سامي الطاهري الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل اكد في تصريح لـ«المغرب» ان الهيئة الادارية طرحت فكرة بلورة مبادرة للخروج من الوضع المحتقن ولم يتم بعد بلورتها او الحديث عن تفاصليها.
احزاب مشاركة في حكومة الوحدة الوطنية على غرار حركة النهضة وافاق تونس والجمهوري رحبوا بالمبدإ مؤكدين على ان البلاد تمر منذ فترة بحالة من الاحتقان على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
عصام الشابي الامين العام للحزب الجمهوري حيّا الاتحاد العام التونسي للشغل على اهتمامه باوضاع البلاد معتبرا ان ذلك ليس بالغريب على منظمة عريقة مثل منظمة الاتحاد الذي اثبت في العديد من المرات قدرته على لم شمل مختلف الاطراف، الشابي اوضح ان الوضع صعب ويستدعي حوارا جديا لمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والاتفاق على تقاسم التضحيات.
الحوار يجب ان تكون له اهداف ترتكز على التنمية والتشغيل ومحاربة الفساد وجدول اعمال يعتمد على قوة المقترحات وبرامج وتصورات محددة وقابلة للتنفيذ
من جهته اوضح قيس العلاني رئيس المخبر الاقتصادي والاجتماعي لحزب افاق تونس ان المكتب السياسي لم يدرس الفكرة بعد ، ولكن حسب تقديره فان الوضع يتطلب ايجاد طريقة للخروج من التازم الذي يميزه والمتواصل الى الان نتيجة تواصل الاحتجاجات ، ويرى ايضا العلاني ان الحوار مرحّب دائما به وان فكرة المبادرة ممتازة ، ولكنه يحبذ لو ان تكون الحكومة هي التى تأخذ بزمام الامور وتستدعي الاحزاب والمنظمات من اجل التهدئة بعيدا عن اتخاذ القرارات دون تنفيذها .
اما عبد الحميد الجلاصي القيادي بحركة النهضة فقد بين ان الحركة لم تتناول الموضوع بعد ولكن حسب رأيه الشخصي فان المطلوب اليوم هو الخروج من الاجراءات الجزئية الى النظرة الكلية ، معتبرا ما يحدث اليوم وما تعيشه البلاد شبيه «بمرحلة صيف 2013» عندما كان هناك حوار وطني شامل حول الملف السياسي وتم بمقتضاه صياغة دستور توافقي وتم تنظيم انتخابات... وبالتالي فان الوضع اليوم يحتاج الى رفع شعار «الاستحقاق الثاني للثورة « الشغل والكرامة والتشغيل والذي يمر حتما عبر الاصلاحات الكبرى وهو ما يتطلب توافقا سياسيا واسعا ، الجلاصي يعتبر ان الاعتماد على حوار اجتماعي اقتصادي يتم بمقتضاه وضع على الطاولة جميع الاصلاحات الكبرى وتعبئة الراي العام ومصارحته والابتعاد عن سياسة المسكنات للوصول الى صياغة برنامج واسع ثم من الممكن التطرق الى نوعية وطبيعة الحكومة ولكن الان يجب مساندة ومساعدة الحكومة ولا يجب ارباكها .
وما لا يمكن تاخيره الان هو الدخول وبشجاعة في الاصلاحات الكبرى والتضحيات المطلوبة من مختلف الاطراف وتوضيح خارطة طريق وتقاسم الاعباء وتحديد سقف زمنى لكل ذلك للتوصل الى تهدئة اقتصادية واجتماعية ، ويعتقد ايضا الجلاصي ان مشكلة البلاد مشكلة مزدوجة مشكللة قيادة ومشكلة برامج .
وعبر الجلاصي عن اهتمامه بما يقدمه الاتحاد من افكار مشيرا الى ان له ثقة في قدرة التونسيين على تجاوز الصعوبات .