الى فتح قنوات اتصال مع الغاضبين وتقديم عروض بعضها قديم أعيد اقتراحه وآخر جديد.
لليوم السابع على التوالي تتواصل الاحتجاجات في مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد، بالتزامن مع انطلاق احتجاجات في مدن قريبة، على غرار الرقاب ومنزل بوزيان بالاضافة الى تحركات في ولاية الكاف وجندوبة، توسع رقعة الاحتجاجات يبدو انه دفع يوسف الشاهد رئيس الحكومة العائد من سويسرا بعد مشاركته في مؤتمر دافوس الى الغاء جولته الافريقية، وفق مصادر من التحالف الحاكم.
الغاء لا تربط مصادر من حكومة الشاهد بينه وبين الاحتجاجات بشكل مباشرة رافضة تقديم سببه، لكن في المقابل يعلن وزير العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني المهدي بن غربية ان حكومته تتفهم الغضب وتعتبره مشروع المنشأ والاسباب، وهي وفق الغاضبين في الجهات التشغيل والتنمية.
مطالب تعكس تازم الوضع في تونس بعد 6 سنوات على الثورة وتفاقم الاشكاليات في ملفات التنمية والتشغيل، وهو ما تقر به الحكومة على لسان بن غربية الذي يقول في تصريح لـ«المغرب» ان الازمة الحالية التي ولدت موجات الاحتجاجات الراهنة مردها مشكل التشغيل الذي نجم عن غياب التنمية والاستثمار، مشيرا الى ان حكومته فتحت قنوات الاتصال مع المحتجين في الجهات لسماع مطالبهم وتقديم حلول ممكنة لها.
حلول يقول بن غربية انها متعددة تنطلق بالاساس من ان غياب التنمية والاستثمارات ولد غياب مواطن الشغل، لذلك فان حكومته وعلى المدى البعيد تشتغل على الاصلاحات الكبرى بهدف تشجيع الاستثمار، ومنها ما اعلنه يوسف الشاهد يوم 14 جانفي الجاري في خطابه.
كما اشار بن غربية ان الحكومة اعدت جملة من الاجراءات العاجلة والنشيطة، في انتظار تطبيق الاصلاحات الاقتصادية الكبرى ومنها قانون الطوارئ الاقتصادي، اعلنا عن اصلاحات اقتصادية، هذه الاجراءات تشمل تدخلا في الجهات التي تواجه موجة الصقيع والاحتجاجات ومعالجة الوضعيات الاجتماعية الصعبة، فيها بالاضافة الى قرارات وصفها بن غربية ب«النشيطة» ومنها الاستعداد لتطبيق الية عقد الكرامة التي سينتفع منها ٢٥ الف عاطل عن العمل في كل الولايات ال٢٤، بمعدل يتجاوز الالف عقد لكل ولاية.
قرارات يشير بن غربية الى انها تعكس تحركات الحكومة لامتصاص الغضب في الجهات، التي يشدد على انها مشروعة، وان حكومته لا تتفهمها فقط بل تتحمل مسؤوليتها وستلعب دورها في تهدئة الاوضاع عبر قرارات عدة واتصالات مع المحتجين في الجهات.
اتصالات تقوم بها بالاساس وزارة التشغيل التي اكدت مصادر منها انها في طور تقديم عقود تشغيل للمعتصمين في الجهات وامام مقرها واعتصام هرمنا في المكناسي، عقود توفر مواطن شغل في القطاع الخاص مع تقديم تسهيلات للعاطلين لبعث مشاريع خاصة.
مقاربة الحكومة تنطلق في معالجة ملف الجهات، من الاستماع للغاضبين مباشرة ومن تقديم حلول حتى وان اعتبرها المحتجون ترقيعية، لكن الحكومة وعبرها تريد ان تبين انها تستمع لصوت الغضب وتبحث عن حل للازمة الفعلية التي يعيشها التونسيون وهي الشغل، دون ان تغفل عن الاشارة على لسان بن غربية ان ما يحدث له جانب ايجابي وهو انشغال الشارع والراى العام بمناقشة قضايا التنمية والتشغيل وهي القضايا الاساسية للتونسيين.