وهل أنها ستساهم في تغيير المشهد السياسي في تونس، والأهداف المرجوة. هذه التساؤلات تجيب عنها خولة بن عائشة النائبة في مجلس نواب الشعب وعضو المكتب التنفيذي والمكلفة بالعلاقات الخارجية في حركة مشروع تونس في حوار لـ«المغرب».
• ما حقيقة التحالف مع الاتحاد الوطني الحر بعد الاجتماع الأخير، وهل هناك وجود نية لتشكيل تحالف أو جبهة وسطية بالاشتراك أيضا مع حركة نداء تونس؟
لقد نادت حركة مشروع تونس منذ أشهر كل القوى الديمقراطية الوسطية إلى تكوين جبهة سياسية وبرلمانية من شأنها إعادة التوازن إلى المشهد السياسي التونسي، ولمّ شتات الأحزاب وإضفاء أكثر نجاعة على عملها. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الجبهة لا تهم حزب الاتحاد الوطني الحر فحسب حيث تم الاتصال بمختلف ممثلي الأحزاب الوسطية وحتى الشخصيات المستقلة والمنظمات والتيارات. وقد أبدى الجميع استحسانهم للفكرة وموافقتهم المبدئية للانخراط في هذا العمل الجبهوي.
• وهل تم وضع الخطوط العريضة لهذه الجبهة أو الاتفاق في الاجتماع الأخير؟
إن اجتماع 5 ديسمبر مع بعض ممثلي حزب الوطني الحر ونداء تونس و بعض الشخصيات المستقلة، يعتبر لقاء أوليا، حيث مثل فرصة لتبادل الآراء و وجهات النظر حول كيفية تجميع مختلف هذه القوى وطريقة عملها، على أن تليها سلسلة من اللقاءات الأخرى.
• هل سيساهم ذلك في تغيير المشهد البرلماني والسياسي؟
بالنسبة لتغيير المشهد البرلماني من المؤكد أن التنسيق مع مختلف الكتل البرلمانية المشاركة والمؤيدة للعمل الجبهوي من شأنه أن يفرز توحيدا للمواقف، وان يجعلها متجانسة مما يؤدي الى تغيير في ميزان القوى البرلمانية و من شانه أن يضفي أكثر نجاعة و يجنب التعطيلات التي تحول دون تمرير بعض الفصول او بعض القوانين كما هو الحال مثلا للقانون الانتخابي الذي توقف التصويت عنه منذ شهر جوان.
• فيم تتمثل أهم الخطوات المقبلة للحزب ؟
إلى جانب سعي الحركة إلى تكوين هذه الجبهة ومحاولة تجميع القوى الديمقراطية، يواصل الحزب بناء مؤسساته وعمله الميداني الذي يريده مجددا للعمل الحزبي الكلاسيكي، على تقديم الخدمات للمواطنين في مختلف الجهات والعمل على تقديم المقترحات و المبادرات في مختلف الميادين كفتح باب الانخراط الذي سيمكن الحركة من تركيز مكاتب محلية في مختلف الدوائر البلدية المبنية على مبدأ انتخاب الأعضاء. هذا الأمر من شانه أن يمكن الحركة من الاحتكاك المباشر بالمواطنين والاطلاع على مشاكلهم ومحاولة مساعدتهم.
أما على مستوى وطني تنظم الحركة مجموعة من الندوات حول مختلف المحاور ومشاغل الشأن العام مع خبراء ونشطاء من المجتمع المدني، على غرار الندوة التي نظمت في شهر نوفمبر حول قانون المالية 2017 أو الندوة الثقافية المزمع تنظيمها في منتصف شهر ديسمبر بمشاركة ثلة من الفنانين والمثقفين للتداول في الشأن الثقافي التونسي و تقديم بعض المقترحات أو الندوة التي ستنظم في شهر جانفي حول العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ...
• ألن يؤثر ذلك على العلاقات بأنصاركم خصوصا وأنكم وضعتهم اليد في اليد من جديد مع حركة نداء تونس؟
هذا عمل جبهوي أي أن مختلف الأحزاب والتيارات والشخصيات التي لها أرضية مشتركة وتقييم مشترك للوضع السياسي العام ستعمل على تقريب وجهات نظرها و هذا لا يعني انصهارا أو انضماما الى حزب حركة مشروع تونس، حيث يحافظ كل على خصوصياته. لكنه اجتماع على حد أدنى من القيم والتوجهات خاصة في الوضع السياسي والاقتصادي الدقيق الذي تمر به البلاد. وقد أثبتت التجارب السابقة للعمل نجاعته، و لي أن اذكر في ذلك الاتحاد من اجل تونس وجبهة الإنقاذ وحتى الجبهة الجمهورية التي التفت حول المرشح للانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي دون أن تؤدي إلى انصهار في الأحزاب أو غضب لأنصارها أو قواعدها.