من حضور اجتماع مكتب المجلس بموافقة كل اعضائه وتنفيذ وقفة احتجاجية اليوم ضدها من طرف اعوان وعملة البرلمان وغيرها من ردود فعل على ممارستها.
في تطوّر رهيب للاشكاليّات التي اثارتها رئيسة كتلة الدستوري الحرّ عبير موسي خلال اليومين الماضيين، شهد مجلس نواب الشعب امس الخميس فوضى تجاوزت تلك التي حصلت يوم الاعتداء على النائب عن الكتلة الديمقراطية بعد فتح عبير موسي لمشاحنات ومعارك على عدة جبهات لكن دون بلوغ مكتب مجلس نواب الشعب بعد ان استبق رئيس البرلمان راشد الغنوشي ذلك بمنعها من حضور اجتماعه.
حيث حمل يوم امس الخميس قرارا اتخذه رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، من خلال منشور داخلي ينصّ على منع عضو مكتب البرلمان المكلفة بشؤون النواب ورئيسة الدستوري الحرّ عبير موسي من الالتحاق بأشغال مكتب المجلس المنعقد بعد ظُهر امس، بسبب ما اعتبره تعطيلا متواصلا لكل اشغال المكتب والبرلمان بصفة عامّة عبر التهجم على الجميع بالتوازي مع القيام بالبث المباشر على صفحتها الرسمية.
قرار رئيس البرلمان راشد الغنوشي بمنع موسي من حضور اجتماع مكتب المجلس، حظي بموافقة كل اعضاء مكتب البرلمان من كل الكتل البرلمانية الذين اعتبروا ان ما حدث ضرب لاهم مؤسسة دستورية يستوجب قرار المنع من حضور الاجتماع الذي قرر المكتب سحبه على الجميع، وفق ما اكده عضو مكتب مجلس نواب الشعب المكلف بالاعلام والاتصال ماهر مذيوب في نقطة اعلامية اثر اجتماع المكتب.
وقد كشف المكلف بالاعلام والاتصال بمكتب البرلمان انه المكتب إتخذ قرارا بمنع وحرمان كل نائب من حضور الجلسة العامة او اعمال اللجان التشريعية القارة والخاصة في حال تجاوز النظام الداخلي للبرلمان باي تصرّف أو قول، وذلك بعد التنبيه عليه مرتين في توجه وصفه مذيوب بـ»الحزم في تطبيق النظام الداخلي للبرلمان الذي طالب به أعضاء مكتب المجلس استنادا للفصلين 56و48 من النظام الداخلي للبرلمان».
اليوم وقفة إحتجاجية ضدّ موسي
لم يسلم أعوان وعملة البرلمان بدورهم من تهجم رئيسة كتلة الدستوري الحرّ عبير موسي، إذ حصلت عديد المناوشات بين رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر وأعوان وموظفي البرلمان على اثر منعها من حضور اجتماع المكتب تنفيذا لمنشور قرار رئيس البرلمان بمنعها من الالتحاق بمكتب المجلس، مما أدى إلى حالة من الفوضى في البهو الداخلي للبرلمان وملاسنة بين عبير موسي وكاتب عام نقابة البرلمان.
المكتب التنفيذي للنقابة الأساسية لأعوان مجلس نواب الشعب ندّد ما قامت به عبير موسي من اعتداءات وصفها بالـ«خطيرة»، بداية من «احتلال مكتب الموظفة فاتن السليطي وممارسة أشكال الترهيب و الهرسلة و الاستفزاز عليها وعلى زميلتها والمسّ من كرامة الموظفين البرلمانيين من خلال نعتهم ب «المليشيا» و»المندسين» و»العملاء» والتحريض عليهم عبر البثّ المباشر على صفحات التواصل الاجتماعي في انتهاك خطير للقانون والأعراف المهنية، وفق بيان صادر عن النقابة عشية امس الخميس تحريض اعتبتره نقابة البرلمان « أمر يعرّض سلامتهم الجسدية إلى الخطر والتهديد»، اما اليوم الجمعة فقد حدّده المكتب التنفيذي للنقابة الأساسية لأعوان مجلس نواب الشعب كتاريخ لتنفيذ وقفة احتجاجية غدا ضد اعتداءات رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسي على العملة والاعوان والموظفين والاطارات بمجلس نواب الشعب.
الصحفيون يقدمون عريضة ضد موسي
وقد احتج الصحفيون من جانبهم أمس الخميس كذلك على ممارسات رئيسة كتلة الدستوري الحرّ إثر إيحائها واتهامها لاحد الصحفيين البرلمانيين بشبهات أخلاقية مع إحدى المنظفات العاملات بمجلس نواب الشعب في بث مباشر كالعادة، كما قام الصحفيون المحتجون امس الخميس بإيداع عريضة لدى مكتب ضد البرلمان لمطالبة رئيس المجلس باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف ممارسات موسي وغيرها من النواب.
كتلة النهضة تدعو النيابة العمومية للتحرّك
بعد البيان الذي اصدرته كتلة حركة النهضة اول امس الاربعاء والذي دعت من خلاله النيابة العمومية للتحرك ضدّ ممارسات واعتداءات رئيسة كتلة الدستوري الحرّ عبير موسي، دعا رئيس الكتلة عماد الخميري خلال ندوة صحفية عقدها بالبرلمان النيابة العمومية للإذن بفتح تحقيق جدي وتتبع كل من تثبت إدانته في ما وصفه بالـ»الجرائم التي ترتكبها رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي والبعض من أعضاء كتلتها، في حق مؤسسة البرلمان والنواب والموظفين والصحفيّين.
واعتبر الخميري ان ما يشهده البرلمان منذ اول امس الثلاثاء سيكون له تداعيات خطيرة على سير عمله، مؤكدا على أن هذه الجرائم غير مسبوقة في تاريخ البرلمان»، وأضاف أن كل الانتهاكات الصادرة عن موسي موثقة بالصور ومثبتة بالفيديوهات مما يمكن للنيابة العمومية بمقتضاها من فتح تحقيق قضائي جدي لوضع حد لما يحصل في البرلمان.