جائحة الكورونا في بلادنا: أكتوبر، الشهــر الأســـــوأ

• 41394 حالة إصابة مكتشفة و1077 وفاة
• الوفايات جراء الكورونا تصل إلى خُمس الوفايات الإجمالية
سبق لنا أن قلنا في هذه الأعمدة ،استنادا إلى التوقعات العلمية،أن شهر أكتوبر سيكون

شهر كل المخاطر،وفعلا لقد حطمت الجائحة في بلادنا خلال الشهر الذي ودعناه كل الأرقام القياسية : 41.394 حالة مكتشفة جديدة ، أي بمعدل 1335 حالة يوميا و1077 وفاة جديدة( بمعدل 32 وفاة يوميا) كما ازداد عدد المرضى الذين تتعهد بهم مستشفياتنا إلى 999 منهم 124 حالة إضافية في أسرة الإنعاش و67 في التنفس الاصطناعي ليصل عدد المرضى الشاغلين لهذين الصنفين من الأسرة إلى 223 للإنعاش و106 للتنفس الاصطناعي .
لقد كان شهر أكتوبر قاسيا على بلادنا وعلى عائلات عديدة إذ ناهزت نسبة الوفايات اليومية خلال هذا الشهر خمس الحالات المسجلة قبل هذه الجائحة بما يفيد حتما أن هنالك زيادة في عدد الوفايات نتيجة هذه الجائحة ولكن ينبغي انتظار احصائيات على فترة أوسع لنقدر حقيقة حجمها .
عندما ننظر إلى الاحصائيات اليوم التي تنشرها وزارة الصحة عن تطور الحالة الوبائية في بلادنا نلاحظ أمرين أساسيين ميّزا شهر أكتوبر المنقضي :
1 - استقرار نسبي في عدد الإصابات اليومية والتي كان معدلها في حدود 1335 حالة يومية إذ لم تنزل هذه الحالات عن الألف (1062 في يوم 26 أكتوبر ) ولم تصل إلى الألفين (أعلاها كان يوم 30 أكتوبر بـ1784 حالة جديدة ) وذلك على عكس ما كان حاصلا في شهر سبتمبر إذ كان عدد الحالات الجديدة دون 300 خلال الأسبوع الأول ليتجاوز الألف خلال الأيام الأخيرة من الشهر ..
فهل نحن أمام حالة من الاستقرار ؟ الأرجح أن نكون في حالة تصاعدية بطيئة يتم فيها الارتقاء من درجة إلى أخرى.
فلو قسمنا شهر أكتوبر إلى ثلاث عشريات لرأينا أن معدل الإصابات الجديدة اليومي ينتقل من 1284 في العشرية الأولى إلى 1334 في الثانية ليصل إلى 1353 في الثالثة ،فنحن لاشك في حالة ارتفاع ولكن بنسب مائوية ضعيفة للغاية.
2 - الوضعية بالنسبة للوفايات مختلفة للغاية إذ ننتقل من 21 وفاة في العشرية الأولى إلى 26 في الثانية ثم 33 في الثالثة وهذا بالطبع دون احتساب عدد الوفايات الإضافي والذي ترجعه وزارة الصحة إلى فترة أطول لا تسمح بتقدير يومي لها ..
ولعل هذا الفارق في نسب التطور يعود إلى الحيز الزمني الفاصل بين اكتشاف الحالة ووفاتها ، وهذا يعني للأسف أن الاستقرار النسبي لعدد الإصابات الجديدة لن يمنع في شهر نوفمبر الحالي الارتفاع المطرد في عدد الوفايات والتي يرجح أن يتجاوز معدلها اليومي الأربعين خلال الأيام القليلة القادمة..
الملاحظة الإيجابية الأساسية التي ينبغي أن نسوقها هي أن منظوماتنا الصحية تمكنت، رغم صعوباتها من مجاراة نسق العدوى ومن احتياج بعض المرضى إلى الإنعاش أو التنفس الاصطناعي ،ولكن يبدو أن بعض المناطق – وخاصة تونس الكبرى– قد وصلت إلى مرحلة دقيقة تستدعي بصفة سريعة إمكانيات إضافية سواء في المستشفيات العمومية أو في القطاع الخاص وأن الوضع قد يبقى تحت السيطرة لو تمكننا من التحكم في انتشار الوباء وقلصنا من درجة العدوى ،أما لو استمر الأمر على نسق شهر أكتوبر فقد نشهد توترا غير مسبوق على أسرة الإنعاش خلال الشهرين الأخيرين لسنة 2020.
تثبت دراسات وزارة الصحة ان اجراء حظر الجولان لم يؤثر على نسق العدوى ، والمأمول أن إجراءات الحجر الصحي النسبي الذي تشهده البلاد الآن قد تكون أكثر نجاعة وفاعلية لأننا مضطرون للتعايش مع الفيروس على الأقل لأشهر طويلة قد تتجاوز السنة قبل وجود لقاح مرْضيّ يكون في متناول جلّ التونسيين ، كما أننا بعيدون جدّا عن المناعة الجماعية وبالتالي لا حلّ لنا سوى الالتزام الجدي بكل إجراءات السلامة من وضع الكمامات بصفة سليمة والتباعد الجسدي وتنظيف اليدين وتعقيم الفضاءات المشتركة ..
سيكون شهر نوفمبر شهر اختبار جدية عموم التونسيين أفراد ومنظومات جماعية، وإلا فإن الكارثة ستكون على أبوابنا ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115