وذلك بهدف الحصول على أجوبة من وزير التربية. كما ركز النقاش العام الاهتمام على نردي البنية التحتية للمؤسسات التربوية مطالبين في ذلك بضرورة انتهاج سياسة إصلاح شاملة.
انطلقت الجلسة العامة يوم أمس بمناقشة مشروع ميزانية وزارة التربية المضبوطة في حدود 4925.533 م.د، مقابل 4861.959 م.د سنة 2017، وبلغت تقديرات نفقات التصرف 4715.533 م.د بنسبة تطور تقدر بـ 1.2 %، أما نفقات التنمية فقد بلغت تقديراتها 210.000 م.د بنسبة تطور تقدر بـ 3.9 %، حيث تمثل ميزانية وزارة التربية 13 % من الميزانية العامة للدولة. ميزانية وزارة التربية تعتبر الأعلى من حيث الموارد المالية، لكنها لا ترتقي إلى المستوى المطلوب حسب نواب الشعب، حيث قالت النائبة محرزية العبيدي أن ميزانية وزارة التربية تعتبر أكبر ميزانية مقارنة ببقية الوزارات لكنها تبقى في نفس الوقت غير كافية خاصة على مستوى اعتمادات التنمية، وهو نفس الأمر تقريبا الذي صرح به النائب حسن العماري موضحا أن الاعتمادات المخصصة للتنمية ضعيفة نتيجة الوضع الاقتصادي للبلاد.
بين الكاباس والبنية التحتية
وبعيدا عن الميزانية، فإن النقاش العام بين نواب الشعب انقسم إلى محورين اثنين، المحور الأول والطاغي على سير الجلسة العامة في إشكاليات مناظرة «الكاباس» والناجحين فيها بالتزامن مع احتجاج عدد من الناجحين في مناظرة الكاباس أمام البرلمان للمطالبة بحقهم في الانتداب. أما المحور الثاني فيتعلق بالأساس بالبنية التحتية للمدارس والإصلاح التربوي. وفي هذا الإطار، قالت النائبة نورة العامري أن الناجحين في مناظرة «الكاباس» يطالبون بضمان انتدابهم إثر مرحلة التكوين، حيث يجب على الدولة أن تحترم التزاماتها، مشيرة إلى أ، مناظرة الدخول إلى التكوين المهني في ماجستير التربية هي نفسها مناظرة «الكاباس»، لكن الوزارة قامت باخلالات إجرائية وشكلية بخصوصها. من جهة أخرى، طالب عدد من النواب بضرورة احترام الالتزامات التي تعهدت بها الوزارة ومنها انتداب الناجحين في «الكاباس» إثر مرحلة التكوين وإعطائهم منحة مالية توفر لهم حدا أدنى من الكرامة. كما تطرق العديد إلى أن وزارة التربية ليس من اختصاصها فتح مناظرات للتكوين ومناظرة الدخول إلى الماجستير المهني في علوم التربية. وطالبت النائبة ليلى الحمروني في هذا الإطار، ضرورة فتح حوار مع الشباب الذين سلّموا شهادات على إثر إجتياز مناظرة «الكاباس». في جين طالب النائبة نزهة البياوي بالعودة إلى المنظومة القديمة في تكوين الناجحين في المناظرة.
وفي ما يتعلق بالمحور الثاني من موضوع النقاش العام، المتعلق بالإشكاليات العالقة في ميدان التربية على غرار الأساتذة النواب والناجحين في مناظرة «الكاباس» والبنية التحتية، فقد بين النقاش قمة الاختلافات في وضعيات المؤسسات التربوية بين الجهات خاصة على مستوى البنية التحتية، خاصة وأن للمدرسة أدوار مختلفة ولا تقتصر على التعليم فقط، الأمر الذي يستوجب توفير التجهيزات الضرورية من أجل تهيئة البيئة اللازمة للتلميذ ليمارس الأنشطة الثقافية داخل المؤسسة. وقالت النائبة فاطمة المسدي أن الوزارة تقوم بالتعليم لكنها في نفس الوقت لا تؤدي دورها التربوي، إلى جانب مداخلة النائبة نوال طياش التي أبرزت النقص الفادح على مستوى العملة في المؤسسات التربوية، على غرار ضعف البنية التحتية خاصة على مستوى دورات المياه، مشددة على معضلة الاكتظاظ في الأقسام.
انتداب الناجحين في «الكاباس»
من جهته، وفي رده على تساؤلات النواب، قال وزير التربية حاتم بن سالم أن الوزارة مستحقة لقرابة 14 ألف مربي لكن في المقابل فإن الوضعية المالية للدولة لا تسمح بانتداب هذا الكم. كما أكد أن هناك قرابة 4000 طالب في الجامعات يدرسون الماجستير التطبيقي في علوم التربية، معتبرا أنه يتعامل بكل موضوعية مع هذه المسألة، حيث أن التكوين بالنسبة للناجحين في الدخول إلى مرحلة الماجستير في علوم التربية سيكون على أساس اتفاق إطاري بين وزارة التعليم العالي ووزارة التربية. كما أبرز الوزير أن الوزارة بصدد التحاور مع جميع الأطراف بخصوص الناجحين في الدخول إلى مرحلة التكوين في الماجستير المهني، مجددا التزامه بانتداب الناجحين منهم. كما تحدث الوزير من وضعية البنية التحتية للمؤسسات التربوية والتي وصفها بـ«المهترئة»، الأمر الذي جعل الوزارة تقوم بوضع خارطة للمؤسسات التربوية التي تتطلب تدخلا عاجلا على مستوى الصيانة، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 600 مؤسسة تشكو من انعدام المياه الصالحة للشراب.