في هذا المجال مشكلتين بدأتا في الاستفحال منذ سنتين و هما مشكلة قص أشجار الزيتون وبيعها لمصانع الصناعات التقليدية والمشكلة الثانية تتعلق بقضية توريد العجول المعدة للتسمين.
وفي هذا الإطار اتصلت «المغرب» بالسيد فوزي الزياني رئيس النقابة التونسية للفلاحين بصفاقس ليمدّنا بمزيد من التوضيحات: «فيما يخص الاعتداء الوحشي التى تتعرض له غابة الزياتين بصفاقس منذ أكثر من سنتين تم الأسبوع الفارط ايقاف من قبل وحدات الحرس الوطني عصابة متكونة من عدة أفراد مختصة في قص جذور غابات الزياتين في منطقة قصر الريح من معتمدية منزل شاكر. و من الملفت للانتباه ان هذه العمليات حدثت في السابق منذ حوالي أكثر من سنة. في هذه المرة قام فلاحون ممن وقع الاعتداء عليهم بالبحث و التحري وتوصلوا إلى معرفة من اشترى الأشجار المقصوصة و اتصلوا. بالسلط الأمنية الذين بدورهم ألقوا القبض على الجناة وأحالوهم على العدالة. وفي هذا الصدد تطالب النقابة التونسية للفلاحين بصفاقس بتشديد العقاب على المعتدين والمذنبين في حق الفلاحين والبيئة عموما ومن ردعهم نتيجة تخريبهم لثروتنا الوطنية و لابد من تكثيف الحملات الأمنية حتى نحمي مستغلاتنا وفلاحينا من هذا الإرهاب الفلاحي.
وقد طالبت النقابة في مرات سابقة بإحداث فرقة مختصة في الأمن الفلاحي على غرار الأمن السياحي للعمل على حماية هذه الثروة الوطنية. ثروة تتطلب تدخل السلط المعنية لتحمل مسؤولياتها في حماية مواطنيها وممتلكاتهم على غرار الفلاحين..
أما فيما يخص توريد العجول المعدة للتسمين وتقوم وزارة الفلاحة و مختلف المتدخلين في قطاع تربية الماشية ومن بينهم النقابة التونسية للفلاحين هذه الأيام بعديد الاجتماعات للنظر في هذه الوضعية. والملاحظ أن الرأي لم يستقر حول امكانية التوريد من عدمه فهناك من يدافع على فكرة التوريد تحسبا لفرضية تنامي الطلب على اللحوم الحمراء في ظل تطور تدفق السياح على بلادنا وهناك من يرى عكس ذلك على غرار المهنة التى تدعم فكرة حماية المربين و حماية قطيعنا من خلال عدم التوريد و للتذكير فإن قطيع الأبقار في صفاقس يعد 24 ألف رأس منها 16 ألف بقرة حلوب و هذا العدد في تراجع من سنة لأخرى . بينما يبلغ عدد المربين 2300 مربي و كان بلغ في السنوات الأخيرة 5000 و أكثر. و لعل هذا التراجع يعطينا فكرة واضحة على تدهور القطاع و عزوف المربين أكثر فأكثر على ممارسة المهنة هذه المهنة التى لم تعد توفر لأصحابها أدنى مقومات العيش الكريم. قطاع غير مربح يهجره أصحابة شيئا فشيئا و النتيجة معلومة مسبقا الإلتجاء إلى التوريد و اثقال ميزاننا التجاري.
ومن الأسباب التى أدت إلى تدهور القطاع نذكر اللجوء إلى التوريد في السنوات الأخيرة الذي أدى بدوره إلى إغراق السوق والإضرار بتوازن العرض والطلب. عدم التوازن بين العرض والطلب أدى إلى وفرة الانتاج وانهيار الأسعار خاصة مع تراجع القطاع السياحي.
ماهي الحلول التى تقترحها النقابة التونسية للفلاحين؟
نقترح تقديم الدعم الضروري للمربين المباشرين و ليس للدخلاء وللمضاربين من ....