مواجهات بين الاهالي المحتجين على وفاة ابنائهم الذين اختاروا «قوارب» الموت للوصول الى سواحل ايطاليا والمفقودين بعد غرق مركب الصيد الذي يقلهم اثر اصطدام مع خافرة عسكرية ، المواجهات التى اندلعت امس على اثر مسيرة سلمية سرعان ما تحولت الى اعمال عنف واعتداءات على مقرات سيادية مما استدعى تدخل الامن والجيش الوطنيين لحماية المنشاءات العمومية والسيادية.
توتر واحتقان وأعمال عنف في سوق الاحد
على اثر وفاة نفرين من سوق الاحد وواحد من قبلي وواحد من دوز في عملية الحرقة الاخيرة - شهد سوق الأحد (بولاية قبلي) توترا واحتقانا غير متوقع ادى الى اعمال عنف واعتداءات على مقرات سيادية، حيث عمت حالة من الفوضى أمام مقر المعتمدية اين تعمّد عدد من شباب الجهة غلق الطريق أمام مقر المعتمدية وإضرام النار في مدخل البناية على خلفية هلاك اثنين من شباب الجهة ثم توجهت مجموعة من هؤلاء المحتجين الى المسكن الوظيفي لمعتمد سوق الاحد مهددة بحرقه في مرحلة اولى حيث تم حرق جزء منه علاوة على حرق مقر المعتمدية مما اضطر الأعوان إلي مغادرة المكان.
ولم يكتف المحتجون بذلك بل توجهوا الى مقر الحرس الوطني بالجهة محاولين حرقه ايضا لكن قوات الامن تصدت لهم مما تسبب في مواجهات بين الطرفين علما وان هذا المركز تعرض في اكثر من مناسبة للحرق واتلاف محتوياته.
هدوء حذر بعد تدخل الجيش
في الوقت الذي تواصل فيه غلق الطريق الرابطة بين قبلي وتوزر عرفت المنطقة هدوءا نسبيا بعد تدخل الجيش وتمركزه امام مقر المعتمدية ومداخل سوق الاحد وقد افاد ياسر مصباح المكلف بالإعلام والاتصال بوزارة الداخلية لـ«المغرب» انه تم فض الاحتجاجات التى خلفت اضرارا كبيرة بمقر المعتمدية ومسكن المعتمد مشيرا الى انه تم منعهم من حرق المركز وذكر بان الاحتجاجات تجددت بعد ان تم الحديث مع الاهالي مع وجهاء المنطقة
غلق طرق ..حجارة ... حرق العجلات المطاطية
الوضع بسيدي بوزيد التي تتواصل فيها الاحتجاجات منذ زمن على خلفية عدة مسائل تنموية واجتماعية واقتصادية وتربوية ، لم يختلف كثيرا عمّا شهدته منطقة سوق الاحد من ولاية قبلي لكنه لم يشهد اعتداءات على مناطق سيادية حيث عمدت مجموعة من المحتجين بمعتمدية بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد صبيحة امس الى غلق الطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين تونس العاصمة و ولاية قفصة باستعمال الحجارة والاطارات المطاطية المشتعلة ومنعوا مرور كافة وسائل النقل في الاتجاهين، وقد طلب المحتجون من السلطات المعنية والمسؤولة تقديم توضيحات حول مصير ابنائهم الذين فقدوا في عرض البحر.
وقد تكونت خلية ازمة لمتابعة ملف المفقودين وفق ما افاد به والي سيدي بوزيد والذين يبلغ عددهم قرابة 11 نفرا حسب عدد العائلات التى توجهت بطلب للولاية من اجل معرفة مصير ابنائهم واغلبهم من بئر الحفي والسبالة .
في السياق ذاته وتعليقا على ما حدث في قبلي قال أمين عام الإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي خلال تدخل هاتفي في برنامج «هات الصحيح» ، أن استهداف مراكز الامن والمؤسسات العمومية بولاية قبلي لا يعالج ما يعانيه الأهالي من حرقة على أبنائهم مضيفا أن هذه الاحتجاجات لا تخدم الا مصلحة الإرهايين وتجار التهريب الذين ينتهزون مثل هذه الانفلاتات الامنية لتهديد أمن واستقرار البلاد. مشددا على انه من حق الأهالي المحتجين معرفة الأسباب الحقيقية وراء وفاة أبنائهم في عرض البحر وأن المؤسسة العسكرية مطالبة بتقيدم توضيح حيثيات الحادثة، مشيرا الى ان الاتحاد العام التونسي للشغل سيحاول تأطير الأهالي الذين يقومون بالاحتجاج في قبلي لتكون أكثر سلمية خاصة مع ما تشهده البلاد من وضع أمني حساس.
إيقاف 3 من المشاركين في عمليات الحرق
أفاد والي قبلي سامي الغابي بأنه تم إلى حد كتابة الأسطر إيقاف ثلاثة من الشبان الذين شاركوا في عمليات حرق مقرات السيادة بمعتمدية سوق الأحد، داعيا مجددا كافة الأهالي ونشطاء المجتمع المدني وممثلي الأحزاب السياسية إلى العمل على تفادي العنف وتجنب الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة. هذا وقد تجددت الاحتجاجات مساء أمس في وسط ولاية قبلي.