وقال الحرشاني لدى إشرافه صباح أمس الثلاثاء، على افتتاح ورشة عمل حول «استراتيجية الدفاع والأمن القومي» التي تتواصل أشغالها إلى يوم 15 ديسمبر الجاري، إن «الكتاب الأبيض» الأول من نوعه في تاريخ تونس الحديث، سيفتح الباب لبناء سياسة أمنية ودفاعية ومؤسساتية ترتكز على خصوصيات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والحضارية، وتستند إلى فهم شامل للمخاطر المتنوعة وتشخيصها وكيفية ترابطها، كما ستمكن من استقراء الوضع الأمني وطنيا وإقليميا ودوليا.
وأضاف وزير الدفاع الوطني أن الهدف من صياغة «الكتاب الأبيض» هو المحافظة على القدرات العملياتية وتطويرها لإدارة الحروب الكلاسيكية ومواجهة التهديدات غير التقليدية، إلى جانب وضع استراتيجية شاملة تقوم على تطوير المؤهلات الميدانية والاستخباراتية للقوات العسكرية والأمنية.
وقال الحرشاني ان تونس تستأنس في صياغة «الكتاب الأبيض» بالتجربتين الأمريكية والبريطانية في هذا المجال، لرسم التوجهات الكبرى لدعم قدرات الأمن والدفاع في هذا المجال وفي إدارة الحروب الكلاسيكية ومواجهة التهديدات غير التقليدية بهدف المحافظة على الأمن القومي للبلاد.
ووفق وزير الدفاع الوطني، ستسغرق صياغة هذا «الكتاب الأبيض» ما بين سنة وسنة ونصف، وستكون صياغة الجانب الاستراتيجي منه، عملية تشاركية بين الهياكل المدنية والعسكرية والأمنية والخبراء والأكاديميين والباحثين ومكونات المجتمع المدني .
أما بالنسبة إلى المهام التفصيلية لهذه الخطة والمتعلقة أساسا بالجانب التكتيكي، فقد اوضح وزير الدفاع الوطني انها «ستظل سرية.»
واعتبر رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل العميد المتقاعد مختار بن نصر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن أشغال هذه الورشة ستختتم بصياغة توصيات عامة حول منهجية اعداد مشروع «الكتاب الأبيض»، لتنكب مستقبلا لجان على صياغة المضمون النهائي «للكتاب الأبيض» الذي سيضبط السياسة التونسية للأمن والدفاع.