عمليا من يريد ان يكون منافسا جديا في الانتخابات البلدية القادمة ينبغي عليه ان يكون قد انتهى من اهم الاستعدادات لها، وحدّها الادنى تحديد إستراتيجيته الانتخابية وكيف سيخوضها ومن يرشح على رأس قائماته، تفاصيل ستحدد في هذه المرحلة هوية الأحزاب الممكن فوزها في الانتخابات البلدية من غيرها.
امر تدركه الاحزاب ويدفعها الى الاعلان عن استعدادها الكلي للانتخابات البلدية، على غرار نداء تونس الذي اكد رئيس كتلته البرلمانية سفيان طوبال انه «على استعداد لخوض الانتخابات غدا»، فهم جاهزون وينتظرون من السلطة التنفيذية توفير كل الإمكانيات اللوجستية اللازمة للانتخابات.
النداء اعد كل شي لهذا الاستحقاق وفق رئيس الكتلة، الذي أشار الى ان اللجنة الوطنية للانتخابات برئاسة سليم شاكر تقدمت في أشغالها وأنجزت أكثر من 40 % من المخطط له، اما الباقي فهو في مرحلة اللمسات الأخيرة. تشديد القيادي الندائي على ان حزبه جاهز كليا للانتخابات جعله يؤكد ان القائمات ستكون حاضرة يوم 15 أوت الجاري، مشيرا إلى أن القائمات شبه محسومة في الدوائر البلدية الـ350 التي سيترشح فيها الحزب.
جاهزية قال طوبال أنها تشمل إعداد المراقبين والملاحظين إضافة الى المشرفين على الحملات الانتخابية، اما عن أعضاء قائمات حزبه فقد أشار إلى ان كل جهة ترك لها المجال لضبط قائماتها على ان يقع النظر فيها بشكل مركزي لاحقا، قائمات قال ان فلسفتها تتضمن الانفتاح على المستقلين والشخصيات الجهوية إضافة الى تمكين الشباب والنساء في نداء تونس من موقعهم. كما ان نداء تونس يعتزم ان يقدم عددا من قياداته الوطنية البارزة في الانتخابات البلدية وهو ما اشار اليه طوبال الذي قال ان ذلك سيقتصر على البلديات الكبرى ذات الرمزية.
من جانبها تعلن الجبهة الشعبية انها مستعدة للانتخابات البلدية، حيث قال الجيلاني الهمامي القيادي بالجبهة وعضو مجلس النواب، ان الجبهة عقدت اجتماعات وندوة وطنية لدراسة ملف الانتخابات البلدية واستعدادات الجبهة لها من حيث المشاركة وكيفية ذلك. ليعلن الهمامي ان الجبهة ستتقدم للانتخابات البلدية في كل ولاية وفي عدد هام من الدوائر الانتخابية، دون ان يحدد عدد الدوائر المزمع تقدم الجبهة فيها.
فالجبهة وفي انتظار استكمال بقية استعداداتها قررت ان تخوض الانتخابات البلدية بقائمات خاصة بها في دوائر وان تشارك في إطار قائمات ائتلافية في دوائر أخرى، مشيرا الى ان النقاشات تطورت مع عدد من الأحزاب والمستقلين، منهم الوطد الثوري وحزب الخضر، كما أشار الى ان الجبهة تتجه الى الكفاءات المستقلة .
قائمات الجبهة قال الجيلاني الهمامي ان لجنة إدارة الحملة الانتخابية هي المكلفة بالإشراف عليها وهي تتقدم اليوم في ضبط ملامح القائمات وفق ما يضبطه القانون الانتخابي وإستراتيجية الحملة الانتخابية.
من جانبه قال عصام الشابي الامين العام للحزب الجمهوري ان حزبه بصدد الاستعداد للانتخابات البلدية وان كل هياكله وفروعه تتهيأ للموعد الانتخابي كما ان الحزب ينسق مع بعض الاحزاب بهدف تكوين تحالف ديمقراطي ينتهي بتكوين قائمات «مواطنية « مشيرا الى المباحثات تتقدم والارضية السياسية لتحالف بصدد الإعداد وستكون جاهزة خلال الأيام القادمة وفق قوله.
كما شدد الشابي على ان التحالف لن يكون منغلقا على نفسه وسيكون منفتحا امام الجيمع لكنه سيتشكل في بدايته من الحزب الجمهوري وحزب المسار الديمقراطي وحزب التكتل والتحالف الشعبي، في انتظار رد حركة الشعب التي قال ان المناقشات معها متطورة.
الشابي اشار الى ان حزبه يستعد للانتخابات البلدية على اساس موعدها في ديمسبر 2017 لكنه يضيف ان للحزب «شكوكا كبيرة في ان تكون تونس جاهزة لهذه الانتخابات في ظل عدم المصادقة على الاطار القانوني وهي مجلة الجماعات المحلية» اضافة الى الشغور في تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ليعلن الشابي ان حزبه طلب من رئيس الحكومة جمع كل الاحزاب والمنظمات الوطنية وهيئة الانتخابات للاجابة عن سؤال «هل نحن جاهزون للانتخابات البلدية ؟» فان كان الرد بـ«نعم» تمضي البلاد الى الانتخابات وان كان العكس فمن الشجاعة تأجيلها، ليشير الى ان حزبه يقول بان البلاد غير جاهزة للانتخابات.
الموقف القائل بان البلاد غير جاهزة للانتخابات يتقاسمه الشابي مع المهدي الرباعي عضو المكتب السياسي لافاق تونس، الذي قال في تصريح لـ«المغرب» ان حزبه لديه مخاوف من ان لا تقع الانتخابات في 2017 ، بل وانه مقتنع بوجود عوائق كبرى تحول دون اجراء الانتخابات.
لكن في النقابل فان آفاق تونس، وفق الرباعي، منهمك في الاستعداد للانتخابات البلدية، التي قال ان الحزب سيتقدم في اغلب دوائرها الـ350 وسيفتح المجال في قائماته امام المستقلين والنشطاء في المجتمع المدني. استعدادات قال إنها انطلقت منذ سنة وسينظر فيها غدا المجلس الوطني لآفاق الذي سيحدد التحالفات الممكن ان يشارك فيها الحزب .