بعد أكثر من خمسة أشهر من استلام حكومة يوسف الشاهد مقاليد الحكم نسجل نهاية فترة الإمهال وعودة التشاؤم إلى مستويات مرتفعة .. وكأنّ التونسيين يريدون القول :
والآن ماذا بعد الوعود والتعهدات ؟ إذ الحكم في السياسة دوما على الأفعال لا الأقوال ..
مؤشر التشاؤم أو الحالة النفسية للتونسيين والذي نتابعه شهريا منذ جانفي 2015 قد سجل في الصائفة الفارطة أعلى نسبة (%76.6 في أوت) ثم نزل إلى حدود %60.7 في شهر نوفمبر الفارط ولكن منذ تلك الفترة عاد إلى الصعود مجددا منهيا بذلك حالة الإمهال التي تلت تعيين حكومة يوسف الشاهد ..
سوسيواوجيا التشاؤم
تبقى رغم ذلك ولايات صفاقس والجنوب الشرقي (قابس وتطاوين ومدنين) الولايات الأقل تشاؤما إذ نسجل فيها على التوالي نسبة %63.9 و %62.2 بينما تبقى نسبة التشاؤم الأرفع في تونس الكبرى بـ%71.2
وتبقى النساء في بلادنا أكثر تخوفا على المستقبل إذ تبلغ عندهن نسبة التشاؤم %71.7 مقابل %64.9فقط للرجال..
على المستوى الاجتماعي الفوارق ليست بيّنة ولكن رغم ذلك تبقى الطبقة المرفهة اقل تشاؤما من الجميع (%62.5) والطبقة الوسطى السفلى (صغار الموظفين والأجراء والحرفيين...) هي الأكثر تشاؤما (%70.9) ربّما لأنها هي التي تعيش الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بأكثر حدّة وإمكانيات التدارك عندها تبقى محدودة للغاية..
أما نسب التشاؤم الأكبر والأخطر في نفس الوقت فنجدها عند الشباب إذ تبلغ ذروتها عند الفئة العمرية 26-30 سنة بـ%81.9وتبقى مرتفعة للغاية عند فئة 18 - 25 سنة بـ %80.3 وتنزل قليلا عند فئة 31 - 35 سنة بـ%74.7..
هذه الأرقام غنية عن كل تعليق وهي تعني أن منسوب الأمل عند شبابنا قد تبخر أو يكاد وان الغالبية الساحقة منهم.....