عدد من مكونات المجتمع المدني يرى ان للاتحاد عدة تحديات في المرحلة القادمة
في الوقت الذي ترى فيه احزاب مشاركة في الحكم وموقعة على وثيقة قرطاج مع الاتحاد العام التونسي للشغل انه من الضرورى ان يكون للاتحاد دور فعال في المرحلة المقبلة وان يساهم في الاصلاحات التى ستقدم عليها الحكومة فان احزابا في المعارضة تدعو الاتحاد الى ان يكون مدافعا وحاميا لحقوق الشغالين .
حزب «افاق تونس» يؤكد على لسان مديره التنفيذي محمد علي المنقعي لـ«المغرب» ان الاتحاد يظل دائما منظمة وطنية لعبت دورا تاريخيا لا يمكن انكاره والامين العام المتخلي لهذه المنظمة حسين العباسي كان رجل المرحلة وكانت له من الحكمة وبعد النظر ما ساهم في العملية الانتقالية للاتحاد من جهة ولتونس من جهة اخرى.
المنقعى يتمنى ان يواصل الاتحاد مسيرته في احسن الظروف وان يأخذ بعين الاعتبار الظروف التى تمر بها البلاد وان يساهم في بناء الاقتصاد وان يظل دائما المنظمة الوطنية التى تساهم في تطوير المؤسسات وان يكون عنصرا فاعلا لخروج تونس من الازمة الاقتصادية وان يساهم في الموازنات العمومية.
وتعتبر حركة النهضة ان المؤتمر 23 للاتحاد ليس سهلا لما يتضمنه من تحديات عديدة داخلية وخارجية كتعهدات المنظمة وهيكلتها وعلاقاتها واتفاقياتها مع الدولة ومع منخرطيها على حد قول اسامة الصغير عضو المكتب التنفيذي للحركة، هذه المنظمة الشغيلة واعية بما حققته خلال السنوات الاخيرة كطرف وطني فاعل وبالتالي فان القيادة الجديدة ستكون حريصة على المحافظة على هذه المرتبة المتميزة حسب الصغير .
ويرى المصدر نفسه انه من الضرورى ان يكون الاتحاد قابلا للحوار وان يساهم في الخروج من الازمات الاقتصادية والاجتماعية مثلما كان شريكا سياسيا في مرحلة تاريخية فيمكنه ان يكون شريكا في معالجة الاوضاع الاقتصادية ويعتقد القيادي في حركة النهضة ان المرحلة القادمة تتطلب من هذه المنظمة كشريك وطني مثلما اثبتت في العديد من المناسبات ان تكون اكثر مرونة وقابلية للتوافق واكثر استعدادا للتنازل المتبادل .
اما الجبهة الشعبية فانها تؤكد ان مع التحديات الداخلية للاتحاد إعادة هيكلته وكذلك هناك تحديات اخرى امامه وهي اساسا تنموية والاجراءات التى تعتزم الحكومة اتخاذها والتى تضمنتها الميزانية ومخطط التنمية والتي ستنعكس حسب الجيلاني الهمامي القيادي بالجبهة على المواطنين وعلى الشغالين سلبا وبالتالى فان امام الاتحاد مرحلة صعبة ودقيقية تتجاوز الازمة السياسية التي نجح في تطويقها في السابق الى ازمات اجتماعية واقتصادية سيكون طرفا فيها .
عمادة المحامين شريك الاتحاد في الرباعي الراعي للحوار الوطني الذي تمكن من نيل جائزة نوبل للسلام قال عميدها عامر المحرزي ان الهيئة تعتبر ان الاتحاد قد قام بدور كبير تاريخي في تحقيق الاستقرار الاجتماعي امام التحديات التى كانت تواجه تونس في مرحلة حاسمة من تاريخها وبالتالي فانه يحق لكل التونسيين ان يفخروا بهذا الاتحاد الذي مازل يشكل منظمة عريقة قامت بدور تاريخي ولاتزال مضطلعة به الى الان.
واضاف ان المؤتمر لن يبعد الاتحاد عن مساره المألوف وبالتالي فان القيادة الجديدة ستكون مواصلة في نفس المسار الذي قاده العباسي ولن يكون هناك اختلاف كبير في التوجهات وان التحديات التى ستواجه المكتب التنفيذي الجديد ستكون على غاية من الاهمية امام الحراك الاجتماعي المتواصل وامام ازمة الصناديق الاجتماعية والمفاوضات مع القطاع الخاص ولكن ميزة الاتحاد تتمثل في ملاءمته بين ضغوطات القطاعات التى يمثلها والتوازن الضروري لاستمرارية الدولة وفي المفاوضات الاجتماعية الاخيرة خير دليل على ذلك على حد قوله.
اما عبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فإنه يعتقد ان هناك ثلاث مسائل هامة اولها ان يراجع المؤتمر القانون الاساسي ثم تحديد دور المنظمة وطبيعتها في المرحلة القادمة وطبيعة الملفات ما بعد المؤتمر ومنها التربية والصحة والنقل ... الى غير ذلك من الملفات الى جانب موضوع مراجعة منوال التنمية فضلا عن المسائل الاقتصادية والاجتماعية وهو ما يجعل من الاتحاد منظمة لها دور هام لدى عموم التونسيين بقطع النظر عن الاسماء التى ستكون على راس مسائل هذه المنظمة.