بعد سلسة من الاحتجاجات التى نفذها أهالي ولايات مدنين وسيدي بوزيد وتطاوين خلال الاسابيع والأيام الماضية وصل حد الدخول في اضراب عام في تطاوين تعبيرا من الاهالي عن غضبهم من تواصل سياسة التهميش وللمطالبة بحقهم في التنمية والتشغيل وتفعيل التمييز الايجابي نفذ يوم امس اهالي ولاية الكاف مسيرة احتجاجية واعتصم عدد اخر بمفرق الطرق بمركز المدينة في النهار مما تسبب في تعطل حركة المرور وقطعها الى جانب نصب خيمة ليلا وذلك على خلفية اعتزام احد المستثمرين الاجانب غلق مصنع «الكابل» المنتصب منذ اكثر من 10 سنوات بالجهة وتحويله الى إحدى المناطق الاخرى واعتزامه الدخول انطلاقا من 4 افريل- في ما يعرف بالبطالة الفنية لمدة شهرين ثم مغادرة المنطقة وتسريح قرابة 430 عاملا به فضلا عن عدد اخر من المصانع منها مصنع الفريب بالسرس الذي تم غلقه منذ حوالي 3 اشهر ويشغل قرابة 150 عاملا ، مصنع الاسمنت ... بالإضافة الى عدم الايفاء الحكومة بتعهداتها.
حالة من الاحتقان
مازالت ولايتا تطاوين والكاف تشهد تصعيدا على مستوى الاحتجاجات الاجتماعية للشباب المطالب بالشغل والتنمية ولتحمّل الدولة مسؤولياتها تجاه مواطنيها وضد سياسات المستثمرين المتمتعين بالامتيازات على حساب مصالح العمال ونتيجة سياسات اثبتت فشلها ووعود واتفاقات سابقة لم تنجز وفق تصريحات مكونات المجتمع المدنى و في هذا السياق اكد توفيق الشابي الكاتب العام المساعد بالمكتب الجهوي لاتحاد للشغل بالكاف لـ«المغرب» ان اهالي الكاف نفذوا امس اعتصاما على مستوى «مركز المدينة» الذي يبعد بضعة امتار على مقر الولاية ونصبوا خيمة في نفس المكان واشار الى ان مكونات المجتمع المدني بالجهة من بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان و الاتحاد الجهوي بالكاف الذي عقد مكتبه التنفيذي اجتماعا ودعا الى عقد هيئة ادارية جهوية في 2 افريل 2017 لاتخاذ الاشكال النضالية اللازمة يساندون اهالي الجهة ، وأضاف الشابي انه زيادة على غياب المؤسسات الاقتصادية الكافية فان عددا من المؤسسات الاخرى المنتصبة تهدد بالمغادرة وبالتالى فان عددا لاباس به من العمال مهددون بفقدان مواطن رزقهم وعلى سبيل المثال مصنع الكابل وايضا مصنع الملابس الجاهزة ... مشيرا الى ان مكونات المجتمع المدنى طالبت خلال جلسات مع ممثلي رئاسة الحكومة بلعب دورها التعديلي لبعث مشاريع تنموية للحد من البطالة وتحسين واقع التنمية المتردي بالجهة، الا ان ذلك لم يحصل مما ولد حالة من الاحتقان والذي من الممكن ان تنجرّ عنه عواقب وخيمة خاصة بعد وضع ولاية الكاف من بين «المناطق الحمراء» في اشارة الى المناطق التى عرفت وشهدت عمليات ارهابية وتتمتع بطبيعة جبلية .
الشابي ذكر ايضا بان الحكومة وعدت بانشاء خمسة مناطق صناعية بكل من السرس ووداي الرمل وتاجروين ، لكن لم يتم تجهيز اي منطقة منها هذا بالاضافة الى منطقة التبادل التجاري الحر بساقية سيدي يوسف وبقلعة سنان واصفا تلك الوعود بالزائفة، وان الهيئة الادارية التى يعتزم الاتحاد عقدها يوم 2 افريل الجاري مفتوحة على كل الفرضيات ومنها الاعلان عن اضراب عام بولاية الكاف على حد قوله.
مغالطة الرأي العام
على غرار ولاية تطاوين حيث تبنى اتحاد الشغل بالجهة الاحتجاجات وحمل الحكومة المسؤولية، فان الاتحاد تبنى ايضا مطالب المحتجين بالكاف ، اما فيما يتعلق بمدى تقدم المشاريع التي اعلنت عنها الحكومة والتي اكد النائب منجي الحرباوي انها في تقدم وانه نسبة هامة منها تم انجازها اجاب الشابي ان ما يقوله النائب الحرباوي مغالطة للرأي العام .
التراجع عن قرار الغلق مطلب رئيسي
اما فيما يتعلق بعقد الجلسة برئاسة الحكومة وفق ما دونه منجي الحرباوى للبحث عن حل جذري لموضوع معمل الكابل بالكاف فقد قال الشابي ان الجلسة لا تعنيهم لأنه سبق وان تم امضاء محضر اتفاق مع ثلة من الوزراء ولكن لم يتم تطبيقه وان الاعتصام متواصل الى ان يتم التراجع اولا عن قرار غلق المصنع من اجل الاحالة على البطالة الفنية ثم لكل حادث حديث.