• عماد الدايمي مدير ديوان رئيس الجمهورية السابق: ما قاله المرزوقي صحيح
لم تمر تصريحات الرئيس السابق المنصف المرزوقي في قناة الجزيرة يوم الاثنين الماضي دون ان تدفع بوزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي والجنرال رشيد عمار إلى الخروج للعلن وتكذيب ما ورد في شهادة المرزوقي المتعلقة بالمؤسسة العسكرية وبأحداث السفارة الأمريكية في 2012، ليطالب الزبيدي القضاء العسكري بفتح تحقيق بشأن التصريحات وورفع السرية عن الوثائق والتسجيلات المتعلقة بأحداث السفارة وملف إنزال «المارينز» في تونس، فيما طالب الجنرال عمار بوقف التعامل مع المرزوقي بصفته رئيس جمهورية وقائدا أعلى سابق للقوات المسلحة.
الاستغراب والذهول هما الصفتان اللتان يتقاسمهما وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي ورئيس أركان الجيوش الثلاثة الجنرال رشيد عمار، ان تعلق الأمر بتصريحات رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي في قناة الجزيرة القطرية.
تصريحات تعلقت بأحداث السفارة الأمريكية في ديسمبر 2012 قال فيها المرزوقي ان الجنرال عمار عصى أوامره بتامين السفارة ساعة الهجوم عليها، وأضاف انه تلقى طلبا من وزارة الدفاع بقبول عملية إنزال لجنود البحرية الأمريكية «المارينز» في تونس لتامين السفارة.
تصريحات اقتصر تعليق عبد الكريم الزبيدي والجنرال رشيد عمار في تصريحين لـ«المغرب» بأنها «محاولة لمغالطة الرأي العام وتزييف الحقائق»، ليكشف كل منهما تباعا عن حقيقة الأحداث التي جدت في علاقة بهجوم أتباع التيار السلفي في تونس على السفارة الأمريكية على خلفية نشر فيلم مسيء للرسول.
أول رد على ما قاله المنصف المرزوقي صدر عن وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي الذي نسف كليا رواية المرزوقي، فوفق ما أعلنه الرجل الأول في وزارة الدفاع فان قيادات الجيش أعطت التعليمات للوحدات العسكرية بالتدخل بهدف السيطرة على الوضع، والمشاركة في تامين السفارة وإنهاء الهجوم الذي كانت تتعرض له.
وحدات عسكرية قال الزبيدي أنها تدخلت وان تسجيلات عدة تثبت ذلك، على عكس ما صرح به المرزوقي من ان قوات الجيش لم تتحرك لتامين السفارة رغم إصداره لأوامر بالتحرك.
لكن اخطر ما تضمنته شهادة المرزوقي على العصر هي المتعلقة بعملية «إنزال جنود مارينز» في تونس بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار الى انه تلقى اتصالين من وزير الدفاع ومن الجنرال رشيد عمار يطالبانه فيهما بان يوافق على عملية إنزال لجنود مارينز في تونس بعد تعرض السفارة إلى هجوم، لكنه رفض وبذلك فقد انقذ تونس من تدخل عسكري أجنبي.
هذه الرواية للأحداث كذبها المعنيان بالأمر، عبد الكريم الزبيدي والجنرال رشيد عمار، فالاول وبصفته وزير دفاع سابق، أكد انه كان يفضل الالتزام بواجب التحفظ ولكنه مضطر لان يجيب عن المغالطة لخطورتها، ومنها ان الذي طالب بموافقة وزارة الدفاع والجيش التونسي على عملية الإنزال هي رئاسة الجمهورية.
اذ ان عماد الدايمي مدير ديوان المرزوقي، اتصل بوزارة الدفاع ليعلمها ان رئيس الجمهورية «يخبر الوزير بأن مسؤولين أمريكيين منهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزارة الدفاع الأمريكية طالبوا بانزال عسكري أمريكي بالأراضي التونسية.
طلب نقله مدير ديوان رئيس الجمهورية حينها وقوبل بالرفض من قبل وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي الذي شدد على ان الوثائق والتسجيلات الموجودة لدى الوزارة تثبت صحة قوله وبطلان مزاعم الرئيس السابق ومدير ديوانه.
