محور جلسة حوار عقدها مجلس نواب الشعب مع الحكومة ممثلة في كل من وزارء الصحة والتعليم العالي والتربية والشؤون الاجتماعية والثقافة بالنيابة.
عقد مجلس نواب الشعب امس الجمعة جلسة عامة للحوار مع كل من وزير الصحة والشؤون الاجتماعية والثقافة بالنيابة والتربية والتعليم العالي، وقد خُصصت جلسة الحوار لمستجدات الجائحة الوبائية والاجراءات الصحية والاجتماعية المصاحبة لتطوّرات انتشار فيروس كوفيد 19 بالاضافة الى تداعياته على بعض القطاعات كالقطاع الثقافي والتربية والتعليم العالي والاجراءات المتهذة لضمان استمرارية الدروس.
تطوّرات الوضع الوبائي طرحها وزير الصحة فوزي مهدي بكشف أحدث احصائيات وزارته بتصنيف 15 ولاية كمناطق حمراء اثر بلوغ عدد الاصابات بفيروس كورونا فيها 100 إصابة عن كلّ 100 ألف ساكن، فالوضع الوبائي وفق وزير الصحة يشهد تطورا يتمظهر اساسا بارتفاع عدد حاملي فيروس كورونا وعدد الوفيات التي بلغت 1577 حالة وفاة و1971 حالة جديدة حاملة للفيروس.
تطرق وزير الصحة خلال طرحه أمام النواب بالبرلمان لتطورات الوضع الوبائي للتشكيك في عدد حالات الوفيات المُعلنة رسميّا، حيث اوضح ان المعلومة المتعلقة بعدد الوفيات جراء الكورونا متوفرة لوزارة الصحة في العموم لكن بعض حالات الوفاة تكون في المصحات الخاصة أو في المنزل وهو ما جعل الوزارة تكلف لجنة بجمع المعطيات وسيقع الكشف عنها في اقرب وقت، وفق تاكيد وزير الصحة في البرلمان امس الجمعة.
أما عدد المصابين المتكفّل بهم في المستشفيات العمومية فقد سجلت الوزارة ارتفاعا في عددهم من 375 مريض في 1 اكتوبر 2020 الى 1400 مريض في 4 نوفمبر الجاري كما ارتفع عدد المرضى في اقسام العناية المركزة، ليمرّ الوزير للحديث عن اجراءات الوزارة وكشف عن انها تعتزم تركيز مستشفيين ميدانين للتكفل بمرضى فيروس كورونا يوفران طاقة استيعاب ب 118 سرير انعاش و560 سرير أوكسجين.
وسيكون أحد المستشفيين الميدانيين في قصر المعارض بالكرم وفق تخطيط وزارة الصحة فيما سيتم تخصيص المستشفى الجامعي الجديد بصفاقس لمرضى كوفيد من ولايات الوسط والجنوب وسيضم من 18 الى 20 سرير انعاش و160 سرير للأوكسجين، ويعود تركيز هذين المستشفيين الميدايين الى توقع الوزارة إمكانية تسجيل ارتفاع كبير في عدد الاصابات كما اكد أن الوزارة قد تمكنت من الترفيع من عدد أسرة الانعاش الى 236 سرير مقابل 220 سرير تمت برمجتها، كما ارتفع عدد أسرة الأوكسجين الى1427 سرير.
أما بخصوص مخابر التحليل وما يقع تداوله حول مخالفتها لكراس الشروط او حتى التحيّل فقد كشف وزير الصحة فوزي للنواب أن الوزارة قامت بسحب رخص التحليل من 8 مخابر خاصة تتولى اجراء التحاليل المخبرية لتقصي فيروس كورونا المستجد وغلق مخبر آخر اثر أعمال تفقدية لنشاطها، مقابل الترفيع في عدد المخابر الخاصة المرخص لها انجاز تحاليل تقصي وتشخيص فيروس كورونا إلى 54 مخبرا بعد أن كانت في حدود 33 مخبرا.
وتعقيبا على أسئلة بعض النواب بخصوص قرار تعليق الصلاة بالمساجد اوضح وزير الصحة فوزي مهدي بأن الدراسات التي قامت بها الوزارة اثبتت أن معدل أعمار الاصابات بفيروس كورونا يقدر ب 45 سنة ومعدل أعمار الوفيات في حدود 65 سنة وهي الفئات العمرية الاكثر ارتيادا للمساجد مما دفع لاتخاذ قرار غلق المساجد في الفترة الحالية.
الإجراءات لفائدة المتضررين
وأعلن وزير الشؤون الإجتماعية محمد الطرابلسي خلال مداخلته في الجلسة العامة بمجلس نواب الشعب امس عن رصد 11 مليون دينار لفائدة 50 ألف عامل في قطاع المهن الحرة لم يشملهم برنامج السجل التجاري الموجه للمهن الحرة ولم يسجلوا في مشروع مساعدة المؤسسات، واكد الطرابلسي انه سيتم التثبت من أحقية المعنيين وأهليتهم بالمساعدات واستكمال القائمة الاسمية في غضون موفى شهر نوفمبر الجاري.
