توحيدي يعيد الحركة لما كانت عليه. فيوم امس انتقل الانتقسام الذي عانت منه الحركة طوال سنوات الى لجنة اعداد المؤتمر التي بات شق منها يعلن انه انسحب من اعداد المؤتمر دون شرح لأسباب ذلك.
رفض الاجابة على الاتصالات الهاتفية او عقد لقاءات مباشرة هو الرد الذي اعتمده جل اعضاء لجنة اعداد المؤتمر بحركة نداء تونس، والامر انتقل منهم الى باقي قيادات الحزب بشقيها الهيئة السياسية او المكتب التنفيذي.
اذ يبدو ان الجميع يبحث عن تجنب ارتباط اسمه وان عرضيا بكارثة «فشل المؤتمر»، بعد ان اكد عضو من لجنة اعداد المؤتمر ان هنالك خلافات بين اعضائها بشأن الاستمرار في مهامها او الانسحاب.
تاكيد جاء بعد ايام من المشاورات المراطونية لايجاد ارضية توافق جديدة بين المكتب التنفيذي والهيئة السياسية على ضوئها يعقد مؤتمر الحزب وان بتأجيل جديد للموعد، هذه المشاورات قادها كل من عبد الحميد الارقش الذي شارك في اجتماع للمكتب التنفيذي الاسبوع الفارط ولاحقا اجتمع مع الهيئة السياسية للحزب، فيما اقتصرت لقاءات رئيس اللجنة رضا شرف الدين على عقد اجتماع مع الكتلة البرلمانية لتقديم التطورات المسجلة في اعداد المؤتمر والاستماع لمقترحاتهم للخروج من الازمة.
ازمة يبدو أن مخارجها سدت باكملها ولم يبق امام عدد من اعضاء لجنة اعداد المؤتمر الانتخابي الا اعلان انسحابهم من مهمة الاعداد وهذا اعلان صريح من قبلهم على فشلهم في التمكن من عقد مؤتمر بالمواصفات التي وضعت منذ ديسمبر الفارط.
مواصفات دافع عنها بوجمعة الرميلي، احد اعضاء اللجنة، وقال انها ستتبع وان اللجنة ستدفع لذلك، حتى في احلك الفترات التي مرت بها اللجنة والصدمات مع قيادات الحزب التي كشف عنها في بلاغ اعلامي ذيل بتوقيع رضا شرف الدين وكشف ان قيادة الحزب، والقصد الهيئة السياسية وضعت عراقيل امام اللجنة لإفشال مهامها بل وانها تريد الهيمنة عليها وحصر دورها في «مسائل تقنية» او استشارات.
تمرد قال الرميلي حينها انه صيحة فزع ان لم يقع الاستماع اليها فان الحل الوحيد المتبقي هو التصعيد الذي لم يحدد كيف، وظل مجهولا الى ان كشفت مصادر من الحزب ان اعضاء من اللجنة اعلنوا يوم امس عن انسحابهم واللجنة من اعداد المؤتمر.
انسحاب يرفض رئيس لجنة اعداد المؤتمر رضا شرف الدين الحسم فيه بشكل واضح، فهو يقول إنّ أي قرار سيعلن عنه في بلاغ اعلامي، «الانسحاب او عدم الانسحاب»، بل ويشير الى ان المؤتمر وموعده ايضا المفترض 6 افريل القادم سيعلن عنه ان كان سيعقد ام لا في بلاغ اعلامي.
شرف الدين الذي رفض تقديم أي معطى أو نفي أي شيء، اختار ان يلتزم الصمت في انتظار التطورات، لكن زملاء له في اللجنة تكلموا، وبينوا ان الخلاف اليوم بلغ اعضاء اللجنة فبعضهم يرى ان الخيار الوحيد هو الانسحاب ورفض الاستمرار في المسار المتعثر، واخرون يرون ان الانسحاب قد يمثل «ضوء اخضر» لقيادة الحزب لتنفيذ مخططها.
مخطط لا يبدو ان قيادة الحزب، والقصد هنا الهيئة السياسية، ستعدل منه وفق ما ستقرر لجنة اعداد المؤتمر بشأن رمي المنديل من عدمه، فالجلي اليوم ان الهيئة السياسية باتت تدفع بكل قوتها الى فرض تصورها.
والتصور يتمثل في إلغاء المؤتمر من اساسه والمرور الى مرحلة الاستعداد للانتخابات التشريعية والبحث عن فرص لاستثمارها ضد الحكومة والشاهد وحزبه، وبدرجة اقل حركة النهضة لتحسين حظوظهم على امل تحقيق نتائج إيجابية.
سيناريو يقوده المقربون من رئيس الهيئة السياسية ويدافعون عن رجاحته باعتبار ان المؤتمر سيضعف الحزب قبل الانتخابات باسابيع، ولهذا فالافضل تجاهل المؤتمر و«مجموعة لم الشمل» واستمرار القيادة الحالية في مهامها الى غاية الانتخابات القادمة.