بيان مشترك: منظمات حقوقية إقليمية تدعو للتضامن والعمل من أجل نساء غزة والسودان

يا رفيقات النضال، يا نساء العالم

 

في هذا اليوم، يوم الثامن من مارس، يوم النساء كل النساء في كل بقاع الأرض، نرفع الرايات ضدّ الاحتلال، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، والتجويع، والتهجير، والقمع، والاستغلال الجنسي، والاعتقال، والانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى، التي تتعرّض لها نساء المنطقة الناطقة بالعربية في كل البلدان دون استثناء، من فلسطين إلى السودان.

لطالما كانت “نون” النسوة” هي “نون” النضال على امتداد التاريخ، فما نادى منادي يوماً في أي أرض للذود عنها إلا وكانت النساء في مقدمة الصفوف تذود عن حياضه بكل سبل المقاومة الممكنة.

إن تأثيرات الواقع المرعب الذي تعيشه النساء والفتيات في مناطق التوتر يجعل هذا اليوم فرصة للتفكير والدفع الى مزيد من تشبيك النضالات النسوية وتضامنها بشكل عاجل. ففي هذا اليوم ننظر بأعين دامعة وقلوب نازفة الى واقع نساء غزة جرّاء الاحتلال والحصار، واقع يُجبرهن على دفع استحقاقات مركّبة ومؤلمة.

فمنذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة تتعرض النساء هناك لكل أنواع العنف والاضطهاد. إذ يتسبب الاحتلال الإسرائيلي الغاشم إلى اليوم في قتل 7 نساء كل ساعة وتهجير ونزوح 800 ألف امرأة داخلياً وفرض ظروف قاسية ومأساوية على 1.1 مليون امرأة وفتاة وجعلهن في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في غزة. إضافةً لذلك، أوجد الاحتلال أشكالاً جديدة من العنف كجنسنة الإبادة والعنف الإنجابي، إذ تلد 180 امرأة كل يوم في غزة دون ماء أو مسكنات أو مستلزمات طبية، وتخضع بعضهن للولادة القيصرية دون تخدير. كذلك، تشير التقارير إلى عدم إمكانية ما يقارب 690 ألف امرأة وفتاة في فترة الحيض من الحصول على منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية. ووفقاً لتقرير خبيرات أمميات مستقلات، تعرضت الكثيرات لمعاملة غير إنسانية ومهينة والضرب المبرح وحُرمن من الحصول على الفوط الصحية الضرورية أثناء الدورة الشهرية، والغذاء والدواء. وفي حالة واحدة على الأقل وُضعت فلسطينيات محتجزات في غزة- وفق ادعاءات- في قفص تحت المطر والبرد وبدون طعام. بالإضافة لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تعريتهن وتفتيشهن من قبل جنود الجيش الاحتلال. بالإضافة إلى تعرض النساء الفلسطينيات الاسيرات إلى محاولات اغتصاب وتحرش حسب تقارير اممية ولا نغفل عن المضايقات التي تتعرض لها النساء في الضفة الغربية .

أمّا في السودان، فالحرب تخاض على أجساد النساء وتستخدم قوات الدعم السريع اغتصاب النساء كسلاح حرب ممنهج. حيث وثقت الجمعيات الحقوقية والنسوية ما يزيد عن 200 حالة اغتصاب تعرّضت لها نساءً سودانيات خلال الحرب المستمرة منذ ما يقارب السنة، وبحسب الجمعيات النسوية المحلية السودانيات، فإن هذه الحالات لا تمثل فعليا أكثر من 2%، لأن طريقة الإبلاغ تكون صعبة في ظل انقطاع الاتصال أو تردي الوضع الأمني نفسه، إضافةَ إلى الوصم الذي تتعرّض له النساء الناجيات من الاعتداءات الجنسية.

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك أشار أنه يتم استخدام العنف الجنسي كأسلوب حربي رئيسي بالسودان. وثّق مكتبه 60 حادثة عنف جنسي تشمل 120 ضحية، معظمهم نساء وفتيات، منذ بدء النزاع في أبريل، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام لا تمثل الواقع الكامل. يُنسب 81% من هذه الحوادث إلى قوات الدعم السريع والمسلحين المنتمين لها.

إضافةً إلى الاعتداءات الجنسية، فقد سجلّت في السودان حالات اغتيال وقتل ذهبت ضحيتها نساءً بسبب نشاطهن كجريمة قتل سهام حسن مصطفى المتطوعة في غرفة الاستجابة النسوية بالقريف التي رفضت دخول الميليشيات منزلها بعد اعتدائهم جنسياً على إحدى النساء في الحيّ، فما كان منهم إلا قتل سهام أمام أعين عائلتها.

وكانت شبكة المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي قد أحصت 104 حالات اختطاف واختفاء قسري لنساء وفتيات صغيرات السن منذ أن بدء الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل الماضي. وبحسب الشبكة فإن المختطفات يستخدمن في العمالة المنزلية لخدمة أفراد الدعم السريع قسرا ويتعرضن لمخاطر العنف الجنسي، مع ملاحظة أن بعضهن لا تتجاوز الثالثة عشرة من العمر.

من كل المنطقة، من غزة الى السودان، فليكن هذا اليوم مناسبةً للتضامن مع النساء ورفض كل أشكال العنف ضدهن. إنّ ما تعانيه النساء من عنف وحصارٍ في كل بقاع التوتر، يشلّ حياتهنّ ويُمثّل جريمةً إنسانيةً لا يمكن السكوت عنها.

بين صرخات الاستغاثة وصيحات الفقد، نرفع أصواتنا كنسويات ومنظمات نسوية وحقوقية، لنناشد المجتمع الدولي خاصةً وكل شعوب العالم الحرة، للعمل على وقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب في السودان.

 

المنظمات و الشخصيات الموّقعة:

جمعية كلام – تونس –

هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا –

مؤسسة مجتمعات محلية – فلسطين –

جمعية كي لا ننسي النسوية – فلسطين –

شبكة الابتكار للتغيير – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا –

منظمة معها لحقوق المرأة – ليبيا –

منظمة جسور للسلام والتعايش – اليمن-

شبكة النساء العراقيات – العراق-

حركة “هي” للدفاع عن المساواة وحقوق النساء – المغرب–

حملة لهيب النساء – المغرب –

مؤسسة فكرة الحقوقية الاعلامية للمرأة - اليمن -  

 

هديل العزاوي – بغداد، العراق-

هيا اللبدي – القدس، فلسطين-

فاطمة الصاوي – مصر –

ليلى سليم بن خليفة – ليبيا –

ليندا بلال – سوريا –

عرين ابو الرب – فلسطين –

رشا عبد اللطيف – الأردن –

امل كباشي – العراق-

آمنة تراس – المغرب –

نبيلة سعيد -اليمن- 
 

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115