ووفق وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي فقد استفاد حوالي 110 آلاف من العاملين في المهن الحرة على رأسها المطاعم والمقاهي والحلاقة وغيرهم من أصحاب المهن الذين لديهم سجل تجاري بمساعدات مالية جملية تبلغ 22 مليون دينار، وحاليّا وتعمل الوزارة حاليا على تحيين القائمات والمعطيات التي جمعتها الوزارة خلال موجة الفيروس الاولى لتقديم المساعدات المالية لمستحقيها وحصر عدد المتضررين خلال فترة الحجر الصحي الجزئي التي أعلن عنها رئيس الحكومة هشام المشيشي مؤخرا.
وخارج الجائحة الوبائية وتطوراتها والاجراءات الاجتماعية المصاحبة لها، تطرق وزير الشؤون الإجتماعية لملفّ تسوية وضعية عمال الحضائر بعد عديد الاسئلة التي وجهها له النواب بالخصوص، وقال الطرابلسي أنه يُمكن للنواب التقدّم بمبادرة تشريعية لادماج نحو 15 ألف من عمال الحضائر من الذين تجاوزوا 45 سنة باعتبار ان قانون الوظيفة العمومية يحدد السقف العمري للانتداب بـ 45 سنة مما انتج تمكين تلك الفئة من منحة مغادرة دون انتدابهم.
قطاع الثقافة في ازمة
أكد وزير الشؤون الثقافية بالنيابة الحبيب عمار امام البرلمان أنّ القطاع الثقافي تأثّر تأثرا سلبيا جرّاء انتشار فيروس كورونا وانه تمّ الغاء أو تأجيل أو تعليق المهرجانات والتظاهرات والعروض وايقاف مختلف الأنشطة الثقافية والفنية ايقافا شبه تام، وكشف أن قائمات المتضررين من الازمة تشمل القطاع الخاص الذي يُشغّل حوالي 50 ألف شخص دون اعتبار المشتغلين بصفة موسمية في المهرجانات والتظاهرات الثقافية.
وأكد وزير الثقافة بالنيابة ان للجائحة الوبائية تداعيات سلبية وخسائر اقتصادية واجتماعية جسيمة على عدد كبير من المتدخلين في القطاع الثقافي ولعدد كبير من الفضاءات الثقافية والفنية والمؤسسات الناشطة في مختلف مجالات العمل الثقافي والتي تتألف غالبا من مؤسسات صغرى ومتوسطة تتسم عامّة بهشاشة بنيتها المالية وتعاني من صعوبات في مجال التشغيل والانتاج والتسويق ويغلب على وضعيات العاملين بالقطاع الثقافي العمل العرضي والموسمي وهو ما عمّق الصعوبات الاقتصادية والمالية للمنتسبين لهذا القطاع.
وتطرق وزير الثقافة بالنيابية للحديث عن الاجراءات لفائدة المتضررين، حيث اكد انه تقرر اسناد منح مساعدة ظرفية لقرابة 3100 مستفيد بمبلغ جملي يقدر بـ1.7 مليوم دينار، كما تقرر احداث حساب اموال مشاركة استفاد منه 1585 منتفعا وقدرت القيمة الجملية للمبالغ المسندة لفائدة الاشخاص الطبيعيين حوالي 1.1 مليون دينار فيما بلغت المبالغ المتكفل بها للشركات 956 ألف دينار.
التعليم العالي والتربية
الجلسة المسائية لجلسة الحوار التي يعقدها مجلس نواب الشعب حول «تطور الحالة الوبائية وتداعياتها» خُصّصت لقطاعي التربية والتعليم، ووفق وزيرة التعليم العالي الفة بن عودة فقد تم تسجيل 428 اصابة بالفيروس في الوسط الجامعي موزعة على 245 طالب 91 اطار تدريس و92 اطار اداري ووفاة ثلاثة اساتذة باحثين وموظف الى حدود 5 نوفمبر الجاري، كما اوضحت وزيرة التعليم العالي ان قرار التعليق الوقتي لنظام التعلم الحضوري المندمج كان بهدف كسر حلقة العدوى بفيروس كورونا.
واكدت وزيرة التعليم العالي ان الوزارة تعمل بالتعاون مع الاطراف المتداخلة لتقليص الفوارق بين الطلبة فيما يتعلق بالقدرة على الولوج إلى الدروس عن بعد وكشفت انه تم الترفيع من تدفق الانترنت في جميع الجامعات التونسية من 30 إلى 100 ٪ باعتبار انه يُمكن للطلبة اللذين لا يملكون حواسيب استعمال تلك المتوفرة في الجامعات للتمكن من الولوج الى الدروس عن بُعد بالتوازي مع إستمرار توفير الخدمات الجامعية من اكل ومبيت جامعي لهؤلاء الطلبة.
وكشف زير التربية فتحي السلاوتي من جانبه عن أنه الى حدود يوم 28 اكتوبر 2020 تم تسجيل 1841 اصابة في الوسط المدرسي، واكد أن الوزارة خصصت مبلغا يقدر ب 6.6 مليون دينار لفائدة المندوبيات الحهوية للتربية بهدف توفير وسائل الوقاية بالتوازي مع عملها على الحفاظ على روزنامة العطل والامتحانات المقررة سابقا مع فسح المجال للتفاعل مع تطورات الوضع الوبائي.