ورجل دولة نجح في ما فشل فيه الآخرون.
يوم امس حسم رئيس حركة النهضة امره واعلن عن انه من واجبه ان يحترم القانون الداخلي لحركة النهضة الذي يمنعه من الترشح لعهدة رئاسية ثالثة» وفق ما نقلته عنه الجزيرة في تصريح خاص بها.
تصريح جاء عقب تلميحات سابقة صدرت عن «الشيخ» جاء فيها انه لا يعتزم الترشح والا الدفع باتجاه تنقيح الفصل 31 من القانون الاساسي للنهضة، الذي كان سببا في نشوب صراع داخلي في الحركة بين شقين تشعبت خلافاتهما لتصل الى مراحل متقدمة مما ينبئ بان الحركة باتت تتجه نحو الانقسام.
انقسام كان الممهد الاول له تصريح لرئيس الحركة في حوار مع قناة نسمة قال فيه انه «سيحترم القانون الداخلي طالما ظل قانونا» وهو تلميح الى امكانية مراجعة موقفه إذا وقع التخلى عن المنع في الفصل 31 والسماح له بالتمديد.
رغبة ظلت حاضرة مع رئيس حركة النهضة وتسببت لحركته في تصدع وخلاف قادته مجموعة الـ100 التي ظلت متمسكة بان يعلن الغنوشي صراحة عن عدم نيته الترشح ولا تنقيح الفصل 31 المتعلق بعدد الدورات النيابية لرئيس الحركة.
تمسك وتصعيد وانسحاب احتجاجي من اشغال مجلس الشورى يبدو أنه لم يكن العنصرالوحيد الذي أدى الى تطور موقف رئيس الحركة ليعلن ان «واجبه احترام القانون» وتلميحه بان لا نية له بالتمديد ولا بالدفع نحو تنقيح الفصل. وهو موقف دفع اليه لينهى حالة الصراع الداخلي ويوحد النهضاويين خلفه.
هذا التوحيد ليس الغاية وانما الوسلية التي بها يحقق الغنوشي ما يصبو اليه، وهو بالاساس ان يضمن وبشكل رسمي ونهائي مكانه في المشهد السياسي العام كلاعب اساسي وقرار، وهذا لا يتحقق له الا بعدة عناصر اولها ان يكف الخلاف في الحركة عن التسلل الى المشهد العام وان يعود الى ما كان عليه قبل زمن، شأن داخلي لا يسرب منه شيء وثانيها ان ينجح في أن يصور نفسه كرجل دولة.
مهمة لا يمكن ان تتم إذا استمر الرفض الداخلي من قبل شق لسياسات الغنوشي وهو رفض ولدته رغبة الاخير في التمديد، وعليه فان الرجل اختار ان يجمع كل العصافير بيد وحدة، أن ينهى الخلاف ليوحد الحركة خلفه وينحت صورة الرجل الجامع سواء في الحزب او في الدولة.
لهذا اتى التصريح الواضح بانه لن يترشح وهو تصريح جاء عقب تصريحات اخرى لا تتعلق بالشأن النهضاوي بل بالشان الوطني، ومنها الدعوة الى عقد حوار وطني شامل للتوافق على جميع القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأولويات الوطنية.
حوار تدعو اليه النهضة عبر مجلس شوراها ورئيسها وتطمح الى ان يكون شاملا يتضمن المصالحة بين القديم والجديد، اقتصادي وسياسي يضم كل التوجهات» حوار قال الغنوشي انهم يدعون اليه «بكل ابعاده السياسية».