في افتتاح الدورة الثالثة للجنة البرلمانية التونسية الاوروبية: التأكيد على ضرورة التعاون في مجالات الهجرة غير الشرعية، البطالة، الشباب والتصنيفات السوداء

بمقر البرلمان، ألقى رئيس مجلس نواب الشعب كلمة أكد خلالها على ضرورة التعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات. وتطرق اللقاء إلى مواضيع الشباب والتشغيل والاقتصاد بالاضافة إلى مسألة الهجرة غير الشرعية، على غرار اللائحات السوداء المتعلقة بالتصنيفات.

افتتح رئيس مجلس نواب الشعب أشغال الدورة الثالثة للجنة البرلمانية المشتركة تونس-الاتحاد الاوروبي التي انعقدت يوم أمس بمقر مجلس نواب الشعب، من خلال كلمة ألقاها أكد فيها أهمية النسق التصاعدي الذي تتطوّر وفقه الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي. كما بين الناصر فاعليّة دور أعضاء البرلمان الأوروبي في هذا المجال وبالخصوص أعضاء لجنتنا البرلمانية المشتركة، التي ساهم احداثها في دعم التعاون وفي متابعة برنامج الشراكة وإثراء الحوار بخصوص الشريك المتميّز.

كما تطرق رئيس المجلس إلى النتائج الايجابية التي أفرزتها العلاقات بين تونس والاتحاد الاوروبي ومنها على سبيل الذكر اللائحة المصادق عليها من قبل البرلمان الاوروبي في سبتمبر 2016 والتي تتضمّن توصية للحكومات الأوروبية بتحويل ديون تونس الى استثمارات، وهو ما يجسّم الدور الهام الذي تضطلع به الديبلوماسية البرلمانية اليوم في تعزيز التعاون بين الشعوب على مختلف الاصعدة، خصوصا في ظل البُعد الاستراتيجي للعلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي وأهميتها التاريخية بالنسبة لكامل المنطقة.

آليات التعاون المشترك
وحاول رئيس المجلس إبراز أهم الأعمال التي قام بها البرلمان من أجل تركيز مؤسسات الدولة وضمان الانتقال الديمقراطي، مشيدا في ذلك بدور الجانب الأوروبي رغم هشاشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على حد تعبيره، موضحا أنه تمّ خلال هذه السنة تفعيل أحكام الباب السّابع من الدستور المتعلّق بالسّلطة المحليّة، وعلى إثرها تم إنجاز الانتخابات البلدية، على غرار مصادقة المجلس على مشاريع القوانين المتعلقة بالأحكام المشتركة للهيئات الدستورية المستقلة، وبالإبلاغ عن الفساد وحماية المبلّغين عنه، وبالهيئة الدستورية للحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد، على أن يتم خلال المدة القادمة استكمال انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية، وإجراء التجديد الدوري لأعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات وانتخاب رئيسها. كما تطرق رئيس المجلس إلى جدول أعمال البرلمان مع مفتتح السنة النيابية المتمثل في المصادقة على مشروع القانون المتعلق بهيئة حقوق الانسان وانتخاب أعضائها، الى جانب مواصلة النظر في مشاريع القوانين المتصلة بالاتصال السمعي البصري وبحماية المعطيات الشخصية.

من جهة أخرى، فإن اللقاء تطرق إلى عديد المواضيع الهامة والمشتركة بين الطرفين أهمها التحديات التي تواجه الشباب والتي تخصّ التعليم، والتكوين المهني، والتوازن بين الجهات والفئات، والبطالة والإرهاب والهجرة غير الشرعية. وفي هذا الإطار، قال الناصر أن تونس بحاجة الى مساعدة فاعلة في هذه المجالات على أساس الشراكة والتعاون، وقد يكون لتفعيل عمل مجموعة أصدقاء تونس في البرلمان الأوروبي دور إيجابي من أجل إنجاز ذلك الغرض في المستقبل القريب. وأكد الناصر على ضرورة تسريع العمل من أجل تحقيق انفتاح أوسع لدول الإتحاد على المطالب التونسية المتعلقة خاصة بمزيد فتح السوق الاوروبية أمام المنتجات التونسية وتجسيم خطة الشراكة من أجل الشباب وفتح افاق التشغيل المنظم والتكوين الجامعي في وجه الشباب التونسي.

حول القائمات السوداء
لكن في المقابل، فإن الحديث عن كل هذه الأولويات لم يثن الناصر عن التطرق إلى موضوع إدراج تونس في قائمتين سوداويتين تخصّ الدول غير المتعاونة في المجال الجبائي، والدول الخطرة في مجال تبييض الاموال وتمويل الارهاب، معتبرا أنه تم تجاوز الأزمة في إحدى القائمتين، داعيا إلى ضرورة الاتفاق على إحداث آليّة متابعة وإنذار مُبكّر يُعزّز التواصل بين تونس والاتحاد الاوروبي ويقي من صدمات ادراج تونس في القائمات السوداء.
اللقاء تناول عديد المواضيع، تلاه في ما بعد بيان مشترك للجنة البرلمانية المشتركة تونس الاتحاد الاوروبي، في شكل محضر اتفاق حول جملة من المواضيع المختلفة التي تم ذكرها سابقا.

لقاء منتظر
ومن المنتظر ان يجمع صباح اليوم رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر لقاء برئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة سمير ماجول في اطار الوساطة التي يلعبها رئيس البرلمان محمد الناصر لايجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي للبلاد. يذكر بان رئيس البرلمان قد اجتمع قبل هذا برئيس الحكومة يوسف الشاهد والامين العام للاتحاد العام التونسي الشغل نور الدين الطبوبي لتقريب وجهات النظر بينهما وفتح قنوات الحوار .