أصدرت مجموعة من الأحزاب والمنظمات التونسية، على غرار نقابة الصحفيين والاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة أنا يقظ ، مواقف تندد بمضمون التسجيل الصوتي المنسوب للمدير العام لقناة نسمة نبيل القروي، جاءت فيه اشارة الى تنظيم حملة ضد منظمة انا يقظ وتشويهها، على خلفية نشر تحقيق يتهم الإخوة القروي بالتهرب من الضرائب والحصول على قروض ميسرة في تحقيق استقصائي تحت عنوان «شبكة نسمة: ما تخفيه قناة الأخوين القروي» نشر بتاريخ 10 جويلية 2016.
مواقف المنظمات والأحزاب حملت عبارات حادة ضد إدارة قناة نسمة ومديرها نبيل القروي، ومنها نقابة الصحفيين التي قال مكتبها التنفيذي الموسع في بيانه يوم أمس، انه يدين محتوى التسريب الأخير المتعلق بمالك قناة «نسمة» ، ويعتبر أنّ ما ورد فيه من تشجيع على الفبركة والتضليل الإعلامي والحثّ على هتك الأعراض والتشويه والتحريض، يرقى إلى فعل يجرمه القانون ولا علاقة له بالإعلام وأخلاقياته ومراميه خاصة في مرحلة انتقالية هشة تتطلب أكبر قدر من المسؤولية الإعلامية. وفق نص البيان الذي تضمن إجراءات ضد من تورط في ممارسات غير أخلاقية واستغراب من عدم تدخل النيابة العمومية.
كما عبرت النقابة العامة للإعلام التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل ، عن خطورة ما وصل إليه قطاع اﻹعلام من توظيف وفوضى وصراعات وتصفية حسابات وهو ما وجب التصدي له وتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل مقترف لجرائم عبر الإعلام وكشف الحقيقة، ودعت النيابة العمومية إلى فتح تحقيق من أجل كشف حقيقة التسجيل الصوتي ومحاسبة صاحبه. كما طالبت كافة الهياكل بفتح ملفات كل المؤسسات السمعية والبصرية وكشف مصادر تمويلها والجهات التي تقف وراء كل القنوات.
نيابة عمومية دعاها الحزب الجمهوري إلى فتح تحقيق فوري في محتوى تسريبات صوتية ووصف الاجتماع بمثابة «اجتماع عصابة مفسدين»، وشدد بيان الجمهوري على ضرورة اتخاذ الهايكا كل الإجراءات المتاحة لتطهير الإعلام من سيطرة ما وصفهم بـ«اللوبيات»، وذات الموقف عبر عنه التيار الديمقراطي الذي دعا النيابة العمومية إلى التحقيق في التسريبات المتكررة والتي يُبين آخرها مدى تقاطع الإعلام مع اللوبيات والسياسة لمحاربة المبلغين عن الفساد وإسكات أصواتهم، وفق بيانه.
بدوره نشر حراك تونس الإرادة بيانا اعتبر فيه انه يتعرض بدوره للتشويه من قبل وسائل الإعلام، واعتبر التسريبات دليلا على وجود «غرفة عمليات»، كما كان موقف الجبهة الشعبية قائما على إدانة التسريبات ولكن دون أن تغفل عن الإشارة إلى إمكانية ان تكون التسريبات مقصودة لالهاء الرأي العام عن المشاكل الحقيقية، كما تمسكت الجبهة على لسان المتحدث الرسمي باسمها حمة الهمامي بموقفها ضد «الهايكا» واعتبرت انها تساند حرية الإعلام في المطلق وليست قناة نسمة على خلفية قرار الهايكا وقف بث برامج القناة على تردد عدد من الإذاعات.
«انا يقظ»، ترفع قضية والنيابة العمومية تفتح تحقيقا
من جانبها عقدت منظمة «انا يقظ» ندوة صحفية قالت فيها ان مضمون التسريب ومخطط الحملة التي استهدفتها وقع تطبيقه واستعانت بتسجيلات من برامج القناة، وعبرت المنظمة عن صدمتها مما جاء في التسريبات التي قالت إنها تحتوي على «تحريض مباشر ضد طاقم المنظمة وأعضائها» وكذلك بالدعوة الصريحة للثلب والتشهير بالعاملين في المنظمة وهتك أعراض أقاربهم وعائلاتهم.» وأعلنت المنظمة انها رفعت قضية ضد مدير القناة وان النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق يوم أمس.
كما أشارت المنظمة إلى الدعم الذي تلقته على خلفية نشر التسجيلات يوم الأحد الفارط، ونشرت بيانات من منظمات دولية ووطنية على غرار منظمة «البوصلة» .
نبيل القروي، ليس صوتي والقناة ستقاضي من يشهر بها
مدير قناة نسمة نبيل القروي، اكد ان الصوت في التسجيلات «ليس صوته» واشار الى انه لم يقل اي شيء مما ورد في التسجيل مضيفا «من قال انه نحن»، ورفض ان يعلق على مضمون التسريبات قائلا ان القناة تولت احالة الملف لهيئة دفاع تقوم حاليا بدراسة الملف لتتجه لاحقا إلى القضاء.
اللجوء الى القضاء هي الاجابة التي قال القروي انها ستصدر عن القناة بشأن التسجيل المسرب والذي تضمن تخطيطا لشن حملة على منظمة انا يقظ والتشكيك في وطنيتها والضغط على افرادها وعائلاتهم.
كما اضاف القروي انه لن يعلق على البيانات الصادرة عن المنظمات والأحزاب معتبرا أنها تستند الى تسريب غير صحيح، مشدّدا على انه كان يجب التحقق من صحتها قبل إصدار المواقف.
نفي القروي لان يكون الصوت صوته يأتي بعد أن تحدث احد أفراد القناة يوم الاثنين الفارط في إذاعة شمس حيث قال ان مضمون التسريبات قيل في لحظة غضب وانه لم يقع تطبيق ما ورد فيه، دون أن ينفي صحته.