في اتجاهاتها الا لمن يعرف كيفية ادارة الازمات في بطحاء محمد علي، فمن تفاصيل يوم الغضب الوطني لاساتذة الثانوي يُمكن استشراف مآلات ازمة الثانوي (الشعارات، وكلمة كاتب عام جامعة الثانوي بالقصبة....) خاصة على المستوى الداخلي. فازمة الثانوي وتحركات الجامعة تحتل حاليّا اهمية داخل اتحاد الشغل تتجاوز ملف الوظيفة العمومية والاضراب العام فاجتماع مجلس القطاعات امس طغى عليه ملفّ الثانوي وافرز اساسا مطالبة ممثل القطاع بانهاء الازمة قبل العودة المدرسية بداية الاسبوع المقبل بأي صيغة.
بالتوازي مع المفاوضات التي يتكفّل بها الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي لانهاء ازمة التعليم الثانوي قبل نهاية الاسبوع الجاري باي صيغة ممكنة، باعتبار ان العودة المدرسية ستكون في الاسبوع المقبل، تُنفّذ اليوم الجامعة العامة للتعليم الثانوي يوم غضب وطني ستتخلص تراتيبه بانطلاقه عبر تجمع مركزي بشارع باب بنات امام وزارة التربية.
ومن ثم سيقود اعضاء الجامعة العامة للتعليم الثانوي الاساتذة في اتجاه ساحة رئاسة الحكومة الحكومة بالقصة حيث سيُلقى الكاتب العام لسعد اليعقوبي كلمة يبدو انها ستكون محسوبة بدقة، فتطورات الازمة لم تعد تحتمل اي عشوائية او اخطاء على المستوى الداخلي تلك التي تخص العلاقة مع وزارة التربية او الحكومة.
شعارات رسمية لتجنّب...
الجامعة العامة للتعليم الثانوي نشرت امس الشعارات الرسمية ليوم الغضب الوطني في محاولة لتجنب توجيه اتهامات لها بدفع الاساتذة نحو رفع شعارات تخوين ضد اعضاء المركزية النقابية او الامين العام كما حصل في بطحاء محمد علي خلال تنفيذ يوم الغضب الوطني في 19 ديسمبر 2018، الا ان حتى الشعارات الرسمية يمكن ان تُحرج الامين العام نور الدين الطبوبي الذي يقوم بمفاوضات مع الحكومة لايجاد مخرج للازمة باي وسيلة قبل انتهاء العطلة المدرسة.
ونظرا إلى أن جلسات التفاوض في اغلبها غير مُعلنة ولا تُبرمج الا قبل سويعات من انعقادها، فمن الممكن ان تنعقد جلسة تفاوض بين امين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي وممثلي الحكومة اليوم بقصر القصبة بالتزامن مع تجمع اساتذة الثانوي الذي ستتضمن بعض شعاراته اتهامات لوزير التربية والحكومة مما يمكن ان يُحرج الطبوبي نوعيا امام مفاوضيه الذين ستطالهم سهام الشعارات الرسمية للثانوي كما ان شعار «منحة خصوصية حقّ مش مزية» يبدو موجها للطبوبي والمركزية قبل الحكومة.
مجلس القطاعات يُطالب بانهاء الازمة قبل...
بعد اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد العام التونسي للشغل في الاسبوع الماضي انعقد امس مجلس القطاعات، الذي يضم الكتاب العامين لقطاع الوظيفة العمومية والقطاعين العام والخاص وقد حضره 8 امناء عامين مساعدين لاتحاد الشغل خاصة انه كان من المقرر ترؤسه من طرف الامين العام نور الدين الطبوبي الا ان انعقاده تزامن مع جلسة مفاوضات كان يجريها في مقر رئاسة الحكومة بالقصبة.
ورغم ان جدول اعمال مجلس القطاعات، المُعلن رسميا من طرف الاتحاد العام التونسي للشغل يخصّ فقط الاضراب العام الا ان ملف التعليم الثانوي والازمة استأثر بحيز زمني كبير من مدة اجتماعه تجاوزت حتى تلك التي خًصّصت لملفّ الزيادة في اجور الوظيفة العمومية والاضراب العام في القطاع العام والوظيفة العمومية ليومي 20 و21 فيفري.
بطبيعة الحال كان من المفترض ان يحضر الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي خلال انعقاد مجلس القطاعات، الا ان الكاتب العام المساعد للجامعة نجيب السلامي هو من مثّل الهيكل القطاعي وكان المتلقي لانتقادات اعضاء مجلس القطاعات، الذين هم بدورهم اعضاء في الهيئة الادارية الوطنية، ومطالبتهم بضرورة انهاء الازمة قبل انتهاء العطلة المدرسية وفق ما كشفته مصادر نقابية لـ»المغرب».
اعضاء مجلس القطاعات اعتبروا امس خلال حديثهم عن ازمة الثانوي ان الجامعة ستتحمل مسؤولية ما يمكن ان يتعرّض له الاتحاد العام التونسي للشغل من توظيف للازمة وهجمات تتجاوز التشويه عبر وسائل الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي لتصل حدود اعتداءات على المقر المركزي ومحاولات اقتحامه كالتي وقع تجنّبها خلال تحرك تنسيقية «اولياء غاضبون» الاسبوع الماضي باعتبار ان التحرك مُعلن وتم اتخاذ احتياطات امنية بتطويق المداخل الى بطحاء محمد علي.