الاقتصاد الاجتماعي و التضامني: فراغ تشريعي يعطّل بعث مواطن شغل في هذه الجهات

أوصى كمال الجندوبي الوزير السابق للعلاقة بالهيئات الدستورية والمجتمع المدني في لقاء مع «المغرب» خلفه بأن يسرع مع حكومة يوسف الشاهد المصادقة على قانون خاص بالاقتصاد التضامني بعد أن استمع الى آراء المنظمات النقابية والمهنية والجمعيات المختصة

كما أوصاه بالعمل على دعم العلاقة بكل الجمعيات والمنظمات دون استثناء مع أن العمل في هذه الوزارة لا يقتصر على الجمعيات بل الهيئات الدستورية،

جاء تصريح الوزير السابق كمال الجندوبي عقب مداخلة أولى خلال أشغال الدورة الثالثة والعشرين للجامعة الصيفية لجمعية محمد على الحامي للثقافة العمالية وبالتعاون والتنسيق مع مؤسسة فريدريش ايبارت والاتحاد الأوروبي وبحضور عدد من الوجوه الديبلوماسية والجمعياتية والسياسية مثل وزير المالية الأسبق جلول عياد والأساتذة رياض الزغل والوزير الأسبق للخارجية أحمد ونيس ونساء أعمال مثل دوجة الغربي نائبة رئيس كنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية.

رصيد بشري منقوص
أشار كمال الجندوبي إلى أن الاقتصاد التضامني آلية من آليات الاستثمار الصغير والمؤسسات ذات الصبغة الاجتماعية الملتصقة بشواغل الناس واحتياجاتهم في القرى والجهات الداخلية يمكن أن تمثل الحلول للبطالة ولكنه وضع عدة شروط للنهوض بالاقتصاد التضامني ودمجه في الاقتصاد الوطني وهو آلية للحد من الاقتصاد غير المنظم.
الجندوبي أشار إلى الفراغ القانوني في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني داعيا إلى التعجيل بسن قانون خاص يعرض على أنظار مجلس نواب الشعب من أجل المصادقة عليه في أقرب الآجال لأنه يضمن المساعدة على بعث الجمعيات التعاونية والمجمعات ويضمن آليات التمويل والتسويق لعمل الباعثين الشبان في مجال هذا النوع الاقتصادي.

أي دور للدولة في الاقتصاد الثالث
تجاوب الوزير الأسبق للمالية جلول عياد مع تجربة الوزير السابق كمال الجندوبي في الدفع نحو سن قانون للاقتصاد التضامني مؤكدا من جهته على ضرورة وجود صندوق خاص بتمويل هذه الجمعيات التنموية ومتابعة أنشطتها ودعم الباعثين والفاعلين الاقتصاديين وقال إن تجربته في إدارة إحدى البنوك الكبرى في المغرب مكنته من معرفة وتأطير عدد من الباعثين الشبان من الراغبين في الاستثمار وعلى المدى المتوسط في الاقتصاد التضامني ودعا البنوك إلى التحرك لهذا الغرض.
توقف جلول عياد عند عمل البنوك التونسية على دعم المشاريع ومنها المشاريع المعطلة وهذه البنوك وبعد الثورة تم ضخ خزائنها بالمليارات ووجب على مديريها العامين النظر إلى الوضع الاقتصادي بعمق وحرفية ولا بد من أن تأخذ الدولة على عاتقها تسهيل الاستثمار والمساعدة على دفع القطاع الخاص والقطاع الثالث أو الاقتصاد الثالث المتعلق بالاقتصاد التضامني.

عراقيل في الجهات إلى متى. ؟
ألا أن الجمعيات التنموية والتعاونيات والتي لا يتجاوز عددها السبعين تعاونية حسب الباحث الاجتماعي سمير المدب تعاني عدة إشكاليات بنيوية وهيكلية تمنع أو تحد من فاعليتها على المستوى المحلى ومن الإشكاليات ما يتعلق بكوادرها التي تحتاج إلى التكوين والتأطير من أجل إعدادهم لملفات تمويل والبحث عنه لدى الهياكل والجهات المانحة وطالب الباحث برفع الالتباس والشك والريبة بين الفاعلين الجمعياتيين من جهة و بين السلطة المركزية والمحلية والجهوية خاصة.
استعرض عدد من الفاعلين في الحقل الجمعياتي ومنهم من جهات تونس الكبرى وقابس وسيدي بوزيد جملة من العراقيل التي تعترضهم في علاقة ببعض المشاريع التنموية في القرى الداخلية بين شنني ومارث والمكناسي حيث سعى الباعثون إلى تنمية القدرات في مجال الاستثمار الفلاحي والسياحة البيئية.

التشبيك بين الجمعيات
دعت الأستاذة الباحثة رياض الزغل أهل الجمعيات إلى التعاون فيما بينهم حتى يكونوا قوة ضغط تحقق مطالبهم في حوارهم مع السلط المحلية والجهوية في حين دعا محمد علي بن قيزة عضو الجامعة العامة التونسية للشغل الى تطوير التشريعات واستغلال إفراد الدستور للحوكمة الرشيدة واللامركزية ودعم التمييز الإيجابي في الجهات الداخلية من أجل تحقيق النقلة النوعية المطلوبة في مجال الاقتصاد الاجتماعي و التضامني.

من جهته دعا الحبيب قيزة رئيس جمعية محمد علي للثقافة العمالية الحكومة الجديدة إلى الأخذ بعين الاعتبار توازي المثلث الاقتصادي بين دور الدولة في تسهيل التشريعات والحصول على القروض الصغرى لأبناء الجمعيات والمبادرة الخاصة للباعثين ودور البنوك عبر صندوق خاص لتيسير التمويل وأضاف رئيس الجامعة أن الاقتصاد الموازي يحد من عائدات الخزينة العامة ولا بد من تصور لاستيعابه والحد منه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115