يمر عبر دعوة وزارة التربية او الحكومة للطرف النقابي رسميّا للتفاوض، وهو الهدف من اعتصام الحسم. وخلافا لذلك فان كل حديث عن الرغبة لطي صفحة الازمة التي باتت شاغل كل التونسيين تقريبا ليس له اي معنى.
قطع امس اساتذة التعليم الثانوي بتونس الكبرى اعتصامهم المفتوح في مقرّ وزارة التربية ليخرجوا في مسيرة توجهت من شارع باب بنات الى مقرّ رئاسة الحكومة في القصبة في اطار يوم الغضب الجهوي، رافعين خلاله شعارات تصبّ في خانة التنديد بما يرون فيه تعمد وزارة التربية ومن ورائها الحكومة تجاهل مطالب الاساتذة وتحركاتهم بهدف اطالة امد الازمة والوصول الى سنة دراسية بيضاء.
اما في بقية الجهات فقد تجمّع أساتذة التعليم الثانوي امام المندوبيات الجهوية للتربية ليتحولوا في مسيرات انتهت امام مقرات الولايات كما كان الحال خلال يوم الغضب الجهوي الاول يوم 9 جانفي الجاري، في انتظار تحوّل المنتمين لقطاع التعليم الثانوي الى تونس العاصمة يوم 6 فيفري المقبل للمشاركة في يوم الغضب الوطني بالتجمّع امام وزارة التربية ومن ثم التوجه في مسيرة الى شارع الحبيب بورقيبة.
مطلبنا العودة إلى التفاوض
بلوغ يوم 6 فيفري المقبل مع بقاء التحركات قائمة يعني ان الازمة ستتواصل وهو ما لا تريده الجامعة العامة للتعليم الثانوي، وفق تاكيد الكاتب العام المساعد مرشد ادريس لـ«المغرب» الذي اكد ان هدف اعتصام الحسم بمقر وزارة التربية هو الضغط على الوزارة والحكومة للعودة العاجلة الى طاولة المفاوضات لانهاء الاشكالية التي باتت تمثل تهديدا جديا للسنة الدراسية مع كل يوم ينضاف إلى عمر الازمة.
واعتبر الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي في إفادته لـ«المغرب» ان تاكيد وزير التربية استعداده للتفاوض دون توجيه دعوة فعلية ليس له اي معنى، فالمعمول به في حالات رغبة سلطة الاشراف في انهاء اي ازمة اجتماعية يتلخّص في توجيه مراسلة رسمية لمكتب الطرف النقابي الذي تمثله في هذه الحالة الجامعة العامة للتعليم الثانوي لدعوته إلى جلسة تفاوضية رسمية، او يمكن كذلك لوزير الشؤون الاجتماعية دعوة طرفي الازمة للتفاوض بخصوص المطالب المرفوعة.
اما بخصوص محاولات عدد من نواب البرلمان، وهم كل هيكل بلقاسم والأخضر بلهويشات ويمينة الزغلامي، للدفع نحو حل الازمة وتقريب وجهات النظر فقد رجّح مرشد ادريس ان النواب سيحاولون اعادة جامعة الثانوي ووزارة التربية إلى التفاوض الذي انقطع منذ جلسة 23 نوفمبر الماضي، التي وصفتها جامعة التعليم الثانوي بـ«جلسة التراجعات».
يُذكر ان وفدا نيابيا، ضم كلا من النائب هيكل بلقاسم والأخضر بلهويشات ويمينة الزغلامي، عقد لقاءين اول امس مع كل من وزير التربية حاتم بن سالم واعضاء الجامعة العامة للتعليم الثانوي بمقر وزارة التربية حيث ينفّذ اساتذة التعليم الثانوي اعتصاما مفتوحا، ومن المنتظر ان تعقد لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية والبحث العلمي اليوم الخميس جلسة استماع لاعضاء المكتب التنفيذي لجامعة التعليم الثانوي بخصوص الازمة التي اصبحت شاغل كل التونسيين تقريبا.