منها الحرب على الفساد التي انطلقت فيها الحكومة والأخبار المتداولة حول تورط عدد من قيادات النداء ونواب وعلاقات نواب بالمال الفاسد جعل هذا الاجتماع يطرح عديد الاسئلة بالرغم من ان رئيس كتلة النهضة نورالدين البحيري صرح لاذاعة موزييك امس قد تكون لقاءات قادمة مع كتل اخرى.
كانت احزاب الائتلاف الحاكم في حكومة الحبيب الصيد تلتقي في اطار تنسيقية التشاور وان كانت بصفة غير منتظمة لكنها كونت لجنة للعمل البرلماني تتكون من نواب الاحزاب الاربعة المشاركة في الحكومة من اجل التنسيق في المواقف حول مشاريع القوانين من جهة وحول التسريع في المصادقة على القوانين إلا ان اجتماعاتها بدأت تتقلص شهرا بعد شهر ثم اندثرت كليا ولم يتم احياء هذه التجربة «المبتورة» على حد وصف ريم محجوب رئيس كتلة افاق تونس ونداء التونسيين بالخارج بمجلس نواب الشعب مع حكومة الوحدة الوطنية باعتبار ان لا فائدة ولا جدوى منها.
تم خلال اجتماع كتلتي النداء والنهضة يوم الاربعاء المنقضي اقرار ارساء هيئة عليا دائمة للتنسيق بين الحزبين والكتلتين تعقد جلساتها مرة كل شهر و كلما دعت الحاجة من أجل دعم التنسيق بين كل الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج والمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية. احد الاطراف الموقعة على وثيقة قرطاج والمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية هي كتلة افاق تونس التى تعلق رئيستها– باعتبارها من بين الكتل التابعة لحزب مشارك في الحكومة -، قائلة بعد سنة من اندثار تنسيقية التشاور تم الان التفطن الى اهمية التنسيق والى تكوين حزام سياسي للحكومة، مضيفة ان هذا الحزام غير موجود والدليل على ذلك تصريحات النواب وتدخلاتهم خلال الجلسات من الاحزاب المكونة لها قبل المعارضة.
وحسب محجوب فان هذا الاجتماع يدل على وجود نقاط مشتركة ويهدف الى تاكيد انه رغم الاشاعات التى تتداول في هذه الفترة مازلنا موجودين، ومن النقاط الاخرى التى نص عليها اجتماع الكتلتين هي التزام الحزبين بدعم المجهودات المبذولة في الحرب على الفساد في إطار الدستور والقانون و العمل على التسريع في المصادقة على القوانين الضامنة لذلك.
في هذا الاطار تشدد ريم محجوب على انه من المهم وضع حد للإشاعات التى تحوم حول عديد الاطراف وخاصة منها النواب وانه على القضاء ان يتحرك خاصة بعد التصريحات الاخيرة وانه على النيابة العمومية ايضا ان تتحرك وتفتح تحقيقا حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته والناي بسمعة المجلس عن كل الشبهات مذكرة بان هذه الاشاعات رافقت ايضا نواب المجلس التأسيسي ولم يتم البت فيها الى حد الآن موضحة انه إذا ارادت الحكومة والنواب مقاومة الفساد في عديد الملفات فانه من الضروري انخراط القضاء في هذه الحرب مع وجود عديد الملفات المجمدة .
ريم محجوب اكدت انه من حق الكتلتين عقد اجتماع ثنائي وكل كتلة حرة في عملها ، ولكن ما يفهم من اللقاء ان النداء مازال متمسكا برئيس الكتلة سفيان طوبال رغم الاشاعات والدليل انه مازال فاعلا في الكتلة وان النهضة مساندة للنداء مضيفة ان اللقاء يبين ان هناك مصالح مشتركة ثنائية تخدم كل طرف وان كل طرف منهما له مصلحة يريد المحافظة عليها من خلال التكتل لحماية بعضها البعض في ظل الاحداث الاخيرة.