كما أشار الى ان التسجيلات والوثائق تتضمن رفض وزارة الدفاع لتدخل أجنبي في تونس تحت اي مسمى وقال انها «لا تقبل مثل هذا التدخّل»، وانه لدى تلقيه اتصالا من مدير ديوانه يعلمه فيه بان العشرات من عناصر الدعم الأمريكي «مارينز» سيصلون الى تونس»، وقال ان ذلك تم اذ حلت طائرة امريكية في حدود الثانية صباحا من يوم 15 ديسمبر 2012 تقل عناصر «المارينز» يقدر عددهم بالعشرات.
هنا أشار الزبيدي ان التعليمات التي وجهت للوحدات العسكرية التي استقبلت الطائرة الأمريكية بتدقيق وتفتيش وجرد كل عتاد «المارينز» وخاصة أسلحتهم مشيرا إلى أن من كان في استقبالهم في المطار هو كاتب دولة يتبع حزب المؤتمر من اجل الجمهورية .
معطيات كشفها عبد الكريم الزبيدي تنسف صحة ما قاله رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي بل وتدينه بمحاولة إقناع وزير الدفاع وقائد أركان الجيوش الثلاثة بقبول إنزال عسكري أجنبي في تونس، قبل ان يغير في روايته بعد سنوات ويقدم نفسه على انه منقذ.
لكن التسجيلات الهاتفية الموثقة لدى وزارة الدفاع والمراسلات الموثقة ايضا تكشفان حقيقة الوضع وفق ما شدد عليه عبد الكريم الزبيدي الذي قال انه يطلب من رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع رفع السرية عن التسجيلات والوثائق المكتوبة المتعلقة بملف انزال الجنود الامريكيين وتقديمها للاعلام والرأي العام. ولم تتوقف مطالب الزبيدي عند رفع السرية بل طالب بفتح تحقيق لدى القضاء العسكري بشأن ما صرح به المرزوقي في برنامج شاهد على العصر.
رواية الجنرال رشيد عمار
الرجل الثاني الذي حرص المرزوقي على ذكر اسمه واتهامه بعصيان اوامره هو الجنرال رشيد عمار الذي اكد لـ«المغرب» انه مستغرب من التصريحات التي تضمنت «قلبا للحقائق و تزييفا للوقائع» من قبل المنصف المرزوقي.
اول التزييفات هو ما يتعلق بطلب قبول انزال عسكري اجنبي في تونس، ليكشف الجنرال عمار أن المرزوقي والعاملين معه في الديوان هم من طلبوا من المؤسسة العسكرية القبول باستقدام جنود المارينز إلى تونس عقب أحداث السفارة الأمريكية.
طلب قابله الجنرال الذي كان يشغل خطة قائد اركان الجيوش الثلاثة بإعلانه انه سوجه اوامر الى الوحداث العسكرية باطلاق النار على كل طائرة أمريكية تقوم بإنزال جنود على الأراضي التونسية. وشدد على ان ما نقل عن وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي من تفاصيل ووقائع عن ملف انزال الجنود هو ما تم بالفعل وهي موثقة.
ليعتذر الجنرال عمار عن الخوض في تفاصيل اخرى تتعلق باحداث السفارة الامريكية لالتزامه بواجب التحفظ الذي انتقد عدم التزام المنصف المرزوقي به، و يعتبر الحنرال ان الوقت حان لسحب صفة الرئيس السابق وصفة القائد الأعلى للقوات المسلحة من المرزوقي بسبب تعدد اختراقه لمقتضيات وظيفته.
رفض عماد الدايمي النائب بالبرلمان عن حزب حراك تونس الإرادة ومدير ديوان رئيس الجمهورية في 2012 تقديم تصريحات صحفية بشان الملف ليخير التوجه الى صفحته الخاصة على الفايسبوك ويعلن منها ان ما قاله الرئيس السابق بشان عملية الانزال صحيح، وان تصريحات وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي تشوبها تناقضات واختلاقات ومزايدة مصطنعة بالوطنية. وجعل الدايمي محور تدوينته مهاجمة وزير الدفاع الاسبق دون ان يقدم رواية للاحداث او كيف تمت.