بمركب للهجرة خمسة قتلى و17 مفقودا هذا ووفق مصادر مطلعة من وزارة الشؤون الاجتماعية فإن عدد المفقودين من الثورة الى غاية سبتمبر 2017 قد بلغ 504 مفقودا.
كثر الحديث في الاشهر الاخيرة والأيام الفارطة عنالهجرة السرية او غير النظامية نظرا لارتفاع نسق محاولات اجتياز الحدود الى ايطاليا لكن حادثة يوم الاحد كانت نتائجها مأساوية ووفق اخر الاحصائيات المقدمة من طرف الامن الوطني امس في اطار مكافحة الهجرة غير شرعية خلال العشرة ايام الاولى من الشهر الجاري تم ضبط قرابة 384 شخصا من اجل الاعداد او محاولة اجتياز الحدود البحرية خلسة فضلا عن تسجيل اكثر من 12 قضية في الغرض وحجز مبالغ مالية هامة.
الى غاية كتابة هذه الاسطر ووفق بلاغ وزارة الدفاع فان قطعا بحرية تابعة لجيش البحر تواصل البحث عن ناجين من حادث إصطدام زورق تونسي يقل مهاجرين غير شرعيين مع وحدة تابعة لجيش البحر ليلة الأحد 08 أكتوبر 2017، كما توجد على عين المكان باخرة مختصة في عمليات الغوص لتحديد موقع حطام المركب المذكور. وقد شاركت في عمليات البحث فرق بحث وإنقاذ من مالطا وإيطاليا بقطع بحرية وطائرة مروحية.
وذكرت الوزارة أن القضاء العسكري قام بفتح تحقيق في الغرض مباشرة اثر الحادث، الذي تم على إثره إنقاذ 38 شخصا وإنتشال 8 جثث، كما باشرت التفقدية العامة للقوات المسلحة، بتكليف من وزير الدفاع الوطني، المعاينات اللازمة للوقوف على سلامة الإجراءات المتبعة وتحديد المسؤوليات فيما يتعلق بأسباب الحادث، وللإشارة فان وزارة الدفاع الوطني في بلاغ لها سابق افادت وحدة بحرية تابعة لجيش البحر رصدت مساء يوم الأحد 08 أكتوبر 2017 مركب مجهول الهوية على بعد 54 كلم من شاطئ العطايا بجزيرة قرقنة، أثناء الاقتراب لمحاولة التعرّف على المركب المذكور، إصطدم هذا الأخير بالوحدة البحرية مما أدى إلى غرقه.
موجة جديدة
في شهادة لأحد الناجين من الغرق اتهم الوحدة البحرية بانها كانت السبب في غرق المركب الذي كان يقل حوالي 90 «حارقا» ، مضيفا أنه عند وصولهم تقريبا إلى المياه الإقليمية لحقت بهم خافرة الجيش و أمرتهم بالوقوف إلا أنهم لم يستجيبوا و بقيت تلاحقهم قرابة الساعتين من الزمن وترشهم بالماء قصد إجبارهم على الوقوف لكنهم لم ينصاعوا وفجأة إقتربت منهم الخافرة وصدمت مركبهم وفي لحظات انقلب القارب وغرق عدد كبير من المشاركين في الحرقة بينما كان هو ممن أسعفهم الحظ .
اعداد المهاجرين ترتفع يوما بعد يوم وتكاد تكون محاولات عبور الحدود خلسة يومية وفق تقارير امنية والتي تؤكد ان عددها وصل الى اكثر من 164 عملية تم احباطها من قبل الوحدات الامنية منذ بداية السنة الى غاية شهر سبتمبر ووصل عدد الموقوفين فيها الى 1652 اغلبهم من التونسيين الى جانب ايقاف 75 منظما لهذه العمليات اما في سنة 2016 فقط تم احباط 108 عملية والقبض على 1035 مجتازا وتحتل في مختلف هذه العمليات ولاية صفاقس المرتبة الاولى تليها بنزرت ..
ارقام وزارة الداخلية التى قدمت مؤخرا كانت قبل يومين من غرق المركب الاخير والذي ادى الى وفاة 8 اشخاص تم تسليم جثامينهم الى اهاليهم عشية يوم الثلاثاء المنقضي ولم تتعرض الاحصائيات الى عدد المفقودين او الذين لقوا حتفهم في عرض البحر في حين ذكرت وزارة الشؤون الاجتماعية الايطالية في تقريرها لحصيلة الهجرة غير الشرعية للعام 2016 مقتل نحو 5022 شخصا في البحر، في العام 2015 عبر ما يقارب مليون شخص من البحر الابيض المتوسط وهو اعلى رقم في تاريخ الهجرة السرية وقد كان الرقم المسجل في العام 2014 في حدود 216 الف مهاجر و 60 الف في العام 2013 و 22 الف في العام 2012
الاسباب تعود وفق وزارة الداخلية الى اعتبار ان اغلب عمليات الايقاف وإحباط العمليات التي تقوم بها وحدات الحرس الوطني لم تعد اقتصادية فقط بعد تحولت الى مشروع عائلي كما اصحبت قوارب الموت تحمل الاطفال والشيوخ والاناث والحوامل وسجلت ان النسبة الاكبر هي فئة ما بين 20 و30 سنة وان نسبة الاناث تطورت الى اكثر من 4 بالمائة خلال السنة الحالية وان مركب الصيد هو الوسلية الاكثر استعمالا بالرغم من انه لا يمكن ان يحمل اكثر من 20 شخصا بينما يضع فيه منظمو هذه العمليات اعدادا يمكن ان تصل الى 100 شخصا.
وقفة تضامنية
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي قدم بدوره بداية الاسبوع تقريرا حول الهجرة السرية ذكر بان تونس امام موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية تذكر بموجة 2011، ونبّه من خطورة المواصلة في نفس السياسات الاقتصادية ومن خطورة إحساس فئات واسعة من الشباب بالإحباط وغياب افق للكرامة والتشغيل والعدالة الاجتماعية مما يعمق الرغبة في الهجرة لدى فئات واسعة من الشباب ويعرضهم للبحث عن حلول يائسة، ودعا المنتدى عموم المواطنات والمواطنين وكافة فعاليات المجتمع المدني والسياسي لوقفة تضامنية مع عائلات الضحايا والمفقودين اليوم الخميس 12 أكتوبر 2017 على الساعة الخامسة مساء أمام المسرح البلدي بالعاصمة من أجل المطالبة بتحقيق جدي في أسباب الحادثة واحتجاجا على السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بالشباب نحو قوارب الموت ومن خطورة إحساس فئات واسعة من الشباب بالإحباط وغياب افق للكرامة والتشغيل والعدالة الاجتماعية.