بعد ان بدأ الخناق يضيق على الارهابيين المشاركين في الصراعات المسلحة في عدد من الدول التى تعرف اليوم ببؤر التوتر وضعت تونس كغيرها من البلدان اجراءات امنية واستراتيجيا امنية لتعقب العائدين باعتبار ان حوالي 2929 تونسي موجودا في هذه البؤر وفق اخر احصائيات مقدمة من قبل وزارة الداخلية، وتمثل نسبة النساء من هذا العدد 4 % ، كما تؤكد نفس المعطيات ان 4 % منهم موجودين في العراق و21 % في ليبيا و67 % و8 % موزعون على بقية المناطق في سوريا.
في السياق ذاته تشير مصادر لـ«المغرب» ان عدد الذين لقوا حتفهم من الارهابيين التونسيين 760 عنصرا ، علما انه يتم اعلام العديد من العائلات التونسية عبر الاتصال بهم او عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اما فيما يتعلق بعدد العائدين فهو يقدر بحوالي 800 عنصر، والتى تتخذ في شانهم اجراءات قانونية وأمنية كما تم ايلاء هذا الجانب اهمية خلال اجتماع مجلس الامن القومي الاخير المنعقد في اخر جانفي المنقضي حيث تتم مناقشة اجراءات بخصوصهم وللتذكير فان تونس تسلمت في الاشهر الثلاثة الاخيرة 3 عناصر ارهابية خطيرة وتمكنت من خلال التحقيق معهم من الكشف عن خلايا نائمة وأماكن للأسلحة الى جانب تصنيف عدد هام من العناصر التى كانت غير مصنفة.
اشكالية التونسيين الموجودين في بؤر التوتر والتى تم تناولها كثيرا في الفترة الاخيرة خاصة بعد الحديث عن رغبة العديد منهم في العودة وانه لا يمكن منع تونسي من العودة الى بلاده وهذا امر يكفله الدستور ليست الوحيدة بل طرحت معها عدد المساجين التونسيين الموجودين في هذه البؤر وبالاخص في السجون السورية نظرا لكون اغلبيتهم موجودين في سوريا ، مصادر مطلعة رسمية اكدت لـ«المغرب» انه فيما يخص السجناء المتورطين في اعمال ارهابية ان مندوب سوريا في مجلس الامن الدولي منذ مدة تحدث عن وجود 45 تونسيا، وبالتنسيق مع السلطات السورية وفي اطار تحيين هذه الارقام افادت انه تم ايقاف 7 او 8 عناصر، كما اوضحت انه سبق وان اعلمت السلطات السورية ان 3 سجناء تونسيين يقبعون في السجون السورية الخاضعة لسلطة النظام بتهم مختلفة.
في السياق ذاته تقول نفس المصادر ان السلطات السورية تؤكد أنه لا علم لها بعدد السجناء الموجودين في مناطق خارج سيطرتها على غرار ديرالزور والرقة وادلب والتى تسيطر عليها المعارضة المسلحة وداعش ويمكن ان يكون فيها سجناء تونسيين، ولذلك فان مصادر اخرى تتحدث عن وجود اكثر من 40 تونسيا سجينا في سوريا.