الكتل البرلمانية حول جملة من المواضيع المختلفة. وتتلخص الأسئلة في وضعيات شركات النقل على المستوى البري والجوي، بالاضافة إلى شبهات فساد وحول رخص سيارات الأجرة.
عقد مجلس نواب الشعب جلسة عامة بعد ظهر يوم أمس خصصت لتوجيه أسئلة شفاهية لوزير النقل رضوان عيارة، بعد عقد جلسة أولى يوم الاثنين الفارط. وانطلقت الجلسة بتوجيه النائب عن الكتلة الديمقراطية عماد الدائمي سؤالا حول التردي الكبير لشركة الخطوط الجوية التونسية السريعة. كما وجه الدائمي سؤالا ثانيا حول شبهات فساد في صفقات اقتناء حافلات مستعملة لفائدة الشركة الوطنية للنقل بين المدن.
حول صفقة شراء حافلات مستعملة
وقال وزير النقل أن تأمين الرحلات يستوجب توفير ثلاث طائرات، وقد تم الانطلاق في استشارة من أجل اقتناء طائرة، إضافة إلى وجود صيانة لطائرة أخرى. ومن المنتظر أن يتم كراء طائرة من أجل تأمين الحاجيات مدة ثلاثة أشهر. كما بين أن الشركة لها صعوبات في ظل غياب إرادة من أجل إعادة هيكلتها، مشيرا إلى أن وضعية الخطوط الجوية التونسية السريعة مرتبطة بوضعية الشركة الأم أي الخطوط التونسية. من جهة اخرى أشار الوزير الى أن هذا الموسم سيكون استثنائيا حيث سيتم تحطيم الرقم القياسي المُسجل سنة 2018 على مستوى عدد المسافرين وخاصة على مستوى مداخيل الشركة.
وبخصوص صفقة الحافلات، قال وزير النقل رضوان عيارة أن الوزارة اتخذت كافة الاجراءات اللازمة، بالرغم من أن هذه الشبهات لا تزال في شكل اداعاءات في انتظار الاثبات. واعتبر أن حاجيات الحافلات لا تضعها الوزارة، بل تأتي في شكل طلب مباشر من قبل الشركات، التي لها مجلس إدارة مخول له اتخاذ القرارات، ويقتصر دور الوزارة على الغاء بعض الخيارات أو تعديلها. واعتبر ان هذه الصفقة جاءت في ظروف معينة من أجل اقتناء حافلات مستعملة من أجل تدعيم أسطول النقل في تونس، بالنظر الى تردي وضعية الحافلات ومطالب العديد من المواطنين من أجل فتح خطوط وتطويرها.
تساؤلات النائب عماد الدائمي اعتبر الوزير أنها واردة في تقرير دائرة التفقد، مما جعل النائب يحمل المسؤوليات لعديد الاطارات، معتبرا أن الاخلالات المسجلة تم أخذها بالجدية الكافية من أجل تفاديها والنظر في كيفية تجاوزها.
وضعية شركتي الخطوط الجوية والسكك الحديدية
كما توجهت النائبة عن كتلة الولاء للوطن بسؤال حول أسباب مماطلة الشركة الوطنية للسكك الحديدية في إصلاح المنبهات وعلامات السلامة على مستوى مفترق سكة المترو والشارع قبالة ساحة باردو، وعن أسباب عدم القيام بتنطيف مسلك السكك الحديدية علما وأن النظافة والصيانة من مهام الشركة وليس البلدية. هذا وقد توجّه النائب عن كتلة حركة النهضة ناجي الجمل بسؤال حول الخط الجوي الرابط بين جنوب فرنسا ومطار توزر- نفطة الدولي
وقال وزير النقل رضوان عيارة أن مطالب الجالية التونسية بالتنقل عبر شركة الخطوط التونسية أمر إيجابي، لكن وضع الشركة يؤخذ بعين الاعتبار باعتبار الوضعية الحالية على المستوى الموارد المالية حيث بلغ العجز المالي للشركة خلال هذه السنة مليار دينار. وفي ظل هذه المديونية وبالرغم من المحاولات المتكررة للبحث عن حلول وذلك نتيجة العدد الكبير لأعوان الشركة حيث تم إعداد برنامج هيكلة منذ سنة 2014، إلا أنه لم يتم تنفيذه إلى حد الآن. كما بين أن أسطول الشركة يقدر بـ 28 طائرة، الأمر الذي يصعب معه تغطية كافة الرحلات في أنحاء العالم.
وبخصوص سؤال النائبة هاجر بالشيخ أحمد، قال الوزير أنه قبل تقديم السؤال تم صيانة عديد الأماكن مؤخرا، معتبرا أن مسألة الصيانة دورية من أجل سلامة المسافرين. وأضاف أن حوادث القطارات أغلبها بسبب أخطاء بشرية، كما ان الشركة هي المسؤولة عن تنظيف مسار السكة، معتبرا أن شبكة سكك الحديدية في تونس ممتدة جدا، وهو ما يفسر بطء الأشغال. وأضاف أن بعض المواطنين يعمدون الى رمي الفضلات في مسارات السكك، وهو ما يضعف جهود الشركة في عملية التنظيف.
من جهة أخرى، توجهت النائبة عن كتلة حركة النهضة جميلة دبّش كسيكسي بسؤال شفاهي لوزير النقل حول حوادث القطارات. حيث قال الوزير في هذا الإطار، أن جزءا كبيرا من الحوداث يعود بالأساس إلى اخطاء بشرية مشتركة بين مستعملي الطريق أو سائقي القطارات، وغير مقصودة خصوصا. وبين أن كل الحوادث يتم فتح تحقيق فيها، دون التنصل في المسؤولية من أجل انصاف المتضررين والعمل على تفادي مثل هذه الحوادث مستقبلا.