كشف التقرير الجديد لمنظمة «مراسلون بلا حدود» عن ان الانتهاكات ضد حرية الإعلام باتت تمارس في دول كانت تعتبر نماذج في الديمقراطية واحترام الحريات. وقالت في تقريرها ان الحرية المكتسبة أصبحت عُرضة للخطر على نحو متزايد سواء من خلال تصريحات معادية لحرية الصحافة أو بقوانين سالبة للحرية أو اللجوء إلى العنف، وأشارت إلى أن الأنظمة الديمقراطية باتت تضع قيودا على الحرية.
قيود جعلت تونس تتراجع بمركز في التصنيف الجديد، لتصبح في المركز 97 من أصل 180 دولة شملها التصنيف، وتاتي في المرتبة الثانية عربيا بعد موريتانيا التي حلت في المركز 55، وترأست التصنيف دولة النرويج متقدمة في الترتيب على فنلندا التي كانت لـ6 سنوات في المركز الأول قبل ان تصبح هذه السنة في المركز الثالث بعد السويد التي حلت ثانيا. فيما كانت كوريا الشمالية في المركز 180 باعلى معدل في الانتهاكات الذي تجاوز 84 نقطة.
التقرير السنوي الصادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» أشار إلى تراجع تونس بنقطة وهو ما اعتبره زياد دبار عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين بالأمر المتوقع نتيجة عدد من المؤشرات الواضحة قبل صدور التقرير، مؤشرات قال انه من بينها، المرسوم عدد 4 الذي أصدرته حكومة الشاهد والذي اعتبرته النقابة تضييقا على المعلومة عبر منعه للموظفين العموميين من تقديم اية معلومة او تصريح الا بإذن من مرؤوسيهم.
كما أشار الى تعدد الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون وسبق ان قامت النقابة باستعراضها في ندوة صحفية منذ اقل من ثلاثة أسابيع، في انتظار عرض تقريرها السنوي بمناسبة 3 ماي، مضيفا ان الحكومة غير جدية في تعاملها مع ملف تمويل المؤسسات الإعلامية العمومية، إضافة الى توجهها الى تجريد الهيئة العليا المستقلة للإعلام والاتصال من صلاحياتها في تعديل الإعلام السمعي البصري.
لا تقف المؤشرات عند هذا الحد ليؤكد عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التي تقيم مؤتمرها في الأسبوع الثالث من ماي القادم، ان هناك عدة مؤشرات على محاولة تدخل الحكومة في وسائل الإعلام وخاصة العمومية بهدف التحكم بها وتوجيهها، معتبرا ان هذا يمثل خطرا على ما حققته الثورة من حريات وخاصة حرية التعبير والإعلام التي باتت مهددة بسياسيات تضيق على موارد المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة.
سقوط الديمقراطيات
يعد من أهم ما تضمنه التقرير الجديد لمنظمة «مراسلون بلا حدود» هو «التحول الكبير» وفق وصف التقرير لوضع حرية الصحافة، في الأنظمة الديمقراطية العتيدة. معلنة عن تشاؤمها من ان هذا التدهور الذي انطلق في السنوات السابقة لن يتوقف. في ظل تنامي هاجس المراقبة وعدم احترام سرية المصادر الصحفية، لتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز 43، فيما كانت المملكة المتحدة في المركز 40.
تدهور قال، عنه كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، «إن هذا التحول التي تشهده الديمقراطيات يقض مضجع كل من يعتقد بأن قيام حرية الصحافة على أساس متين هو السبيل الوحيد لضمان سائر الحريات الأخرى» لتعتبر المنظمة انه لم يسبق أن تعرضت حرية الصحافة لتهديدات بالوتيرة التي هي عليها حالياً.