وقاسم عفيّة سباق لخدمة المنظمة الشغيلة والمصلحة العليا للبلاد.
تواترت مؤخّرا انباء عن إنضمام عديد الوجوه النقابية التاريخية لحركة نداء تونس وعلى رأسها الامين العام السابق للإتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد، وخلال إفتتاح المؤتمر الثالث والعشرين للمنظمة الشغيلة يوم الأحد الماضي إلتقته «المغرب» وقد أكّد جراد انه لا يفكّر البتّة في تحمّل مسؤولية حزبية وحكوميّة.
ووفق عبد السلام جراد، الذي تقلّد الامانة العامة لإتحاد الشغل بعد مؤتمر جربة في 2002 الى مؤتمر طبرقة 2011، طرح إنضمامه الى نداء تونس وأي حزب سياسي آخر بعيد عن قناعاته المتمثّلة في البقاء بعيدا عن العمل السياسي والتحزّب، كما انه سيواصل تنفيذ القرار الذي إتخذه رفقة عديد النقابيّين في 10 جانفي 1978 بعدم تحمّل مسؤولية حزبية وحكوميّة.
وأكّد جراد ان مسيرته الى الساعة لم تتضمّن إنتماء لحزب سياسي او تقلّدا لمنصب حكومي ولا يمكن ان يفكّر اليوم في تحمّل مسؤوليّة حزبية أوحكوميّة، فالعمل النقابي فقط دائرة تحرّكه وفعله لا غير.
التنافس لخدمة المنظمة الشغيلة
التنافس الشديد خلال المؤتمر الـ23 لاتحاد الشغل بين ما أصبح يُعرف بقائمتي الامينين العامين المساعدين لإتحاد الشغل نور الدين الطبوبي وقاسم عفيّة رأى فيه الامين العام السابق للمنظمة الشغيلة خلال لقائه بـ«المغرب» أمرا عاديّا، فمؤتمرات الاتحاد وفق جراد تتميّز بالتنافس وتعدديّة الترشّحات وعادة ما يكون معدّل الترشّحات لعضوية المكتب التنفيذي الذي سيعوضّ المتخلّي بين 35 و 40 ترشّحا.
والغاية من كل تلك الترشّحات في مؤتمرات الإتحاد السابقة او المؤتمر الجاري من وجهة نظر عبد السلام جراد، ليس المنافسة بغاية إزاحة نقابيّ من مكانه أو الإطاحة بنقابيّ آخر بل هي ترشّحات هدفها التسابق من طرف النقابيّين لتحمّل مسؤولية هامّة في الإتحاد العام التونسي للشغل ليخلّدهم التاريخ فيما بعد من خلال دفاعهم عن حقوق ومصالح الشغالين.
وخلص الامين العام السابق للإتحاد العام التونسي للشغل ان ما يعرفه المؤتمر الـ23 للمنظمة الشغيلة يتضمّن جزءا لا بأس به من الوفاق واما التنافس بين القائمتين وباقي القوائم المترشّحة لعضوية لجنتي النظام الداخلي ولجنة المراقبة الماليّة فان صندوق الانتخابات هو الفيصل والحكم فيها.
الاتحاد لا يُخفي التنافس...
وأشار جراد لـ»المغرب» انه ومنذ مؤتمر جربة في 2002 الذي تقلّد بعده منصب الامانة العامة للمنظمة الشغيلة، أصبحت المنظمة اكثر انفتاحا على الاعلام، إذ وقع السماح منذ ذلك التاريخ للصحفيّين بالحضور في كل تفاصيل المؤتمر من الافتتاح الى نقاشات اللوائح الى الاعلان عن نتائج التصويت والوقوف على السلبيّات.
ليخلص الامين العام السابق للمنظمة الشغيلة الى التأكيد على ان هذا التقليد ترسّخ في الإتحاد الى اليوم في مؤتمره الثالث والعشرين من خلال الكشف علانيّة عن التنافس بين قائمتي نور الدين الطبوبي وقاسم عفيّة وغيرهما، والذي في جوهره تنافس لإثراء للديمقراطية في الاتحاد بإعتبار ان غاية كل النقابيّين من التنافس هو تقديم الإضافة لمنظمتهم وخدمة للشغالين ومصلحة البلاد العليا.