أتى بالتوافق بين الطرفين محور اللقاءات الاخيرة بين الشيخين والحركتين. ولئن اعلن رئيس الجمهورية في حواره التلفزي الاخير عن «القطيعة» مع حركة النهضة بسبب دعمها لرئيس الحكومة يوسف الشاهد فان حركة النهضة في خطابها الرسمي ظلت تؤكد على انها مع سياسة التوافق التى افضت الى استقرار سياسي في تونس، لقاء رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس الجمهورية مساء يوم الاثنين بطلب من الغنوشي اعاد من جديد الى المشهد اصرار رئيس الجمهورية على انهاء التوافق والقطيعة من خلال ماجاء في بيان لحركة نداء تونس ساعات قليلة اثر انتهاء اللقاء.
لئن غاب عن الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية هذه المرة نشر بلاغ عن فحوى اللقاء الذي دار بين رئيس حركة النهضة ورئيس الجمهورية مثلما كان معتادا فان حركة نداء تونس تكفلت بالامر وذكرت تفاصيل هذا اللقاء مع ما يحمل ذلك من رسائل سياسية اراد الباجي قائد السبسي تمريرها.
بالرغم ممّا جاء في فحوى بيان حركة نداء تونس نذكر منه الموقف الرسمي وهو انهاء التوافق كما صرح بذلك رئيس الجمهورية في خطابه في 24 سبتمبر الماضي ... وان العلاقة الشخصية التي تربطه بالسيد راشد الغنوشي لا علاقة لها بالموقف الواضح من حركة النهضة... وان الحكومة الحالية هي حكومة حركة النهضة فإنّ الأخيرة لم تعلق على بيان النداء واكتفت بالاشارة الى تقديم حوصلة حول اشغال مجلس الشورى الذي انعقد نهاية الأسبوع والتمسك بمنهج التواصل والتشاور معه لما فيه خير تونس، وحرص الحركة على خيار التوافق والتشاور في المشهد السياسي التونسي وخاصة بين المؤسسات التنفيذية للدولة بما يعزز فرص تجاوز التحديات وتوفير المناخات المناسبة لانجاز الاستحقاق الانتخابي في أحسن الظروف.
وذكرت ان رئيس الجمهورية حريص على الاعلاء من شان الدولة ورعاية المصلحة العامة وإعلاء القانون واستيائه من كل انفلات او تجاوز، كما عبر سيادته عن انشغاله الشديد بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تجتازها البلاد وضرورة تظافر كل الجهود للتخفيف منها، و احترامه لكل مكونات الساحة السياسية ومنها حركة النهضة.
عماد الخميرى الناطق الرسمي باسم حركة النهضة افاد في تصريح لـ «المغرب» تعليقا على بيان النداء ان لكل حزب سياسته الاتصالية الخاصة به مشددا على ان موضوع التوافق هو سياسة عليا للحركة وان مجلس الشورى اكد على ذلك وهي سياسة تتبعها النهضة منذ لقاء باريس على حد قوله وتم التنصيص عليها ايضا في المؤتمر العاشر للحركة .
وأضاف الخميري ان الغاية من ذلك تحقيق الاستقرار السياسي والقيام بالاصلاحات الاقتصادية والنهوض بالوضع الاجتماعي وايضا تنظيم الانتخابات وقال «النهضة ستظل حريصة على التوافق في هذه المرحلة الصعبة وهذا خيار الحركة»، الخميري اوضح ان العلاقة مع رئيس الجمهورية ينبغي ان تكون ايجابية وهي علاقة بين رمز لوحدة الدولة ومكانته فوق كل الاحزاب فضلا عن ان النهضة حزب يمثل اكبر كتلة وبالتالي من الطبيعي ان تظل العلاقة بين الطرفين علاقة حوار وتواصل»
في السياق ذاته وبخصوص ما جاء في بيان النداء «الحكومة الحالية هي حكومة النهضة» اوضح ان هذه الحكومة انبثقت عن وثيقة قرطاج، ورئيسها هو قيادي في النداء فضلا عن وجود وزراء وكتاب دولة ندائيين وستبقى تحمل هذا التكوين والقول بانها حكومة النهضة هو توصيف غير دقيق لطبيعة الحكومة»