ان موقف الصيادلة بعدم تجديد العمل بالإتفاقية التعاقدية مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض «الكنام» لم يتغيّر في ظلّ عدم تواجد أية مقترحات تدفع إلى تغيير الموقف، وهو ما سيُنتج عدم تمكّن منخرطي «الكنام» من التمتّع بالدواء في إطار منظومتي الطرف الدافع وإسترجاع المصاريف بداية من يوم غد السبت 20 أكتوبر تاريخ نهاية الإتفاقية التعاقدية رسميّا بين الصندوق والصيدليات الخاصّة في ظلّ تأكيد الصندوق انه سيجد حلولا لتك الإشكالية.
يمّثل يوم غد السبت تاريخ إنتهاء التعاقد بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض «الكنام» ونقابة أصحاب الصيدليات الخاصّة، وقد أكد كاتب عام النقابة مصطفى العروسي لـ»المغرب» ان الصيادلة لا يزالون متمسّكين بعدم تجديد مدة العمل بالإتفاقية التعاقدية مع الصندوق بسبب غياب أية مقترحات أو ضمانات بخلاص المستحقّات المالية للصيادلة حتى في حالة إعتماد المدّة التي يقترحها «الكنام» كآجال للخلاص.
فرغم رفض نقابة أصحاب الصيدليات مقترح «الكنام» بالمحافظة على مدة الإمهال لخلاص مستحقات الصيادلة المتمثّلة في 90 يوما كأجل أقصى نظرا لما لها من إنعكاس سلبي على التوازنات المالية للصيدليات التي تتجاوز أرقام 30 بالمائة من أرقام معاملاتها الجملية وفق العروسي، إلا ان حتى تلك المدة مشكوك في إلتزام «الكنام» بها وفق تأكيده.
ووفق ما افاد به الكاتب العام لنقابة أصحاب الصيدليات الخاصة مصطفى العروسي لـ»المغرب» فقد كانت مدة الإمهال لخلاص مستحقات الصيادلة في بداية التعاقد مع «الكنام» 7 ايام ومن ثم 14 يوما ليقع تمديدها مع تجديد كل عقد لتصل الى مدة 3 أشهر التي إعتبرها مدة طويلة خاصة وأنها لن تمكّن الصيادلة وفق تلك الصيغة المشكوك في احترامها، من دفع مستحقات المزوّدين بالادوية نظرا لغياب السيولة المادية التي تنتج عن طول مدة الخلاص خاصة بالنسبة لمنظومة الطرف الدافع.
وقد أكد الكاتب العام لنقابة الصيادلة ان المكتب التنفيذي للنقابة في حالة إنعقاد دائم وسيتفاعل مع أية مستجدات او مقترحات جدية تراعي مصالح الصيادلة ومنخرطي الصندوق على حدّ السواء، وفي حال وُجدت فإنه سيدعو إلى اجتماع عام خارق للعادة لمناقشة المقترح.
«الكنام» تعد بحلول والنقابة تشكّك
الصندوق الوطني للتأمين على المرض «الكنام» في ظلّ تمسّك نقابة أصحاب الصيدليات الخاصّة بعدم تجديد العمل بالإتفاقية معه، أكد انه سيجد حلولا لتأمين الدواء لفائدة منظوريه من المنخرطين وقد تم تشكيل خلية متابعة بخصوص الأزمة مع الصيادلة صلب وزارة الشؤون الاجتماعية لبحث الحلول الممكنة.
ومن بين الحلول التي يطرحها الصندوق الوطني للتأمين على المرض لمواصلة تامين خدماته لفائدة منخرطيه التعاقد مع الصيدليات بصفة ثنائية، أي مباشرة بين «الكنام» والصيدلية، الي حين إيجاد حلّ جذري للإشكالية مع الصيادلة.
لكن ذلك الحلّ إعتبره الكاتب العام لنقابة أصحاب الصيدليات الخاصة مصطفى العروسي من خلال تصريح لـ»المغرب» غير قانوني نظرا إلى أن التعاقد يكون قانونا مع الهيكل النقابي الأكثر تمثيلية، كما انه غير ممكن على أرض الواقع نظرا لإنعدام ثقة الصيدليات في الصندوق والدليل انه حتى في ظلّ سريان الإتفاقية علّقت حوالي 700 صيدلية، من جملة 2200 موجودة في تونس، التعامل مع الكنام بصفة فردية نظرا لعدم خلاص مستحقّاتهم.