف الموانئ في صقلية وغيرها من اجل التثبت وإيفائه بمزيد من المعلومات.
فيما يتعلق بعدد التونسيين المهاجرين بطرق غير شرعية في جزيرة لامبدوزا افاد السفير ان هناك المئات، وقد شدد على ان السفارة التونسية في ايطاليا تتابع ملف المهاجرين بطرق غير قانونية «ليلا نهارا» وان العمل على هذا الموضوع عمل دائم ومتواصل ، موضحا في السياق ذاته ان نسق الهجرة غير النظامية في الفترة الاخيرة ارتفع مقارنة بالفترات الماضية ومقارنة بسنة 2016 ، حيث وصل الى ايطاليا حوالي 1200 مهاجر غير شرعي في 2016 في حين وصل خلال هذه الاشهر من السنة الجارية والتي لم تكتمل بعد قرابة 1300 مهاجر .
سفير تونس قال ان عدد التونسيين القادمين بطرق غير شرعية لا يقارن بإعداد المهاجرين الاخرين وخاصة القادمين من ليبيا، حيث بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا الى ايطاليا سنة 2016 ، اكثر من 100 الف مهاجر – حوالي 120 الف – لكن من المتوقع ان يصل عدد المهاجرين غير الشرعيين هذه السنة الى اكثر من 185 الف مهاجر.
جندوبة تحتج..
بالعودة الى الاوضاع في الجهات التي فقدت احد افراد عائلتها في غرق مركب الصيد الاخير فقد عرفت صباح امس ولاية جندوبة احتجاجات أهالي الشبان المفقودين والقاطنين بمنطقة سيدي عبيد من معتمدية وادي مليز بقطع الطريق الوطنية عدد 6 الرابطة بين جندوبة و غار الدماء على مستوى منطقة سيدي مسكين مطالبين بكشف حقيقة غرق المركب وومصير أبنائهم المفقودين، علما وان ستة من شباب منطقة سيدي عبيد كانوا على متن المركب الذي غرق وقد لقي شخصان منهم حتفهم غرقا في حين نجا ثالث وثلاثة في عداد المفقودين .
هدوء في قبلي
اما سوق الاحد (ولاية قبلي) التي عرفت احتجاجات واعمال عنف يوم الخميس المنقضي انجر عنها حرق لمقرات سيادية وايقاف ثلاثة شبان من ولاية قبلي من بينهم تكفيري فقد تم تطويقها ، وعم الهدوء يوم امس بعد تدخل الجيش الوطني والتعهد بمتابعة الملف.
اما في بئر الحفي (ولاية سيدي بوزيد) فقد تمكن الوالي من تطويق الاحتجاجات خاصة بعد عقد جلسة مع اهالي عدد من المفقودين والبالغ عددهم حوالي 11 شخصا، وقد تجددت الاحتجاجات يوم امس حيث قامت مجموعة بغلق الطريق باستعمال الحجارة وحرق العجلات لكن هدت الاوضاع بعد فترة قصيرة.
تواصل محاولات الهجرة
بالرغم من الحادثة المأساوية التي حلت بالمهاجرين غير الشرعيين الا ان عمليات ومحاولات الهجرة السرية لم تتوقف ووفق بلاغات وزارة الداخلية فان الوحدات الامنية مازلت تحبط وبصفة مسترسلة ومتواترة مثل هذه العمليات وعلى سبيل المثال فقد، قامت وحدات الأمن الوطني بمنطقة صفاقس الشمالية يوم 11 أكتوبر بحملة أمنية كبرى أسفرت عن القبض على 40 شخصا من أجل محاولة اجتياز الحدود خلسة، بالاضافة الى ذلك فقد عمد بعض المهاجرين غير الشرعيين الى نشر صور ومقاطع فيديو لهم على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدين وصولهم الى السواحل الايطالية «سالمين»