بعد اقل من 24 ساعة عن « يوم الغضب « الذي شهدته مدينة ماجل بالعباس احتجاجا على انتشار مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي بأغلب مدارس و رياض اطفال المنطقة ، وصل صباح امس الجمعة خبر وفاة احد تلاميذ مدرسة « العباسية « الريفية ( جنوب معتمدية ماجل بالعباس ) الذي اصيب منذ اسابيع بالمرض المذكور و لم يقع التفطن له الا في حالة متقدمة مما ادى الى تعكر حالته الصحية و الاضطرار الى نقله الى المستشفى الجامعي «سهلول» بسوسة لمحاولة انقاذه ، لكنه فارق الحياة .
انقطاع الدراسة
بمجرد بلوغ نبإ موته عمت حالة كبيرة من الحزن و الاستياء في اغلب المؤسسات التربوية فانقطعت الدراسة فيها خرج الالاف من التلاميذ من كل المستويات الابتدائية والاعدادية و الثانوية صحبة مربيهم و اعداد كبيرة من الاهالي وناشطي المجتمع المدني و السياسي في مسيرات احتجاجية بشوارع المدينة.
كما تعطلت الخدمات الادارية وحركة المرور وعاشت المدينة اجواء من الاحتقان و هدد بدوره الاتحاد المحلي للشغل بماجل بالعباس بالدخول في اضراب عام او تنفيذ عصيان مدنى الاسبوع المقبل من اجل الضغط على السلطات حتى تتحرك سريعا لمكافحة مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي و اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة لمنع مزيد انتشاره .
منذ اقل من اسبوعين نشرت وزارة الصحة بلاغا تدعو فيه للوقاية من من التهاب الكبد الفيروسي «أ›» وذلك على اثر تسجيل ارتفاع في بؤر مرض الالتهاب الكبد الفيروسي صنف «أ» في عدد من الولايات، مؤكدة ان هذا المرض الفيروسي مرتبط أساسا باستهلاك مياه شراب ملوثة وعدم احترام قواعد حفظ الصحة وخاصة غسل اليدين وهو ما يتسبب في انتقال العدوى عن طريق اللمس بشكل سريع.
ودعت في هذا الصدد إلى الامتناع عن استعمال مياه الشرب المتأتية من مصادر غير مراقبة ولا سيما منها المروجة من طرف الباعة المتجولين والتي يكون مصدرها عادة العيون والمنابع الطبيعية وفي حالة ظهورالاعراض الأولى للمرض المتمثلة في الحمى واصفرار الجلد وابيض العينين والتعب الشديد يتعين على المصاب الحرص على زيارة الطبيب في اسرع وقت والابتعاد على كل أشكال التطبب والعلاج الرعواني واستعمال الأعشاب نظرا لتداعياتها السلبية على تطور المرض والتي قد تؤدي إلى الوفاة.
وتجدر الاشارة الى وزارة الصحة قامت بمسح لمختلف انواع التهاب الكبد الفيروسي «أ » «ب» «ج» وقد افادت مصادر من وزارة الصحة لـ«المغرب» ان عدد المصابين بصنف « أ» خلال سنة 2016 حوالي 1467 حالة بينما كان عدد المصابين يتراوح خلال السنوات الماضية بين 6 الاف و7 الاف حالة ، اما عدد الحالات التى تم تسجيلها خلال الاشهر الاولى من السنة الحالية فتبلغ حوالي 350 حالة اما الولايات التى تم فيها تسجيل الاصابات فهي تتوزع على مناطق ولاية قابس وصفاقس والمهدية وتوزر ونابل ... وقد وضعت الوزارة في هذا الصدد خطة من اجل توفير التلاقيح مع الاشارة الى ان عدد المصابين بهذا النوع تقلص في شهر مارس الماضي مقارنة بالاشهر الاخرى وفق نفس المصدر .
وفي ما يخص التهاب الكبد الفيروسي نوع «ج» فان المسح بين ان ما يعادل 100 الف شخص من الممكن ان يكونوا حاملين لهذا الفيروس وتؤكد الوزارة انها قامت بتوفير الدواء مجانا لهؤلاء المرضى كما ينتشر هذا الفيروس في مناطق الشمال الغربي اكثر من المناطق الاخرى وقد تم حاليا مد اكثر من 3 الاف شخص بالدواء وهم يخضعون الى مراقبة وفيما يتعلق بالنوع الثالث «ب» المنقول عبر الدم فقد وضعت لفائدتهم ايضا برنامج .